{366}

نشر في 26-04-2013 | 00:01
آخر تحديث 26-04-2013 | 00:01
No Image Caption
في روايته 366 الصادرة عن {الدار العربية للعلوم}، يخترق الروائي السوداني أمير تاج السر عالم أبناء جنسه بعمل تفوح منه رائحة الاعتراف بالحب الذي لا يموت والذي لم يبق منه سوى آثار حبر ممرّغٍ لحروف ضائعة ورسائل تاهت قبل أن تصل إلى صاحبتها.

وفي الرواية يستخدم المؤلف تقنية الرسائل الموجهة إلى حبيب مجهول مستخدماً ضمير المتكلم في عملية السرد فيكون بمثابة حديث مع الذات وعنها. بالتالي، هي تقوم على الحوار الداخلي بين الروائي – والراوي – والبطل وذكرياته وتصوراته وأوهامه، فيختلط فيها الواقعي بالمتخيل. أما بقية الشخصيات فتأتي مكملة للعمل، وتنفتح على عالم المهمشين حيناً «حي المساكن» وعالم الميسورين حيناً آخر «حي البستان»، وتقترب من السياسة حيناً ثالثاً «اختفاء أخ المرحوم»، وتنحدر إلى القاع «حيث الخمارات، وبنات الهوى التعسات، وتجارة البانغو والحشيش المخدر»، وحكايات تتخبط هنا وهناك، تورث من جيل إلى جيل، في عالم منفلت من عقاله. أمعن تاج السر في كشفه كما في كل عمل وهو الذي امتاز بقدرته على قراءة ما وراء الوجوه وكشف الخبايا والمستور، الشيء الذي يجعل من أعماله وباعتراف كثيرون رصينة هادفة وعميقة في آنٍ.

back to top