بينما يسعى الرئيس محمد مرسي وجماعته «الإخوان المسلمين» إلى التنسيق مع القوى الإسلامية المتحالفة، لمواجهة دعوات المعارضة لإسقاط النظام، بدأ الجيش المصري التأهب لتظاهرت 30 يونيو، التي من المتوقع أن تشهد أعمال عنف غير مسبوقة، بسبب تزايد حالة الاستقطاب في الشارع المصري.

Ad

وعلمت «الجريدة» أن الجيش المصري أعلن حالة الاستنفار والطوارئ، وإلغاء الإجازات لكل أفراد القوات المسلحة، ترقباً لتظاهرات نهاية الشهر، وقال مصدر مسؤول إن «إعلان حالة الطوارئ تأتي في إطار العمل على تأمين البلاد ضد أيّ أعمال تخريبية، بهدف تأمين المواطنين». وكان وزير الدفاع المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي أكد، في تصريحات صحافية، أن «الجيش مستعد وقادر على حماية الوطن».

إلى ذلك، تكرس الرفض الشعبي المتصاعد ضد الرئيس محمد مرسي، بعد أن هاجمه أمس معظم المصلين في مسجد «الحمد» بضاحية «التجمع»، شرقي القاهرة، وطالبوه بالرحيل بعد تواضع أداء نظامه في التعاطي مع الأزمات الاقتصادية والأمنية والسياسية، التي كان آخرها أزمة بناء سد «النهضة» الإثيوبي، وتجرؤ أديس أبابا على حقوق مصر التاريخية في مياه النيل.

وفي مسعى إلى صرف الأنظار، يشارك مرسي اليوم في مؤتمر «الأمة المصرية في دعم الثورة السورية... معاً حتى النصر»، الذي تنظمه عدة قوى إسلامية، إلا أن «الجريدة» علمت أنه سيجتمع بحلفائه الإسلاميين، على هامش المؤتمر، لبحث سبل مواجهة تحركات المعارضة المستندة لتأييد أكثر من 15 مليون توقيع تطالب بسحب الثقة منه، في ظل مساعي جماعة «الإخوان المسلمين» إلى حشد أنصارها كمحاولة استباقية لإرهاب المعارضة المدنية عن المضي قدماً في الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

في المقابل، دشنت حملة «تمرد» أمس بالمشاركة مع عدد من القوى السياسية والثورية الداعمة فعاليات «أسبوع التمرد»، في مدينة بورسعيد، التي أعلن فيها عن أول عصيان مدني ضد الرئيس مرسي يناير الماضي، في حين يحدد نادي ضباط الشرطة اليوم موقفه النهائي من تظاهرات نهاية الشهر، خلال اجتماع رئيس النادي اللواء صلاح زيادة، برؤساء أندية الشرطة في المحافظات، وسط تصاعد الأصوات بين صفوف ضباط وأفراد الشرطة بضرورة الانحياز إلى رغبة جموع الشعب المصري وعدم التعرض للمتظاهرين.

وبينما يواصل وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، مساعيه لاستباق أيّ محاولة لعصيان مرتقب من رجال الشرطة أثناء تأمين التظاهرات، وجه الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، نداء إلى المصريين جميعاً أمس، للمحافظة على وطنهم، مطالباً بوضع مصلحة البلاد فوق كل مصلحة، وادخار الدماء والمال والجهود لبناء الوطن.

برلمانياً، يبدأ مجلس الشورى غداً، مناقشة تعديلات المحكمة الدستورية على مشروعي قانوني انتخابات مجلس النواب وتنظيم مباشرة الحقوق السياسية.