كشفت مواجهتا المنتخب الوطني الأول لكرة القدم مع منتخبي كوريا الشمالية والبحرين بعض السلبيات والإيجابيات، تحت قيادة المدرب البرازيلي فييرا، الذي سعى إلى تقديم نفسه للجماهير ونيل ثقتهم وثقة إدارة اتحاد الكرة.

Ad

نجح مدرب المنتخب الوطني الأول لكرة القدم البرازيلي فييرا في نيل ثقة الجماهير بمختلف ميولها، بعد تحقيق الفوز بهدفين مقابل هدف وحيد على كل من كوريا الشمالية، والبحرين، في المباراتين التجريبيتين اللتين أقيمتا يومي الجمعة والاثنين الماضيين، ضمن الاستعدادات لمباراة المنتخب الوطني مع المنتخب اللبناني يوم 15 أكتوبر المقبل، ضمن منافسات الجولة الثالثة من المجموعة الثانية للتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا، المقرر إقامتها في استراليا عام 2015.

والحديث بشكل مبكر عن نجاح فييرا من عدمه كلام سابق لأوانه وغير منطقي، علماً بأنه مما لا شك فيه أنه مدرب قدير وكفء ويملك من الخبرات ما يجعله قادراً على تحقيق النجاح مع الأزرق من خلال الصعود لمنصات التتويج وليس الفوز بمباريات تجريبية الهدف الأهم منها الوقوف على مستوى اللاعبين فنياً وبدنياً وتجربة بعض الخطط الفنية والتكتيكية، بجانب تجربة لاعبين في مراكز مختلفة، لعل وعسى أن يحتاج إلى الدفع بهم في هذه المراكز.

أسلوب تجاري

ومن المؤكد أن فييرا كان حريصاً على تحقيق الفوز في المباراتين، لنيل ثقة إدارة الاتحاد والجماهير، والدليل اتباعه أسلوباً أقل ما يمكن وصفه بأنه أسلوب تجاري والدليل اعتماده على تشكيلة واحدة في المباراتين، حيث لعب في لقاء كوريا الشمالية بتشكيلة تتكون من نواف الخالدي لحراسة المرمى وفهد عوض وفهد الهاجري وحسين فاضل وضاري سعيد لخط الدفاع، ووليد علي وطلال نايف وجراح العتيقي وبدر المطوع لخط الوسط، ويوسف ناصر وفهد الرشيدي لخط الهجوم، ولم تشهد مواجهة البحرين إلا تغييرا وحيداً في التشكيل بالبدء بصالح الشيخ على حساب فهد الرشيدي.

وكان يتعين على المدرب اللعب بتشكيلة مختلفة تماماً او على أقل إجراء عدة تغييرات منها منح الفرص لأي من الحارسين مصعب الكندري وسليمان عبدالغفور بدلا من من مشاركة نواف الخالدي في المباراتين، كما كان من المفترض عدم الدفع بحسين فاضل "المرهق" والفاقد للتركيز حيث غادر اللاعب إلى الإمارات السبت للتوقيع على عقد انتقاله للوحدة، ثم عاد مساء الأحد، ليشارك في اللقاء!

السلبيات

وتكمن أبرز سلبيات المباراتين، في استمرار أخطاء المدافعين، الناتجة عن عدم التركيز طوال زمن المباراة، حيث يكون التركيز على فترات متقطعة من دون مبرر، لا سيما أن هدفي كوريا والبحرين جاءا بأخطاء دفاعية ساذجة، ولو كان اللاعبون في نصف تركيزهم لما اهتزت شباك الخالدي، هذا بجانب أنانية بعض اللاعبين الذين يسعون للاحتفاظ بالكرة أطول وقت ممكن من دون مبرر رغم أن الكرة الحديثة تعتمد في المقام الأول على اللعب بسرعة فائقة من خلال لمسة واحدة للكرة مع التمرير المباشر، بالإضافة إلى الاعتماد على بدر المطوع كحل وحيد لفعل كل شيء وهو أمر شديد الخطورة، فالمطوع مطلوب منه أن يكون صانعاً للألعاب ومهاجماً ومحرزا للأهداف، ليطرح السؤال نفسه بشكل دائماً: ماذا لو افتقد الأزرق المطوع لا سمح الله؟ وهذا السؤال من المفترض أن يدفع فييرا لتجهيز أكثر من لاعب من أصحاب الأعمار السنية الصغيرة حتى يملك المنتخب أكثر من "مطوع"!.

