«حين تتداعى ذكريات»... محطات منتقاة من مشوار العبد للّه

نشر في 15-09-2013 | 00:02
آخر تحديث 15-09-2013 | 00:02
الكتاب يتضمن 13 فصلاً توثق مسيرة سليمان الفهد

{حين تتداعى ذكريات..
العبد لله} كتاب صادر عن مكتبة {ذات السلاسل}، يتناول مشوار الكاتب الراحل سليمان الفهد، للمؤلف الباحث حمزة عليان. يرصد الكتاب مراحل منوعة من حياة الراحل، مسترجعاً جانباً من ذكريات عن حياته الخاصة، والمهنية المنوعة المشارب.
يقدم كتاب {حين تتداعى ذكريات.. العبد لله} بين دفتيه أحداثاً كثيرة، مستعرضاً تفاصيل مهمة منتقاة من مشوار مفعم بالعطاء في مجالات منوعة، مستعرضاً أحداثاً مهمة في رحلة العراب والمناضل والمعلم سليمان الفهد.

يتضمن الإصدار 13 فصلاً، من بينها: {من البدايات، الحياة الزوجية والعائلية، والعبد لله المترع بالسفر، بمعية القلم والورق وما بينهما، الاحتلال والصمود، شخصيات عرفتها}.

أكد معد الكتاب حمزة عليان أن الراحل كان يأمل أن يرى مذكراته بين دفتي كتاب قبل وفاته لكن القدر لم يمهله لمشاهدة الإصدار، موضحاً ضمن هذا السياق: «كأنه لم يشأ أن يغادر الحياة الدنيا قبل أن ينتهي من تسجيل مذكراته، ففي صباح أحد أيام شهر مارس لعام 2013، وفي لحظة سكون بيننا في بيته وبعد انتهاء التسجيل، أمسك عصاه وخاطبني بجملة هزت مشاعري ولم أكن أعتد عليها من قبل «أتمنى من الله أن يمنحني العمر لكي أرى هذه المذكرات وأنا على قيد الحياة». وأردف عليان:»التزمت الصمت ولم أعلق، خرجت بعدها لأسأل نفسي هل كان حدسه يخبره أن موعد اللقاء مع الباري عز وجل قد دنا واقترب».

هجرة

في الفصل الأول «البدايات» يسرد سليمان الفهد الظروف التي أدت إلى هجرة أسرة آل الفهد من منطقة القصيم في السعودية وتحديداً مدينة «بريدة» في سياق الهجرات التي كانت تتم من الجزيرة العربية إلى الأقطار العربية كافة والتي توفر فرص العيش والعمل والكسب المشروع والشريف، وسكنوا في حي «المرقاب»، مستذكراً جانباً من سيرة عبدالعزيز الفهد الذي عمل في الغوص وصيد اللؤلؤ كما شارك في معركتي الرقعي والجهراء.

وعن تاريخ ولادته، يشير إلى أنه لم يثبت بشهادة ميلاد كما هي الحال عليه اليوم، فمثل هذه الوثيقة لم تكن موجودة في أيامنا كما لم يكن هناك وجود لأي جهة مختصة بتسجيل المواليد، فعملية التسجيل كانت متروكة للناس والاجتهادات الشخصية.

ويستعرض خلال الفصل مجموعة أحداث منها مرض شقيقته طيبة بمرض سرطان الدم، كذلك استشهاد شقيقه علي وغيرهما.

صحيفة حائط

وفي الفصل الثاني، يتحدث الفهد عن مراحل الدراسة، مبيناً أن الفصل الأول الذي درس فيه كان في مدرسة ملا مرشد الأهلية التي مكث فيها فترة أطول مما اعتاد أولاد الديرة على البقاء فيها، وفي عام 1950، انتقل إلى مدرسة المرقاب الابتدائية الحكومية مستكملاً تحصيله العلمي، وفي السياق ذاته، يقول: «مع الانتهاء من المرحلة الابتدائية، انتقل العبد لله إلى مدرسة صلاح الدين المتوسطة في المرقاب، وقد وضعت حجر الأساس الأول لتعلم مهنة الصحافة لأن المدرسة كانت تصدر صحيفة حائط إضافة إلى صحيفة تطبع بالآلة الكاتبة».

وبشأن علاقته بالقراءة والكتابة، يعتبر أن ثمة توأمه تجمعهما فالقراءة فعل إبداع يومي، إذ يستحيل أن تكون هناك كتابة من دون أن يكون بمعيتها كتاب وقراءة ومطالعة، ثم يأتي القلم ليسطر الإبداع بمختلف أنواعه إذا كانت هناك بالمقابل متابعة حثيثة لشتى نواحي المعرفة. فالعلاقة التي تربطني بالقلم والكتاب قديمة أزلية، وستبقى إلى ما شاء الله، فهي بدأت وتبدأ منذ مرحلة الصبا وريعانها، أي في فترة الأربعينات، حيث كان من الصعوبة بمكان الحصول على الكتاب، غير أن العم فهد الفهد، رحمه الله، كان يزوّدني بها عند عودته من الحج طوال فترة الأربعينات والخمسينات والستينات.

