«العراقية» في الكويت بعد 22 عاماً من التوقف

نشر في 28-02-2013 | 00:01
آخر تحديث 28-02-2013 | 00:01
• الخالد: محطة جديدة وتاريخية في العلاقات بين البلدين • زيباري: جئنا برسالة محبة وتواصل لطي صفحة الماضي

استأنفت الخطوط الجوية العراقية رحلاتها إلى الكويت وهبطت الطائرة الأولى في المطار ظهر أمس وسط أجواء احتفالية أعقبها مؤتمر صحافي مشترك لوزيري خارجية البلدين.
وصف نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وصول الرحلة الأولى للخطوط الجوية العراقية بعد انقطاع دام 22 عاما بـ "المحطة الجديدة" والتاريخية في العلاقات الكويتية - العراقية، معبرا عن سعادته بالرحلة التي تعد تواصلا ما بين العلاقات الكويتية - العراقية واستكمالا لجهود الجانبين لتوطيد العلاقات التي تجمع البلدين.

تسوية النزاع

وقال الخالد في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره العراقي هوشيار زيباري أمس عقب وصول الطائرة العراقية ان الحكومة الكويتية أصدرت مرسوم ضرورة لتسوية النزاع القائم بين الخطوط الجوية الكويتية ونظيرتها العراقية والتي تم عرضها على مجلس الامة حيث تمت الموافقة عليها وبذلك تكون الكويت استكملت الاجراءات الدستورية، مشيرا الى أن رحلة امس هي نتاج عمل مشترك وايجابي قام به كبار المسؤولين والمختصين بين البلدين خلال الفترة الماضية.

وأكد الخالد أن "المرحلة المقبلة تفرض علينا مسؤوليات وتحديات تتطلب منا العمل الجاد والمتواصل للارتقاء في تعاملنا مع قضايانا الثنائية بما يكفل طي الملفات العالقة ويتيح لنا التفرغ لتطوير علاقاتنا والاسهام في عملنا العربي المشترك بما يحصننا ويمكننا من التعامل مع تلك الظروف وتداعياتها المحتملة"، لافتا الى أن زيارة رئيس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك الى بغداد تمثل محطة أساسية لتدعيم العلاقات بين البلدين.

جسر التواصل

من جهته، قال وزير الخارجية العراقي هوشار زيباري ان الرحلة الأولى التي قامت بها الخطوط العراقية لها دلالات ومعان كبيرة في نفوس الشعبين، واصفا الزيارة بـ "جسر التواصل للمستقبل"، مشيرا الى أن العلاقات الكويتية - العراقية قبل 23 عاما كانت في أسوأ احوالها نتيجة العدوان الصدامي للكويت.

وأضاف "جئنا الى الكويت برسالة محبة وتواصل لطي صفحة الماضي والنظر الى المستقبل المشرق والزاهر للبلدين والشعبين وقدرنا ان نعيش سويا وعلاقاتنا ازلية ولذلك نحتاج الى جسور للتواصل والتفاهم وما تحقق اليوم شيء كبير جدا ونشكر المستشارين والدبلوماسيين والسياسيين على جهدهم الجبار لطي ملفات تسوية المطالبات حول مديونية شركة الخطوط الجوية الكويتية لنظيرتها العراقية"، مشيرا الى أن التسوية أعطت للعراق الحرية الكاملة في اطلاق اسطوله الجوي وتقديم خدماته الى المواطنين العراقيين والمسافرين.

وأوضح زيباري أن لدى الحكومتين العراقية والكويتية ارادة مشتركة لتسوية كل القضايا العالقة بين البلدين، مؤكدا في الوقت ذاته أنها قليلة.

صفحة جديدة

من جانبه، اكد وزير النقل العراقي هادي العامري أن هذه الرحلة ليست فقط جسرا جويا لنقل المسافرين وانما جسر بين الشعبين الكويتي والعراقي لبدء صفحة جديدة، مؤكدا أن المهمة الملقاة على عاتق البلدين بدء صفحة جديدة من التعاون المثمر "فالعراق والكويت من خلال موقعهما الجغرافي ومكانتهما يستطيعان لعب دور كبير في المنطقة سواء في العالم الاسلامي او العربي او الدولي"، معربا عن أمله ان يكون هناك آفاق من العمل والتعاون المشترك بين البلدين لطي صفحة الماضي والعمل على مستقبل البلدين.

