5 انفجارات تتحدى وعود المالكي

نشر في 15-08-2013 | 12:56
آخر تحديث 15-08-2013 | 12:56
No Image Caption
تعرضت مناطق مختلفة من العاصمة العراقية اليوم لسلسلة تفجيرات متزامنة اوقعت 22 قتيلا و74جريحا في يوم دام جديد في عمليات عنف غير مسبوق تشهد البلاد منذ ثلاثة اشهر واوقعت لحد الان اكثر من 3 الاف قتيل. فقد انفجرت سيارة مفخخة في شارع القناة بمناطق شمال العاصمة مما اسفر عن مصرع مدنيين اثنين واصابة 10اخرين بجروح فيما ادى انفجار سيارة مفخخة بمنطقة العلاوي وسط بغداد الى مقتل اربعة مدنيين واصابة 12اخرين. وفي منطقة باب المعظم بالعاصمة ادى انفجار الى مقتل  5 اشخاص وإصابة 13 آخرين بجروح مختلفة كما قتل سبعة اشخاص واصيب 2 في انفجار مفخخة بمنطقة بالكاظمية بضواحي بغداد الشمالية .  وفي محافظة صلاح الدين (175 كم شمل غرب بغداد)   اصيب اربعة افراد من عناصر الشرطة اثر انفجار عبوة ناسفة شمال مدينة تكريت عاصمة المحافظة.

كما سقط ثمانية أشخاص ا بين قتيل وجريح بانفجار سيارة مفخخة داخل مراب فضائية العهد التابعة لعصائب اهل الحق شرقي بغداد. فقد انفجرت سيارة مفخخة كانت مركونة داخل مرآب تابع لقناة العهد الفضائية التي تمولها عصائب اهل الحق بزعامة قيس الخزعلي في منطقة البلديات شرق بغداد ما اسفر عن مقتل شخصين واصابة ستة اخرين بجروح متفاوتة وإحتراق عدد من السيارات .

واثر ذلك اعتبرت لجنة حقوق الإنسان النيابية التفجيرات التي وقعت في العاصمة بغداد اليوم محاولة يائسة وفاشلة لضرب التعايش السلمي بين أبناء العراق. ودانت في بيان صحافي كل "عمل إرهابي يمس أبناء الشعب العراقي وكل مظاهر العنف والقتل واستباحة الدماء لكونه عمل ينافي مبادئ حقوق الإنسان".. وطالبت الجهات الحكومية والأمنية بمحاسبة المقصرين وملاحقة الزمر الإرهابية وتقديمهم للعدالة".

وجاءت هذه التفجيرات بعد ساعات من وعود اطلقها المالكي بان تواصل الاجهزة الامنية ملاحقة الارهاب وشدد على ان قوات الامن لن تتهاون في مواجهة الارهاب في كل منطقة يتحرك فيها.

واضاف في كلمة الى العراقيين "نقول لكل الذين رسموا مسلسل اعمال تخريب العراق ان يسحبوا ايديهم واصابعهم السوداء وان يدعونا نعيش بأمن ومحبة وسلام واكمال اعمار العراق الذي لن نتخلى عنه وبناء دولة عصرية على اساس المواطنة والدستور". وزاد "أقول لبعض الدول العربية والمجاورة للعراق تحركوا لكسب صداقة الشعب العراقي واتركوا سياسة عداوته لانه يرغب في التعاون شريطة البحث في المقابل عن المصالح المشتركة وعدم التدخل في شؤوننا الداخلية".

واكد المالكي في الختام "ان عمليات ملاحقة العصابات الاجرامية ومن يقف خلفها ستستمر بلا هوادة ولن تتوقف حتى استكمال عمليات حماية امن وارواح العراقيين من كل ادوات القتل والجريمة والارهاب ".

وقد وقتل اكثر من 800 شخص في هجمات خلال شهر رمضان الذي بدأ في الاسبوع الثاني من تموز(يوليو) وانتهى الخميس الماضي في البلاد. واستهدف مسلحون اهدافًا من بينها مقاهٍ يتجمع فيها العراقيون عادة بعد الافطار يوميًا ومساجد كانت تجري فيها صلوات التراويح.

