لماذا التركيز على الجسد في أعمالك الفنية؟

Ad

منذ الحضارات القديمة وحتى عصرنا، شكّل جسد المرأة موضوعاً متكرراً بالنسبة إلى كثير من الفنانين، فهي آلهة الحكمة والحرب والسلام والخصوبة والحبيبة والعشيقة والمشتهاة... أما بالنسبة إلي فلطالما كان حضن المرأة ملاذاً آمناً، جسدها هروب نحو السكينة والطمأنينة في غمرة الحروب والفوضى والعبث.

 

ثمة ميل آخر إلى التركيز على ما يمكن تسميته النوافذ مثل العيون وأمور أخرى.

غالبية الأجساد التي رسمتها مبتورة لا وجوه لها. العري لا هوية له. لكن يوجد في المعرض ثلاث لوحات تعالج الوجه وتفاصيله. هي بمثابة محاولة للتعبير عن حالات وأحاسيس مختلفة تكمّل تلك التي حاولت إيصالها من خلال الجسد. كأنها بديل عن الجسد المبتور.

الجانب البارز في أعمالك أنك لم تلجأ الى إبراز مفاتن الجسد، بل حاولت إلى حد ما تصوير الجسد كأنه ألياف أو مسلوخ من جلده؟

الفن عملية إرسال واستقبال ويتوقف الكثير على المتلقي وكيفية تفسيره للأعمال. لكني لم أرد للمرأة التي أرسمها أن تشبه القوالب البصرية السائدة. ليس الهدف من اللوحات الاستفزاز أوالإغراء وإبراز المفاتن، فهذا يمكن تحقيقه من خلال تصفح مجلة أو مشاهدة التلفزيون بكل بساطة... في كل لوحة ثمة تضخيم لجزء من الجسد دون آخر، كأن الجسد غير منضبط يتنافر وينسجم وفقاً لمقاييس لا تتماشى والسائد.

 هل تحاول من خلال لوحاتك إخراج ما يمكن وصفه رواسب البصبصة على أماكن ما في جسد المرأة؟

بالتأكيد ثمة رواسب الافتتان بجسد المرأة بكل تفاصيله وتعرجاته وخباياه... اتخاذ الجسد موضوعاً للرؤية هو عمل غير حيادي. يجب أن يكون الشخص متلصصاً بشكل استثنائي. أعتقد أن ثمة متلصصاً في كل واحد منا، وأن العلاقة بين المتلقي واللوحة ليست أقل إثارة للريبة والالتباس، فهو ليس  بمعزل عن فعل التلصص بل هو في أحسن الأحوال شاهد عليه.

هل ما تقوم به في لوحاتك محاولة لمحاورة أعمال فنية معروفة أو محاولة للسخرية منها؟

أحاول رسم خط لي في مسيرتي الشابة على أن مقاربتي للرسم متخففة من قيود أسلوب فني معين، آخذاً بعين الاعتبار أنني لست خريج مدرسة أكاديمية. لكن بالطبع فإن معالجة بعض الأعمال الفنية للجسد تستهويني، من منحوتات الإنسان القديم مروراً بـ{أصل الكون» لغوستاف كوربيه وعاريات إيغون شييل وغوستاف كليمت وإيف كلاين ولوسيان فرويد... وغيرهم.