وقال العامري ان "هذا الملف من اعقد الملفات الموجودة ومحاكمه استمرت اكثر من 25 عاما واستطعنا اليوم ولله الحمد ان نطوي هذه الصفحة، وهناك ملف آخر معقد في العراق هو نظام الادارة الملاحية المشتركة في خور عبدالله، والجانب الكويتي اليوم مشكورا اكمل تقريبا كل استعداداته ونحن اليوم كحكومة وافقنا وارسلنا الملف الى البرلمان العراقي املين ان نطوي صفحته ونبدأ صفحات اخرى مشرقة بين الجانبين".

وردا على أسئلة الصحافيين حول الجوانب الاقتصادية لهذه الرحلة، قال العامري "الخطوط الجوية وصناعة النقل تعتبران من اكثر المشاريع الاقتصادية ربحا والعراق ينتظره مستقبل واعد وسيصبح محل اهتمام دول العالم في موضوع الطيران وصناعة الطيران سواء لنقل المسافرين والنقل الجوي وهذه نقطة في الاتجاه الصحيح لبناء اقتصاد العراق".

التدخلات الإيرانية

وفي سؤال بشأن المخاوف من المفاعلات النووية الايرانية وتهديدات الحرس الثوري الايراني لدول الخليج، قال الشيخ صباح الخالد ان "لكل دولة الحق في استخدام الطاقة النووية السلمية تحت اشراف وكالة الطاقة النووية الدولية للطاقة الذرية، ومن حقها ان تتبع من الاساليب والانظمة ما يوفر الرفاه لشعوبها عن طريق الكهرباء بالطرق التي تتمكن من استغلالها"، لافتا الى أن "دول الخليج شريكة في هذه المنطقة مع الجمهورية الايرانية الاسلامية ونقدر دور ايران المهم في المنطقة كما نتوقع ان تبادلنا ايران نفس التوجهات ونحن نقول ان هناك حرية وامكانية لاي دولة لبناء المفاعلات النووية شريطة أن تكون باشراف وكالة الطاقة النووية الدولية".

وشدد الخالد على "حسن الجوار والاحترام المتبادل والمواثيق الدولية التي نحترمها"، متوقعا أن "يكون هذا التوجه لدى ايران تجاه دول المنطقة".

وحول مشاركة العراق في اجتماع موسكو والاستعداد الروسي لفتح حوار جدي بين النظام السوري والمعارضة، قال زيباري ان «مباحثات سياسية مهمة جرت مع الجانب الروسي حول تطور الأزمة السورية والتوجه العام هو ايجاد حل سياسي، فالصراع المسلح لن يؤدي الى أي نتائج محمودة».

وعن الخلافات البحرية الكويتية - العراقية ومسألة المزارعين، قال زيباري: «لدينا قضايا اساسية ونعمل في سبيل انجازها منها مسألة التعويضات المحكومة بقرار من مجلس الامن الدولي والعراق يقوم بتنفيذها بشكل كامل والاليات التي تم الاتفاق عليها والعراق ملتزم بتجديد كافة المطالبات الموجودة عليه وفق قرارات مجلس الامن، وهناك موضوع اخر هو القرارات الدولية المعنية بصيانة العلامات الحدودية واللجان الفنية العراقية - الكويتية المشتركة الموجودة في الكويت لصيانة الدعامات الحدودية ولانجاز هذا الموضوع وتحديدها بشكل لا يقبل التأويل او التشكيك وازالة العوائق الموجودة على خط الحدود»، مشيرا الى أن المزارعين حصلوا على تعويضات.

الأسرى والشهداء

وجدد التزام العراق بالبحث عن الأسرى ورفات الشهداء، مشيرا الى ان «هذا الملف يجب ان يعالج خارج نطاق مجلس الامن او احكام الفصل السابع من خلال التواصل الثنائي او تحت اشراف دولي ونحن ليس لدينا مصلحة اطلاقا في عدم التعاون او عدم استمرارية البحث في هذه المواضيع».

