وسط تزايد الدعوات الاحتجاجية ضد حكم الرئيس المصري محمد مرسي، دخلت الإدارة الأميركية أمس على خط الأزمات السياسية التي تعصف بالبلاد، بوصول وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في أول زيارة له إلى مصر بعد توليه منصبه، قوبلت بوقفات احتجاجية، أدت إلى زيادة الإجراءات الأمنية المحيطة بالزيارة واللقاءات المتوقعة خلالها.

Ad

وبينما أعلنت تيارات ورموز للمعارضة مقاطعتها الزيارة، مثل رئيس حزب "الدستور" محمد البرادعي، وزعيم التيار الشعبي حمدين صباحي، كشفت مصادر قريبة من دوائر صنع القرار الأميركي أن كيري سيسعى إلى إقناع الرئيس محمد مرسي بضرورة الاستجابة لمطالب المعارضة، من خلال تشكيل حكومة توافقية، تضم مختلف التيارات والقوى السياسية، حسبما ذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية.

وتأتي زيارة كيري بعد تصريحات أميركية دعت المعارضة إلى المشاركة في الانتخابات، الأمر الذي دفع هذه الأخيرة إلى شجب التدخل الأميركي في الشؤون الداخلية.

ومن المفترض أن يلتقي كيري اليوم الرئيس المصري ووزير دفاعه الفريق أول عبدالفتاح السيسي، على خلفية تزايد الغضب الجماهيري والعصيان المدني في مدن قناة السويس الثلاث ومدينة المنصورة (شمال القاهرة)، واستمرار التوكيلات الشعبية المطالبة بتولي الجيش حكم البلاد، حيث تجمّع أمس عشرات المصريين من أهالي مدينة المحلة الكبرى أمام مكاتب الشهر العقاري (الدوائر القانونية) لإجراء توكيلات لمصلحة القوات المسلحة في خطوة تهدف إلى حثها على تولي إدارة شؤون البلاد.

وتجددت أمس الاشتباكات بين محتجين شبان والشرطة في مدينة المنصورة بدلتا النيل، حيث قُتِل متظاهر وأصيب عشرات آخرون بجراح أمس الأول. وفي مدينة بورسعيد في شمال شرق مصر أشعل محتجون النار في مركز للشرطة. وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت أمس الأول بين متظاهرين مناوئين لمرسي وبين قوات الأمن في مدينة المنصورة قُتِل على إثرها فتى دهساً بإحدى مدرعات الشرطة.