هل تمنح مسرحية «الكوتش» قبلة الحياة لـ أبو الفنون؟
افتتح الفنان جلال الشرقاوي مسرحية «الكوتش» التي يشارك فيها طلعت زكريا وانتصار ووائل نور، ما دفع المتابعين للحركة الفنية إلى التفاؤل بتحريك المياه الفنية الراكدة وبنهوض المسرح من كبوته التي استمرت سنوات قبل ثورة 25 يناير وبعدها.
يرى جلال الشرقاوي أن على الفنان المغامرة في ظل الظروف التي تمر بها مصر، باعتبار أن «الفن أحد أقصر الطرق التي ستخلصنا من ورطتنا السياسية، لا سيما إذا كان العمل يدعو إلى العدالة الاجتماعية والحرية والدولة المدنية ومحاربة الفساد والرشوة».يطالب الشرقاوي الفنانين بالحذو حذوه تلبية لرغبة الجمهور الذي ينتظر الأعمال الجيدة ليتابعها، «إذ ليس من المناسب أن ينتظر أهل الفن حتى تنصلح الحال السياسية ليعودوا إلى فنهم»، مؤكدًا أنه حدد أسعاراً متوسطة ليتمكن الجميع من مشاهدة المسرحية التي يتوقع أن تكون فاتحة خير للمسرح المصري ليعود إلى سابق عهده وريادته.
يدعو الشرقاوي عادل إمام ومحمد صبحي وسمير غانم ومحمد هنيدي إلى الرجوع إلى بيتهم الكبير ليقدموا آراءهم وفكرهم ويشجعوا جمهورهم العريض على ارتياد المسرح «نظراً إلى حاجتنا الماسة إلى ذلك»، على حد تعبيره.عاشق ومغامر تشهد الفنانة انتصار لجلال الشرقاوي بأنه عاشق للمسرح وغامر بكل ما يملك لإنتاج المسرحية رغم هروب منتجي مسرح القطاع الخاص، متوقعة أن يعود «أبو الفنون» إلى سابق عهده رغم التوتر السياسي الذي يسيطر على الشارع المصري ويؤثر على إقبال الجمهور على المسرح.تضيف أن الزخم السياسي من شأنه ابتكار حركة فنية قوية تعبر عما يجري على أرض الواقع، تمامًا كما كان يحدث في السابق إبان الحروب الكبيرة أو المشاريع القومية العظيمة.تطالب انتصار القيمين على الفن المصري بتقديم أعمال تتصل بالواقع السياسي، باعتباره السبيل لعودة الإقبال الجماهيري على الأعمال الفنية، سواء كانت مسلسلات أو أفلامًا أو مسرحيات. بدوره يؤكد النجم سمير غانم (قدم مسرحيات ما زالت محفورة في ذاكرة الجمهور العربي) أن المسرح لن يموت مهما مرت عليه كبوات وأوقات ركود، وأن الجمهور العربي عموما والمصري خصوصا تربى على المسرح، لافتًا إلى أن مسرحيته «ترا لم لم» التي عرضها في عيد الفطر الماضي حققت النجاح رغم القلق الذي انتابه مع القيّمين عليها، وأنه فوجئ منذ بداية العرض بحضور مميز، ما يؤكد أن الفن لا يموت، خصوصًا المسرح الذي هو «أبو الفنون».مبادرة تعاونيشفق الفنان ماهر سليم (رئيس «البيت الفني للمسرح») على أصحاب المسارح الخاصة بسبب الركود الذي يعاني منه «أبو الفنون» منذ قيام ثورة 25 يناير تحديداً، غير أنه متفائل بمستقبل المسرح المصري سواء الخاص أو القومي، لذا يطرح مبادرة تعاون بين «البيت الفني للمسرح» وأي فرقة مسرحية خاصة لتقديم الدعم الفني المطلوب: معدات، ديكورات، فنانون، قصص، مخرجون، كذلك يطرح مبادرة على التلفزيون المصري لتقديم مسرحيات تُصوّر بكاميرات التلفزيون وتُسوّق مثلما كان يحدث في السابق.يضيف أن عشرة عروض ستُفتتح تزامناً مع الاحتفالات بثورة 25 يناير، وهذا من شأنه إحداث رواج مسرحي وتشجيع الفرق المسرحية الخاصة على استئناف نشاطها.أما الدكتور أحمد سخسوخ (ناقد فني وعميد معهد الفنون المسرحية السابق) فيشير إلى أن المسرح الخاص في مأزق منذ خمس سنوات وليس بسبب ثورة يناير كما يشيع البعض، وأن أزمة المسرح المصري معقدة ولن يقدر أحد على فك طلاسمها بسهولة.يضيف: «ثمة مسرحيات كانت تقدم خصيصًا للسياح العرب، وللمصريين العائدين إلى وطنهم من الدول الخليجية في الإجازة الصيفية، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن بعد انخفاض السياحة الداخلية وارتفاع سعر التذاكر، نظرًا إلى مغالاة النجوم في أجورهم ما تسبب في تعثر العروض وتوقفها».يتوقع سخسوخ أن ينحدر مستوى المسرح المصري أكثر مما هو عليه الآن، «كون النهضة الفنية ترتبط بالحالة السياسية التي نعيشها، وعندما يتم القضاء على الفساد سيعود المسرح إلى سابق عهده».