الاتحاد الأوروبي يوافق على استئناف «المفاوضات» مع تركيا
• القوات التركية تعتقل 20 من متظاهري «غيزي»
• أوغلان يعلن فتح المرحلة الثانية من الحوار مع أنقرة
• أوغلان يعلن فتح المرحلة الثانية من الحوار مع أنقرة
بعد سنوات طويلة من التوقف، وافق الاتحاد الأوروبي على إعادة فتح مفاوضات انضمام تركيا وذلك بعد تذليل عدد من العقبات أبرزها المخاوف الألمانية حيال القمع العنيف الذي استخدمته حكومة رجب طيب أردوغان في قمع المتظاهرين المناهضين لحكومته.
تمكن الاتحاد الأوروبي وتركيا أمس، من تحسين علاقاتهما عبر الاتفاق على إعادة فتح مفاوضات انضمام أنقرة المعلقة منذ فترة طويلة رغم تردد كبير من ألمانيا ودول أخرى بسبب قمع أنقرة العنيف للمتظاهرين المناهضين لحكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.وأعلنت ايرلندا التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد أن الوزراء الأوروبيين اتفقوا على فتح فصل جديد في مفاوضات انضمام تركيا بعد توقف استمر ثلاث سنوات، مشيرةً إلى أن موعد استئناف المفاوضات سيعلَن في الخريف. وجاء في بيان الرئاسة الايرلندية أن وزراء الشؤون الأوروبية في دول الاتحاد المجتمعين في لوكسمبورغ «وافقوا على فتح الفصل 22» المتعلق بالسياسة الإقليمية في إطار عملية المفاوضات، في إشارةٍ إلى أحد الفصول الـ35 الواجب إغلاقها من أجل التمكن من الانضمام إلى الاتحاد.في المقابل، رحّب وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بهذا الإعلان الذي جاء بعد أيام من التوتر بين تركيا وألمانيا، التي كانت من أشد المترددين لفتح فصل جديد في المفاوضات.وقال داود أوغلو أمام الصحافيين في أنقرة أن «الفصل 22 (السياسة الإقليمية) فُتح. لقد تم حل هذه المسألة».وأضاف تعليقاً على التسوية التي توصلت إليها الدول الأعضاء في الاتحاد: «إن مسألة كانت لتشكل عقبة في العلاقات الأوروبية-التركية قد تم تجاوزها وبالتالي فإن قطار تركيا-الاتحاد الأوروبي يمكن أن يتقدم بسرعة كبرى». وكان يُفترض أن تنطلق المفاوضات حول الفصل 22 الأربعاء الماضي، في بروكسل لكن برلين وبدعم من حكومتيّ النمسا وهولندا عارضت هذا الأمر بسبب القلق إزاء قمع أنقرة للتظاهرات المناهضة للحكومة في الأسابيع الماضية. ويُتوقع أن تنطلق المفاوضات في الخريف وعلى الأرجح في أكتوبر بعد الانتخابات الألمانية وبعدما تصدر بروكسل التقارير السنوية حول الإصلاح ضمن الدول المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.وأيّد وزير خارجية النمسا مايكل سبندليغير فكرة إعطاء تركيا «بعض الوقت الذي سيتسنى لنا خلاله النظر في مسائل حقوق الإنسان وحرية التعبير». وأضاف: «نحن مجموعة قيم، ولا يمكن التنديد بما يحصل في دول مثل مصر لكن عدم انتقاد دولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي».وتتطلّب إعادة فتح المفاوضات إجماع الدول الـ27 الأعضاء على ذلك وقد دخل الوزراء الأوروبيون إلى الاجتماع منقسمين كالعادة حول هذه المسألة.وقال وزير خارجية السويد كارل بيلد أنه «ليس هناك من سبب يدعو» لتأخير مفاوضات الانضمام إلى ما بعد الانتخابات الألمانية. وأضاف: «الانتخابات الألمانية شيء جيد، لكن لا يمكن أن تكون عذراً لإرجاء كل شيء آخر في أوروبا».وتابع أن عملية مفاوضات انضمام تركيا هي «الابطأ في تاريخ الاتحاد الأوروبي، ولم يتم فتح أي فصل منذ سنوات». حملة اعتقالاتفي غضون ذلك، اعتقلت قوات الأمن التركية 20 شخصاً، خلال مداهمات فجر أمس، لأكثر من 30 منزلاً في العاصمة أنقرة، وذلك على خلفية احتجاجات منتزه غيزي. وذكرت صحيفة «حريت» أن المشتبه بهم اعتُقلوا بتهمة حضور تظاهرات منتزه غيزي ومهاجمة عناصر الشرطة، كما تتهمهم بالانتماء إلى منظمة «إرهابية».وأوضحت أن المداهمات أعقبت إطلاع عناصر الشرطة على الأشرطة المصورة للاحتجاجات، واستهدفت الأشخاص الذين تسببوا بضرر لعناصر الشرطة ولمحيطهم. وأشارت إلى أن المداهمات لا تزال مستمرة في العاصمة، مرجحة ارتفاع عدد المعتقلين.أوغلان والسلامعلى صعيد آخر، أعلن زعيم المتمردين الأكراد الأتراك المسجون عبدالله أوغلان أمس، بدء مرحلة ثانية في عملية السلام مع سلطات أنقرة بعد الانتهاء قريباً لعملية انسحاب مقاتليه من الأراضي التركية.وصرح أوغلان في رسالة سُلمت أمس الأول، إلى نواب أكراد زاروه على جزيرة إيمرالي (شمال غرب) حيث يمضي عقوبة بالسجن المؤبد «في الوقت الحالي انتقلنا إلى المرحلة الثانية. عرضت على الدولة (التركية) خطياً اقتراحاتنا حول سبل المرحلة الثانية».ومن شأن المرحلة الثانية ان تسمح للحكومة التركية الإسلامية-المحافظة بإجراء الإصلاحات اللازمة لزيادة حقوق أكراد تركيا الذين يقدر عددهم بـ12 إلى 15 مليوناً من أصل 76 مليون نسمة.(بروكسل، أنقرة ـــــأ ف ب، رويترز، يو بي آي)