ويستذكر الراحل الإرهاصات الأولى للكتابة، ويقول: «بدأت تتكون في المرحلة الابتدائية في مدرسة الملا مرشد، وأذكر أني كنت من الطلاب البارزين في حصة الإنشاء والتعبير، وقد جرى تدريبنا على أصول الكتابة، وقد مهدت تلك الحقبة في الحقيقة لأساس العمل الصحفي غير أن التجربة الصحفية الحقيقية أخذت تتبلور بشكل أعمق وأكثر ثراء في المدرسة المتوسطة».

صوت الكويت

وفي ما يتعلق بمجلة «صوت الكويت» الصادرة في دمشق، يوضح الفهد»: مع انتقالي إلى دمشق في مرحلة دار المعلمين، جاءت «صوت الكويت» لتكون أهم نتاج هذه المرحلة، سواء لكونها كانت بمنزلة السفير الثقافي والأدبي أو لكونها ثاني تجربة أخوضها، فعندما وطئت أقدامنا، نحن مجموعة العشرة والعبد لله، أرض الإقليم الشمالي في الفيحاء... وبعد أن «عاشرنا» بعض أبناء الإقليم ساءنا والله أن نرى «ابن يعرب» يجهل الكويت ولا يعلم عنها إلا أنها موطن البترول فحسب، وحتى لا نكون نحن نُمعن في تكريس مفهوم «بني نفط»، تشاور العبد لله مع الربع حسن الابراهيم، سيف عبدالله، عيسى العيسى، عنبر مال الله، جاسم البحر، حسين العلي، حسين نوشاد، عبدالله كمشاد، محمد عيسى لإصدار نشرة حائطية نعرف فيها عن بلادنا، وبعد مضي مدة وجيزة شعرنا أن هذه النشرة البسيطة، لا تستطيع أن تؤدي الدور الذي نريده منها، لذلك قررنا إصدار مجلة، ولم تكن المهمة باليسيرة، وعقب صدور العدد الأول الذي وصل إلى الكويت، انهالت علينا الرسائل من كل حدب وصوب للتهنئة بالمولود الجديد أو تقديم بعض الاقتراحات. كذلك يسلط الضوء على بعض الأمور التي رافقت عمله في بعض المطبوعات كمجلة {العربي} أو جريدة {الوطن}.

موضوعات منوعة

يسرد الفهد ذكريات شائقة عن فترة الاحتلال العراقي لدولة الكويت، وما واكبها من أحداث ووقائع، مستذكراً ظروف صدور العدد الأول من صحيفة «صرخة» التي تهدف إلى مواجهة الاحتلال وفضح ممارسات قوات الاحتلال، وفي فصول أخرى من الكتاب يسترجع ذكرياته عن تحرير الكويت وكذلك رابطة الأسرى والمفقودين، وشخصيات عرفها، بينما يضم الكتاب شهادات منوعة قدمها بعض أصدقائه ومجموعة من زملائه، إضافة إلى فصل خاص لبعض الصور التي تمثل مراحل مهمة في حياته.

شهادات

احتوى الكتاب على شهادات كتبت أثناء وجوده، وجزء آخر يوم الوفاة وبعده، وتضمن الفصل الحادي عشر أسماء منتقاة للشخصيات التي استذكرت جانباً من السمات الجميلة للراحل وهم، محمد السنعوسي، الدكتورة نجمة الخرافي، الدكتور غانم النجار، حسين العتيبي، وليد المسلم، سعود العنزي، سعدية مفرح، ليلى محمد صالح، وسليمان الفليح، صبيح العيدان، سعاد عبدالرسول، أحمد الإبراهيم، عبدالفتاح الصبحي، شوقي حجاب، حمدي أبوجليل، وعادل عفر.

شغف القراءة

دفعه شغفه للقراءة إلى المطالعة منذ الصغر، مستذكراً «كتاب «ألف ليلة وليلة» أحد أوائل الإصدارات التي قرأتها، وشعرت حينذاك بشيء من السحر تجاهه». كذلك تصفح الراحل بعض الكتب الدينية، التي كانت الأكثر شيوعاً آنذاك مثل كتب السيرة والتاريخ وغيرها. وفي مراحل لاحقة انتقل إلى قراءة طه حسين، عباس محمود العقاد، مصطفى لطفي المنفلوطي، مجلة الرسالة والمازني، لأنه كان يتردد على مكتبة المعرفة ويستعير منها إلى أن أصبح أحد روادها الدائمين، إذ كانت المكتبة الوحيدة في الكويت، قبل أن تظهر أخرى في حولي وتصبح في ما بعد منتشرة في غالبية مناطق الكويت.

back to top