وجاءت اعمال العنف بعد اسابيع من هجمات جريئة على سجون في ابو غريب والتاجي تم خلالها تحرير مئات المعتقلين. وحذر محللون ومنظمة الانتربول للشرطة العالمية من أن عملية الفرار من السجون يمكن أن تؤدي إلى زيادة الهجمات لأن العديد من الفارين يرتبطون بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام. واندلعت الاحتجاجات في المناطق التي تسكنها غالبية سنية في اواخر 2012 كما أنه اضافة إلى المشاكل الأمنية فإن الحكومة العراقية تعاني من اخفاقها في توفير الخدمات الاساسية مثل الكهرباء والماء النظيف وووقف انتشار الفساد بشكل واسع.

وعادة ما يتهم المالكي بتركيز السلطة في يديه، بينما يتهم هو خصومه السياسيين بالتحالف مع قوى خارجية. ولم يتم اطلاق سوى مبادرات رمزية مثل اجتماع القادة السياسيين في الاول من حزيران (يونيو) الماضي كما لم يتم اتخاذ سوى القليل من الخطوات الملموسة لمعالجة الازمة السياسية، لذلك فإنه ليس من المتوقع أن تشهد البلاد هدوءًا قبل الانتخابات النيابية العامة المقرر اجراؤها اوائل العام المقبل.  

توقعات ببرلمان جديد يضم وجوها جديدة بنسبة 80 بالمائة

قال مستشار القائمة العراقية هاني عاشور ان موسم تشكيل الكتل السياسية لدخول الانتخابات المقبلة بدأ منذ الان وان ملامح التشكيلات بدأت تتضح رغم الظروف الامنية الصعبة التي يمر بها العراق.

واكد عاشور في تصريح صحافي لـ"أيلاف" ان ابرز ملامح تشكيل الكتل الذي بدأ منذ الشهر الماضي اعتمادها على وجوه جديدة ومحاولة استبعاد الوجوه القديمة والزعامات التقليدية التي ارتبطت بالازمات السياسية او ملفات فساد، او بفشل في ادارة الملفات السياسية والاقتصادية والخدمية.

وتوقع عاشوران يشهد مجلس النواب المقبل تغييرا في وجوه نوابه بنسبة لا تقل عن 80%، وان لا تبرز شخصيات تحصل على اصوات بنسب عالية تتجاوز مائة الف ناخب، كما توقع ان لا تتجاوز الكتل الجديدة عقدة الاصطفافات الطائفية في ظل الاوضاع الامنية المتردية، وان تشهد الانتخابات المقبلة تنافس رؤوس أموال بشكل غير مسبوق.

واشار الى ان هناك كتلا سياسية ستكون محور تحالفات جديدة، فيما ستظهر كتل جديدة تعمّد تلك التحالفات، على حساب كتل سياسية سابقة، متوقعا ان يكون المجلس الاعلى الاسلامي محورا جديدا للتحالفات في جانب، يقابله محاولة للعودة لشكل جبهة التوافق في الجانب الاخر، فيما ستكون الكتل الجديدة العابرة للشكل الديني والمذهبي متعددة ستكتسب أهميتها من التحالف فيما بينها.

وقال عاشور ان بغداد وعواصم الجوار العربي بدأت تشهد حوارات وحراك واسع لتشكيل الكتل السياسية الان ان اهم ما في تلك التشكيلات انها لن تعود الى شكلها في الانتخابات الماضية عام 2010، وان سبب ذلك هو اعتمادها على نتائج انتخابات مجالس المحافظات في تكوين اطرها الجديدة، مشيرا الى ان رؤوس الاموال ستلعب دورا مهما في صياغة شكل الكتل الجديدة وخاصة بعض الزعماء الذين اثروا خلال السنوات الاربع الماضية ولم يعودوا بحاجة الى دعم خارجي.

يذكر ان الانتخابات البرلمانية العامة الجديدة ستجري في العراق في مارس المقبل وينتظر ان تشهد تغيرات في نتائجها على ضوء ما بينته انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة التي جرت في ابريل الماضي وافرزت تحالفا قويا يضم المجلس الاعلى الاسلامي برئاسة عمار الحكيم والتيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر والذي حصد معظم الاصوات على حساب ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي.

back to top