د. مسعود ضاهر يرسم الآفاق المستقبلية بين اليابان والوطن العربي
يرصد أسس التوازن بين الأصالة والمعاصرة في التجربة الرائدة
يتضمّن كتاب «اليابان والوطن العربي» للدكتور مسعود ضاهر تحليلاً معمقاً لتطور العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية بين اليابان والوطن العربي، ويرسم صورة شاملة عن قنوات التواصل بين العرب واليابانيين، وحجم التبادل الاقتصادي بين اليابان وأغلبية الدول العربية، وتجليات التفاعل الثقافي بينهما، ومواقف اليابان من القضايا العربية الكبرى والآفاق المستقبلية للعلاقات العربية اليابانية في القرن الحادي والعشرين. (منشورات مؤسسة الفكر العربي).
يتضمّن كتاب «اليابان والوطن العربي» للدكتور مسعود ضاهر تحليلاً معمقاً لتطور العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية بين اليابان والوطن العربي، ويرسم صورة شاملة عن قنوات التواصل بين العرب واليابانيين، وحجم التبادل الاقتصادي بين اليابان وأغلبية الدول العربية، وتجليات التفاعل الثقافي بينهما، ومواقف اليابان من القضايا العربية الكبرى والآفاق المستقبلية للعلاقات العربية اليابانية في القرن الحادي والعشرين. (منشورات مؤسسة الفكر العربي).
أطلقت «مؤسسة الفكر العربي» إصدارها الجديد «اليابان والوطن العربي» للدكتور مسعود ضاهر ضمن سلسلة «معارف» الدورية الصادرة عن مركز الفكر العربي للبحوث والدراسات. وقد أكد الأمين العام المساعد للمركز الأستاذ حمد العمّاري اهتمام المؤسسة في تعزيز الحوار بين الثقافات العالمية والعربية، والإسهام في خلق حراك ثقافي وفكري انسجاماً مع دورها التوعوي في إيلاء الدراسات والأبحاث المتعلقة بالواقع الثقافي والحضاري والتنموي والفكري في الوطن العربي اهتماماً خاصاً.ومن خلال إصدار الكتاب تسعى المؤسسة إلى الإضاءة على الثقافة اليابانية المتميزة والتي أثبتت عبر الزمن مدى انضباطها وجدارتها في مواكبة الركب والتطور التكنولوجي، وتحقيق تقدم مستمر ومستدام لشعبها وبلادها، ومع الإبقاء والحفاظ على ثقافتها وحضارتها وخصوصيتها ولغتها.
الكتاب الخامسليس هذا الكتاب الأول من نوعه لمؤلفه، فقد نشر سابقاً أربعة مؤلفات تناولت النهضة العربية واليابانية ووجوه التشابه والاختلاف والدروس المستفادة عربياً، وتاريخ اليابان الحديث. أما كتابه الخامس فيتزامن صدروه مع مرور ربع قرن على بداية معرفته باليابان، ذلك البلد الساحر الذي استضافه واحتضنه كما يفعل مع جميع الوافدين إليه.يقول الدكتور ضاهر: «لهذا الكتاب أهمية خاصة، فقد تضمن إشكاليات نظرية معمقة حول طبيعة العلاقات المتبادلة بين العرب واليابانيين، وفضح الصورة المتبادلة بينهما بعيون غربيّة. نوّه الكتاب بمواقف الدبلوماسية اليابانية من بعض القضايا العربية الكبرى، وأفرد حيزاً واسعاً لتطور العلاقات الاقتصادية بين اليابان والوطن العربي مع توثيق التبادل التجاري العاصف بين الجانبين في السنوات الخمس الماضية. بالإضافة إلى إبراز التطور الملحوظ في العلاقات الثقافية، واستشراف مستقبل العلاقات العربيّة- اليابانية في القرن الحادي والعشرين. وكانت فرحتي الأولى عندما نال كتابي «النهضة العربية والنهضة اليابانية: تشابه المقدمات واختلاف النتائج»، جائزة أفضل كتاب عربي في مجال الإنسانيات من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عن العام 2000. وكانت الفرحة الثانية عندما كرمتني اليابان بوسام الثقافة الذهبي من مرتبة الشمس المشرقة عام 2010».بعد ربع قرن بعد ربع قرن من زيارته الأولى إلى اليابان ما زال المؤلف مشدوداً إلى دراسة هذه التجربة النهضوية الرائدة، ويزداد إعجابه بها كلما أمعن في تحليل مقولاتها النظرية الناجحة في إقامة التوازن بين الأصالة والمعاصرة. وهي تقدم أفضل الدروس المستفادة للعرب من أجل بناء مجتمع المعرفة العربي القادر على إطلاق نهضة عربية طال انتظارها. وبهذه المناسبة فإنه يدعو إلى العمل معاً على إعداد مشروع ثقافي كبير يتلاءم مع ما وصلت إليه العلاقات التجارية بين اليابان والوطن العربي.احتفال توقيعفي احتفال توقيع الكتاب في بيروت الذي حضرته وجوه سياسية وثقافية على جانب رفيع المستوى، ألقى السفير الياباني في لبنان سينيتشي أوتسوكا كلمة، أكد فيها على أهمية هذا العمل الذي يغطي بشكل واسع ولأوّل مرّة العلاقات ما بين اليابان والدول العربية، منذ الحرب العالمية الثانية وصولاً إلى عصرنا الحالي. وأكد أنه لم يسبق أن أنجزت دراسة شاملة في هذا المجال، سواء باللغة اليابانية أو الإنكليزية أو العربية. وأشار إلى أن الكتاب يُسلط الضوء على العلاقات القائمة بين اليابان والدول العربية، وعلى الحلقة المفقودة، وكيفية تلافي الثغرات لتعزيز العلاقة ما بين الجانبين. كذلك يشمل العلاقات الثنائية مع كل دولة عضو في جامعة الدول العربية بشكل مفصّل، على غرار العلاقة بين اليابان وموريتانيا، أو بين اليابان والسودان.وأوضح أنه على المستوى الأكاديمي، ثمة اتجاه عام لفصل العلاقات الخارجية عن الشؤون الداخلية، لكن الكتاب يتناول الأوضاع السياسية والاقتصادية كخلفية لصنع السياسات الخارجية، وهو يُساعد على فهم السياسة اليابانية، فضلاً عن السياسات الخارجية، معتبراً أنه سيكون له تأثير كبير على دائرة من الأكاديميين المختصّين بالشرق الأوسط في اليابان. وهنأ في ختام كلمته المؤلّف على إنجازه، وأشاد بمؤسّسة الفكر العربي التي تسعى إلى نشر الوعي والتنوير ودعم المثقفين العرب.تجربة ناجحةلعل أفضل ما يختم الكتاب هو استلهام التجارب الناجحة لتحقيق تقدم مجتمعاتنا من ناحية، ومن ناحية أخرى القيام بنشر ثقافتنا لتعزيز التواصل مع اليابان وفتح آفاق جديدة لعلاقات ثقافية استراتيجية واعدة في المستقبل.