نقلت روسيا أمس موقفها المدافع عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد الى مستوى جديد، حيث اشتبكت بقوة مع الأمم المتحدة من خلال تشكيكها بتقرير لجنة المفتشين الدوليين التي يرأسها آكي سيلستروم بشأن الهجوم الكيماوي على منطقة الغوطة في 21 أغسطس الماضي، والذي أسفر عن مقتل 1400 شخص.

Ad

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أمس، خلال زيارته الى دمشق:"لقد خاب أملنا من موقف الأمانة العامة للأمم المتحدة ومفتشي المنظمة الدولية الذين كانوا في سورية، والذين أعدوا تقريرهم بشكل انتقائي وغير كامل بدون الأخذ بالاعتبار العناصر التي أشرنا إليها عدة مرات"، مضيفاً: "بدون أن يكون لدينا صورة كاملة عما حصل في (الغوطة)، لا يمكننا اعتبار النتائج التي خلص إليها مفتشو الأمم المتحدة إلا نتائج مسيسة ومنحازة وأحادية الجانب".

والتقى ريباكوف أمس الأسد الذي اعرب له "عن تقديره والشعب السوري لمواقف روسيا المساندة لسورية في مواجهة ما تتعرض له من هجمة شرسة وإرهاب تكفيري تدعمه الدول الغربية والإقليمية والعربية"، مضيفاً أن "تلك المواقف تبعث على الأمل في رسم خريطة جديدة للتوازن العالمي".

وفي وقت لاحق، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده ستسلم مجلس الأمن "أدلة" تؤكد أن هجوم الغوطة "جاء في سياق لجوء المعارضة بشكل منتظم الى استفزازات للتسبب بضربات وبتدخل في سورية"، على حد قوله، مضيفاً أن تقرير لجنة سيلستروم "يؤكد أنه تم اللجوء إلى السلاح الكيماوي، إلا أنه يبقى تحديد المسؤول عن ذلك".

وجاء الرد على موسكو هذه المرة من قبل الأمم المتحدة، حيث قال المتحدث باسم المنظمة الدولية مارتن نسيركي أن تقرير سيلستروم "لا جدال فيه" و"موضوعي تماماً".

وفي لهجة واثقة من النظام السوري، أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن مجلس الأمن لن يصدر "بتاتاً" قراراً حول نزع الأسلحة الكيماوية السورية تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يسمح باللجوء إلى القوة لتنفيذ القرارات الدولية.

إلى ذلك، أكد وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أمس، خلال مؤتمر صحافي مع قائد أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي، أن الاستعدادات العسكرية الأميركية وانتشار السفن الحربية في شرق البحر المتوسط "سيبقيان على ما هما عليه" للقيام بضربات عسكرية محتملة في حال فشل الاتصالات الدبلوماسية بشأن سورية.

على صعيد منفصل، وبينما تمكن مقاتلو "وحدات حماية الشعب الكردي" من طرد مقاتلي مجموعات إسلامية معارضة بينهم مقاتلو "جبهة النصرة" من قرية علوك في شمال شرق سورية بعد اشتباكات عنيفة، قام مقاتلون إسلاميون ينتمون إلى "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) الموالية لـ "القاعدة" باجتياح بلدة أعزاز الحدودية مع تركيا بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي "الجيش الحر"، اسفرت عن مقتل 5 من مقاتلي الحر على الأقل.

(دمشق، موسكوــ أ ف ب، كونا، رويترز، د ب أ، يو بي أي)