وأخيراً، فإن فييرا اتبع فن "التأليف الكروي" في أكثر من موقف، لعل أبرز مثال على ذلك الدفع بجراح العتيقي في مركز "الاستوبر" وهو مركز جديد عليه تماماً، ما تسبب في إرباك زملائه بشكل واضح.

الإيجابيات

أما أبرز الإيجابيات التي أظهرت بصمة فييرا، فتتمثل في عودة الروح واللعب حتى الدقيقة الأخيرة، حيث نجح بدر المطوع في إدراك هدف الفوز على كوريا في الدقيقة 85، كما هز فهد الرشيدي شباك حارس البحرين سيد محمد جعفر في الدقيقة 88، ويحسب للمدرب تغيير خطة المباراة وفقاً لمجريات الأمور، فهو قد يبدأ المباراة بخطة 4-4-2، لكنه يغيرها كما يشاء، وهو أمر أكثر من رائع من حيث المبدأ، لكن اللاعبين يحتاجون إلى مزيد من الوقت حتى يلعبوا بأكثر من خطة في اللقاء بشكل أكثر اتقاناً.

كما نجح فييرا في تقديم المهاجم الصاعد الواعد أحمد الظفيري إلى الجماهير، وكان للاعب بصمة واضحة تماماً، في المباراتين، رغم مشاركته لدقائق محدودة.

وعلى أي حال، فإن الأزرق ما زال في حاجة إلى العمل الدؤوب للوصول به إلى المستوى المأمول، الذي يرضي طموح عشاقه ومريديه.

فييرا: سنتدارك الأخطاء... ورغبت في تحقيق الفوز

أعرب مدرب المنتخب الوطني الأول لكرة القدم فييرا عن رضاه عن المستوى الذي قدمه الفريق أمام البحرين، مضيفاً أن هناك بعض الأخطاء التي سيتم تداركها في المرحلة المقبلة، لكن اللاعبين نجحوا في إدراك الفوز.

وأشار فييرا إلى أنه أجرى تغييرا في خطة اللعب أمام الأحمر البحريني، وذلك بعد أن شاهد مباريات مسجلة للمنافس، تم على أثرها وضع الخطة المناسبة، حيث تم الاعتماد على مهاجم وحيد، من أجل السيطرة على وسط الملعب.

وقال فييرا: "في الشوط الثاني أجريت تعديلات، بعضها اختياري والآخر إجباري، إذ أجبرتنا إصابة حسين فاضل على تعديل مراكز بعض اللاعبين أمثال جراح العتيقي وفهد الهاجري، كما أن رغبتي في تحقيق الفوز حملتني على الدفع بسيف الحشان للإمساك بزمام الأمور".

وتابع: "أهدرنا العديد من الفرصة السهلة في الشوط الأول بسبب التسرع، ولو كان هناك تركيز من اللاعبين الذين أتيحت لهم هذه الفرصة لتمكنوا من هز شباك المنافس أكثر من مرة، علماً بأن اللاعبين يريدون إبراز إمكانياتهم لنيل ثقة الجهاز الفني".

وأكد فييرا أنه لم يستقر على قائمة لقاء لبنان التي ستغادر إلى معسكر الأردن حيث يلعب الفريق مباراة ودية مع منتخب "النشامى" هناك، ثم يدخل معسكراً لمدة 6 أيام يتوجه منه إلى لبنان مباشرة".

وأكمل: "الظروف لم تساعدني على الاستقرار على القائمة، إذ إن هناك 10 لاعبين مصابين، وسأنتظر خلال الفترة المقبلة لأرى ما سيحدث معهم، فمنهم من يحتاج إلى عشرة أيام، وهناك آخرون يحتاجون إلى أسبوعين، وبعضهم لثلاثة، ولذلك فأنا مضطر إلى أن انتظر نتائج الفحص وموعد عودة المصابين قبل إعلان القائمة النهائية"، مؤكداً أن الباب سيظل مفتوحاً لجميع اللاعبين، الذي سيثبتون أحقيتهم في ارتداء قميص الأزرق.