الدول الناشئة تذكّر «الغنية» بمسؤوليتها في «G20»
الصين: ينبغي على الولايات المتحدة أن تدرك تداعيات سياستها
ذكرت مساعدة وزير الخزانة لايل براينارد أنه إذا ما أصبحت سياسة الاحتياطي الفدرالي الأميركي أقل سخاء، فذلك سيحصل «لأن الاقتصاد الأميركي يتعزز، وهو أمر إيجابي بوضوح بالنسبة إلى الاقتصاد العالمي».
اجتمعت دول مجموعة بريكس لإيصال صوت الاقتصادات الناشئة في قمة مجموعة العشرين، وتذكير الدول الغنية بمسؤوليتها في العاصفة المالية التي تمر بها هذه الدول حاليا.وافتتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماع رؤساء دول البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا (بريكس)، يرافقه وزيرا الخارجية والمالية الروسيان سيرغي لافروف وأنطون سيلوانوف.والهدف من الاجتماع هو وضع «مقاربة مشتركة تتعلق بأبرز مواضيع قمة مجموعة العشرين» التي تبدأ أعمالها في المساء، كما أوضح الرئيس الروسي.والدول الخمس في مجموعة بريكس التي تمثل أكثر من ربع ثروات الكرة الأرضية و40 في المئة من عدد سكانها، تسعى إلى طرح نفسها كأكبر اقتصادات ناشئة تحولت خلال الصيف إلى مصدر قلق كبير.ولاحظت مستشارة الكرملين كسينيا يوداييفا أمس الأول الخميس أن «الاقتصاد العالمي في وضع أكثر استقرارا مما كان عليه قبل 5 أعوام» مع إنشاء مجموعة العشرين.ويتعزز النمو الاقتصادي في أغلبية الدول الغنية، وقد خرجت أوروبا من الانكماش، لكن «هناك مخاطر مرتبطة بانتهاء العمل بإجراءات النهوض في الولايات المتحدة»، كما حذرت.ونتيجة لمشروع البنك المركزي في الولايات المتحدة المتمثل بخفض دعمه للاقتصاد، تواجه عملات الدول الناشئة صعوبات جمة. وقد فقدت الروبية الهندية ربع قيمتها منذ بداية العام، والريال البرازيلي خسر 15 في المئة من قيمته، بينما الليرة التركية فقدت أكثر من 11%، والروبل الروسي 10%، ما دفع بالسلطات النقدية في هذه الدول إلى ضخ مبالغ ضخمة في الأسواق للدفاع عن عملاتها. وبعد إغراق النظام المالي بالسيولة، خصوصا في الدول الناشئة، يستعد الاحتياطي الفدرالي الأميركي (البنك المركزي) إلى وقف دعمه للاقتصاد.والمستثمرون الذين يتوقعون زيادة معدلات الفوائد في الولايات المتحدة يعودون إليها، وتواجه الاقتصادات الناشئة عمليات هروب كثيفة للرساميل تلقي بثقلها على أسعار صرف عملاتها الوطنية.واعتبر نائب وزير المالية الصيني زو غوانغياو أمس الأول الخميس أن الولايات المتحدة «ينبغي أن تدرك تداعيات سياستها وتتحمل مسؤولياتها حيال ما يتعلق باستقرار الاقتصاد العالمي».وأضاف أن دول مجموعة بريكس «ليست بحاجة إلى خطة مساعدة» وإنما «لإصلاحات هيكلية» لمواجهة الظاهرة.وقد حذرت جنوب إفريقيا من خطر اتخاذ قرارات «تستند فقط إلى المصالح الوطنية التي يمكن أن يكون لها عواقب خطيرة على الأمم الأخرى».وفي الجانب الأميركي، ذكرت مساعدة وزير الخزانة لايل براينارد أنه إذا ما أصبحت سياسة الاحتياطي الفدرالي الأميركي أقل سخاء، فذلك سيحصل «لأن الاقتصاد الأميركي يتعزز، وهو أمر إيجابي بوضوح بالنسبة إلى الاقتصاد العالمي».وبحسب خبراء شركة «آي إتش إس غلوبال انسايت» للأبحاث، فإن 44 مليار دولار خرجت من الأسواق الناشئة منذ 3 أشهر، والحركة ليست إلا في بدايتها.ورأى جان راندولف، الخبير الاقتصادي لدى «آي إتش إس» أن رسالة بريكس هي «تذكير الغرب وصندوق النقد الدولي بمسؤولياتهم حيال الدول النامية».وأضاف «الأسواق الناشئة لا تشكل فقط محرك النمو العالمي منذ الأزمة المالية في 2007، لكن عمليات تدفق السيولة بحجم ألف مليار دولار في السنة التي حصلت عليها في السنوات الأخيرة كانت مرتبطة بوضوح برد الفعل النقدي للدول الغربية على أزماتها الخاصة».