النظام السوري يسيطر على آخر معقل للمعارضة في القصير

نشر في 09-06-2013 | 00:01
آخر تحديث 09-06-2013 | 00:01
No Image Caption
مصير مئات المدنيين والمقاتلين لايزال مجهولاً... والأمم المتحدة ترفض إشراك موسكو ببعثة الجولان

تمكن نظام الرئيس بشار الأسد من السيطرة على القصير وريفها بالكامل بعد سيطرته على قرية البويضة الشرقية في وقت لايزال مصير المئات من مقاتلي المعارضة والمدنيين الذين لجأوا الى البويضة مجهولاً، وذلك رغم صدور قرار عن مجلس الأمن يدعو إلى فتح ممرات الإغاثة في المنطقة التي تعرضت لدمار شامل.
استعادت القوات السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد المدعومة بقوات من حزب الله الشيعي اللبناني أمس آخر معاقل مقاتلي المعارضة في ريف القصير، مكملة بذلك سيطرتها على هذه المنطقة، وذلك غداة دعوة مجلس الأمن الدولي السلطات السورية للسماح لفرق الاغاثة بدخول مدينة القصير.

وبسيطرة القوات الموالية على البويضة الشرقية بعد ثلاثة أيام من سيطرته على مدينة القصير، يكون نظام الرئيس بشار الاسد قد استعاد كامل منطقة القصير الاستراتيجية وسط البلاد، والتي تربط دمشق بالساحل السوري.

وافاد التلفزيون الرسمي السوري أمس أن "قواتنا المسلحة الباسلة اعادت الأمن والامان الى البويضة الشرقية" التي لجأ اليها مسلحو المعارضة بعد استعادة القوات السورية مدينة القصير التي بقيت تحت سيطرة المقاتلين لأكثر من عام.

مصير مجهول

واعرب المرصد السوري لحقوق الانسان عن قلقه حيال مصير مقاتلي المعارضة والمدنيين الموجودين في البويضة الشرقية الواقعة شمال القصير. وسأل مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي: "اين هم مئات المدنيين والجرحى الذين فروا من القصير ليلجأوا الى البويضة الشرقية؟ ليس لدينا أي اخبار عنهم"، مؤكدا ان اي اتصال بالناشطين كان متعذرا أمس.

وكان مجلس الامن الدولي طالب امس الأول، وبإجماع اعضائه الـ15 ومنهم روسيا حليفة دمشق، السلطات السورية بالسماح للمنظمات الانسانية بالدخول بحرية الى مدينة القصير. واعرب المجلس عن "قلقه العميق" للوضع الانساني في القصير، و"طلب من جميع الاطراف القيام بكل ما في وسعها لحماية المدنيين وتجنب الخسائر المدنية، مذكرة بالمسؤولية الاولى للحكومة السورية في هذا الاطار".

الى ذلك، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن انفجار سيارة مفخخة في المنطقة الواقعة بين النزهة والعدوية وكرم اللوز في مدينة حمص، متحدثا بحسب معلومات اولية عن "مصرع سبعة اشخاص".

الجولان

في سياق آخر، اتفق مجلس الأمن الدولي مع السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون على استحالة قبول مشاركة روسيا في قوة الامم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك بالجولان للتعويض عن انسحاب القوات النمساوية من البعثة.

وبين المجلس ان سبب استحالة قبول اقتراح ارسال قوات روسية للمشاركة في البعثة، هو أن اتفاقية فك الاشتباك التي ابرمت عام 1974 بين سورية وإسرائيل تمنع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي من المشاركة في البعثة.

وقال رئيس مجلس الامن للشهر الحالي مندوب بريطانيا مارك ليال غرانت ليل الجمعة ـ السبت عقب جلسة مغلقة عقدها رئيس قسم عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة هيرفيه لادسو ان "بعض اعضاء المجلس رحبوا بالعرض الروسي الا أن المجلس اكد استحالة السماح لأي من البلدان دائمة العضوية في المجلس بالمساهمة بقواتها لتكون جزءا من قوة الامم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في اطار اتفاقية عام 1974". وبين أنه من أجل تغيير هذه الاتفاقية وقبول عرض روسيا فإن ذلك سيتطلب موافقة كل من إسرائيل وسورية، مستبعداً موافقة البلدين على ذلك.

وكشف عن ان ادارة عمليات حفظ السلام تحاول في نفس الوقت تشجيع النمساويين على ابطاء رحيلهم من هناك واقناع اي من المساهمين الآخرين بقوات حالية كالهند والفلبين بعدم سحب قواتهما.

واعلن ان الادارة ستقدم لمجلس الامن خلال الاسبوعين المقبلين خيارات لتجديد ولاية قوة مراقبة فض الاشتباك في الـ26 من شهر يونيو الجاري وحول كيفية تعزيز هذه الولاية.

من جانبه، قال المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي أن "جميع اعضاء مجلس الأمن اعربوا عن قلقهم ازاء زيادة القتال في المنطقة الفاصلة بين البلدين وانسحاب القوات النمساوية من البعثة " حاثين "ادارة عمليات حفظ السلام على تسريع مشاوراتها ومحاولة ارسال بعض القوى الجديدة في المنطقة في اقرب وقت ممكن".

ولفت الى ان جميع الاعضاء اتفقوا على ان قوة الامم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك ينبغي ان تواصل مهمتها حتى اذا قل عدد جنودها مؤقتا وتراجعت قدرتها على الوفاء بولايتها الحالية.

وفي موسكو، اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي الكسي بوشكوف أمس أنه "في حال تم نشر قوات روسية لحفظ السلام في مرتفعات الجولان، فإنه سيعني عودة استراتيجية لروسيا إلى الشرق الأوسط"، قائلاً: "ظهور قواتنا لحفظ السلام في مرتفعات الجولان سيعني عودة استراتيجية لروسيا إلى الشرق الأوسط كدولة عظمى". وبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأول الوضع في سورية والمسائل الملحة في العلاقات الروسية - الإسرائيلية.

(دمشق، نيويورك ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top