يقع كتاب «من العامية الفصيحة في اللهجة الكويتية» في 219 صفحة من الحجم المتوسط، ويأتي استكمالا لبحوث المؤلف في مجال اللهجة الكويتية، مستعرضاً نحو 600 مفردة محلية مستوحاة من اللغة العربية الفصيحة، ويقدم شرحاً مفصلاً لهذه المفردات مدعماً الشروح ببعض المراجع اللغوية الفصيحة.

Ad

يؤكد الباحث خالد سالم محافظة اللهجة الكويتية على مفرداتها، إذ لم يؤثر فيها عامل الزمن، مشدداً على أن اللهجة العامية الكويتية تحتوي على كم هائل من الألفاظ العربية الفصيحة، ومن يرجع إلى المعاجم والقواميس التي دونت منذ القرن الثالث الهجري، وتلك دونت في ما بعد، يجد أن هذه الألفاظ ما زالت مستعملة إلى اليوم من دون تحريف أو تصحيف إلا في ما ندر.

وفي شأن المراجع التي استند إليها في بحثه، يقول: «اعتمدت على أهم المعاجم والقواميس العربية في إثبات فصاحة الكلمات التي أوردتها في هذا الكتاب والتي ما زالت متداولة إلى الآن في اللهجة الكويتية». ويضيف: «أما في مجال التأليف في اللهجة العامية ذات الأصول العربية، فقد ساهم أساتذة أفاضل في تدوين الكثير منها، وأرجعوها إلى أصولها العربية وعلقوا عليها، ولعل أولهم الشيخ عبد العزيز الرشيد، إذ نشر بعض الكلمات العامية ذات الأصول العربية في مجلة «الكويت» التي أصدرها في عام 1928، وأتى بعده من دوّن كتباً في هذا الموضوع من بينهم، الدكتور عبد العزيز مطر وعبد الله خلف وإبراهيم عبد الرحيم العوضي والدكتور يعقوب الغنيم والفنان أيوب حسين والدكتورة ليلى السبعان والباحثة غنيمة الفهد وخالد عبد القادر الرشيد».

كذلك يثمن الباحث خالد سالم محمد دور «مركز الدبوس للتراث الأدبي» و{رابطة الأدباء الكويتيين» في طباعة الكتاب وتوزيعه.

نماذج

يورد المؤلف أكثر من 600 كلمة في إصداره، من هذه المفردات كلمة «أثول» والتي تعني بالمحلية: بليد حائر مضطرب الحركة، أحمق قليل الفهم. وفي القاموس المحيط الأثول: المجنون والأحمق والبطيء النُّضرة والبطيء الخير والعمل. وفي تاج العروس، الثول: استرخاء في أعضاء الشاة، ويقال: شاة ثولاء.

وقال الشاعر الكميت بن زيد: تلقى الأمان على حياض محمد/ ثولاء مخرفة وذئب أطلس.

كذلك يفسر معنى كلمة «انثبر» مبيناً أنها لفظة تأنيب وزجر تقال للطفل وغيره إذا طلب منه أن يكف عن الحديث ويجلس ولا يتدخل في ما لا يعنيه ولا يبدي رأياً، خصوصاً في حضور الأكبر منه سناً. وهي من الفصيحة، الثُبر: بمعنى الحبس والمنع والصرف عن الأمر. قال ابن الاعرابي: والعرب تقول: ما أثبرك عن هذا الأمر؟ أي: ما منعك، كما في تاج العروس.

أما «باق» فكلمة رائجة في اللهجة المحلية، تعني سرق، ويطلق على السارق «بواق» والجمع «بواوقه» وتلفظ القاف كافاً فارسية. وفي تاج العروس، قال ابن عواد: باق القوم بوقاً: إذا سرقهم. وقال ابن الاعرابي: باق فلان يبوق بوقاً: إذا تعدى على إنسان، أو باق: إذا هجم على قوم بغير إذنهم.

ويدلل الباحث على فصاحة كلمة «بطالي» وهي تطلق على الشخص الذي ليس له عمل، المتسكع في الطرقات والأسواق، ومجازاً على الشخص سيئ السلوك، والجمع بطالية. جاء في كتاب «طبقات الشافعية» للأسنوي المتوفى 772 هـ قوله: ثم استقر بطالاً في بيته إلى أن توفى. وفي القاموس «المحيط»: بطل بطلاً وبطولا بطلانا: ذهب ضياعاً وخسراً. وبطل الأجير: تعطل.

وتأتي كلمة «كارا» بمعنى استأجر. فلان كارا فلان كي يحمل عنه أو ينقل أغراضه إلى مكان آخر. ومنه الكروة وهي الأجرة. وفي القاموس والكروة والكراء: أجرة المستأجر كارا مكاراة وكرا. واكتراء، وأكراني دابته، والاسم: الكروة وكراء.

أما لفظ «كَود» فيعني كل ما جمعته من تراب أو رمل أو صخر أو أي شيء آخر. وفي التاج الكود: كل ما جمعت من تراب وطعام ونحوه، وجعلته كثبا جمع أكواد وكُوَّده.

نبذة

خالد سالم محمد الأنصاري، من مواليد جزيرة فيلكا، تلقى تعليمه في المرحلة الابتدائية  في الجزيرة، ثم انتقل إلى مدينة الكويت في عام 1960، وفي العام ذاته انضم إلى العمل ضمن دائرة المطبوعات والنشر (وزارة الإعلام راهناً) وعقب عامين انتقل إلى العمل في وزارة المواصلات (وزارة البريد والبرق والهاتف سابقاً).

له جهود كبيرة في توثيق الجوانب التاريخية والاجتماعية والتعليمية لجزيرة فيلكا ويعد أول من كتب عنها بصورة شاملة، فقد أصدر كتباً عدة وأبحاثاً ابتداء من عام 1961.

حاز جائزة الدولة التشجيعية لعام 2008 في الدراسات التاريخية والآثارية عن كتابه «في التراث الغنائي الكويتي وأعلامه».

انتسب إلى جمعيات وروابط منوعة، من بينها «رابطة الأدباء الكويتيين» و{الجمعية التاريخية».

له أكثر من 30 كتاباً في التاريخ والتراث الشعبي والموسيقي والتراث البحري وفي اللهجات والإعلام.