كانت مبادرة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري محور المشهد السياسي في لبنان أمس، فقد جال وفد من «كتلة التحرير والتنمية» (حركة أمل) ضم النواب ياسين جابر، وعلي بزي وميشال موسى أمس على كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، حيث أطلعوهما على المبادرة الحوارية التي أطلقها بري في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر قبل أكثر من عشرة أيام.

Ad

ورحب سليمان أمام الوفد بـ»كل مبادرة أو طرح يهدف إلى الحوار والتلاقي والتفاهم على إيجاد حلول للوضع الراهن»، مشدداً على «ضرورة النظر بآليات تنفيذ القرارات السابقة كإعلان بعبدا والقرارات التي تم التوافق في شأنها على طاولة الحوار».

من جهته، جدد ميقاتي «دعمه الدعوة الى الحوار التي اطلقها بري». وقال: «نحن ندعم أي مسعى يقود الى إحياء الحوار بيننا، نحن اللبنانيين، لإرساء تفاهمات تحمي وطننا في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها منطقتنا»، مضيفاً أن «بري هو من أكثر الحريصين على المؤسسات الدستورية وتعاونها ودور كل منها، وعلى الوحدة بين اللبنانيين، ونحن سنلاقيه في مسعاه الحواري لإنجاحه والتعاون لإنقاذ لبنان».

وأشار ميقاتي إلى أنّ «لبنان اعتمد سياسة النأي بالنفس لأنّ ما يجري في سورية يدمي قلوبنا، وليس في يدينا حيلة لفعل أي شيء»، وأضاف: «أدركنا خطر الانغماس في هذا الجحيم لأنّ ندرك أنّ التقاتل لا يوصل إلى رابح وخاسر بل الكل سيكون خاسراً، وتعلمنا من تجربتنا أنّ الدم يجرّ الدم وأنّ الحل الوحيد هو الذي وصلنا إليه وهو الحوار».

وشدد ميقاتي على أنّ «سياسة النأي بالنفس تحفظ اللبنانيين وتصون الاستقرار»، مجدداً التأكيد أنّ «الحوار هو السبيل الوحيد لحلّ المشكلات في حين أنّ صمّ الآذان يخلق مزيداً من عناوين الاختلاف ويضعف الثقة بين اللبنانيين، ولن يحقق الانقسام أيّ مطلب كما أنّ تعطيل المؤسسات يضرّ بالوطن وليس بأيّ جهة سياسيّة».

الحريري

إلى ذلك، اعتبر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في بيان أمس انه «ليس من المستحب في هذه الأيام العصيبة التي تواجهنا جميعا، أن ندخل في جدل عقيم، كمثل الجدل الذي يطلقونه حول إعلان بعبدا».

واضاف: «لكن البيان الذي أصدرته رئاسة الجمهورية في هذا الخصوص، يوجب تأكيد مضمونه جملة وتفصيلا، ليس من باب التبخير للرئاسة وتوضيحاتها أو من باب حشرها في زوايا الفرز السياسي القائم في البلاد، وتصنيفها على خانة هذا الفريق أو ذاك، ولكن من باب الإقرار بحقيقة تاريخية لا يزيد عمرها على السنة، وهناك،

وللأسف، من يريد محوها من الذاكرة ومن المحاضر الرسمية معا، وبضربة اعلامية واحدة من قوى المواجهة والممانعة».

وختم الحريري: «إعلان بعبدا هو خريطة الطريق الجدية والمسؤولة الى الحوار والاستقرار وتهدئة الاحوال، فهل يتعظ الممانعون؟».