من جهته، أكد الشيخ صباح الخالد أن الكويت ستكون سعيدة بخروج العراق من الفصل السابع، لافتا الى أن مصلحة الكويت أن يعود العراق حرا وطليقا في كافة المجالات ولا تقيده قرارات مجلس الأمن.

وحول ميناء مبارك الكويتي، قال وزير النقل العراقي العامري ان هذا الموضوع نوقش بعمق في الاجتماع الوزاري وتم التوصل الى حلول جيدة ولكنها ليست نهائية، لافتا الى أن بناء ميناء مبارك في هذه النقطة بالذات سيؤثر سلبا على الموانئ العراقية ولذلك طلبنا للجانب الكويتي ان نذهب الى حكم دولي، مضيفا «نحن نعتقد ان بناء الميناء في هذه النقطة سيؤثر سلبا ونعتقد ان الشعب الكويتي لا يريد الضرر بالشعب العراقي».

حزب الله العراقي

وحول تهديدات حزب الله العراقي لميناء مبارك، قال العامري «لا نؤمن بالتهديدات واعلنا سابقا ونعلن اليوم ان العراق يؤكد انه لا يؤمن بالتهديدات ويجب ان تحسم جميع الملفات من خلال الحوار البناء بين الجارين الاخوين في الكويت والعراق ولا يوجد اي تهديد ونرفض اي تهديد ولا نقبل باي تهديد، زمن التهديدات ولى وزمن صدام والصداميات ولى واليوم الحكومة العراقية تحرص على بناء علاقات اخوية متوازنة بين دول الجوار وخاصة الكويت والتهديد انتهى الى الابد وهذا الملف يتم حله من خلال الحوار البناء بين البلدين ولا مجال للتهديد ولا نقبل بالتهديد».

من جهته، علق الشيخ صباح الخالد بالقول ان الكويت لن تتسبب بالأذى للعراق في الملاحة البحرية، و»نحن نعتقد ان ميناء مبارك مكمل لميناء الفاو ونحن نعتقد انها عملية تكاملية وليست تنافسية ونحن نعمل على خدمة المنطقة»، مرحبا في الوقت ذاته بالاستشارة الدولية حول موضوع ميناء مبارك.

النصف: شراء أو استئجار طائرات يحتاج إلى وقت

قال رئيس مجلس الادارة العضو المنتدب لشركة الخطوط الجوية الكويتية سامي النصف "ان كل القضايا العالقة بين (الكويتية) ونظيرتها العراقية تم الانتهاء منها وحلت بشكل كامل".

وأضاف النصف في تصريح للصحافيين على هامش استقبال الطائرة العراقية "ان الخطوط الجوية الكويتية ماضية في خطة اعادة هيكلتها وبناء أسطولها" مشيرا الى ان شراء طائرات جديدة أو استئجار أخرى يحتاج إلى وقت.

ولدى سؤاله عن امكانية تسيير رحلات لـ"الكويتية" الى العراق قال النصف ان هناك توجها في هذا الشأن "إلا أن النقص في عدد طائرات الاسطول وحالة إعادة الهيكلة التي تمر بها "الكويتية" يحولان دون تسيير رحلات الى محطات جديدة بما فيها العراق، في حين أن شركات القطاع الخاص بدأت فعليا بتسيير رحلات الى عدة مطارات في العراق الشقيق".

وأكد أن شركة الخطوط الجوية الكويتية فور تمكنها من افتتاح محطات جديدة فستكون المطارات العراقية في بغداد والنجف وأربيل بين اولويات رحلات الخطوط الجوية الكويتية.

وكان رئيس الطيران المدني في الكويت أعلن في وقت سابق من هذا الشهر صدور الموافقات على طلب تقدمت به سلطات الطيران المدني في العراق لتشغيل الخطوط الجوية العراقية اربع رحلات أسبوعيا الى مطار الكويت الدولي هي رحلة من وإلى بغداد، ورحلتان من وإلى بغداد عن طريق النجف، ورحلة من وإلى أربيل.

back to top