وسط حراك سياسي محموم، للخروج من الأزمة التي تعيشها مصر، منذ مطلع العام، بدأت مدينة بورسعيد «إحدى مدن محافظات قناة السويس»، صباح أمس، عصيانا مدنياً شاملاً، استجابة لدعوات أطلقها سياسيون وروابط مشجِّعي فريق كرة القدم المصري البورسعيدي (ألتراس جرين إيجيلز)، للمطالبة بالقصاص لشهداء المدينة ومعاملتهم كباقي شهداء الثورة.

Ad

وبينما شوهد الآلاف في مسيرات تجوب شوارع المدينة، قالت مصادر محلية، إنه تم إغلاق جميع المصالح الحكومية، وإخلاء السنترال العمومي وهيئة الميناء وهيئة قضايا الدولة من العاملين، بعد تهديد المتظاهرين باقتحام المنشآت الحكومية، في حين اتجهت مسيرة إلى منطقة الاستثمار «مجمع مصانع» لإغلاقها، وقطع الأهالي خطوط السكك الحديدية، الممتدة إلى القاهرة، وهي الخطوط المتوقفة عن الحركة، منذ 26 يناير الماضي، بسبب الاحتجاجات، بينما قام طلبة المدارس بإجبار العاملين في هيئة ميناء بورسعيد، على إخلاء المبنى.

عصيان المحافظات

وفيما أطلق نشطاء في نحو عشر محافظات بينها «الشرقية»، مسقط رأس الرئيس محمد مرسي، و«السويس» و«الغربية»، دعوات للمشاركة في العصيان، ترددت أنباء عن قيام بعض أعضاء هيئة النقل العام بالدعوة إلى الدخول في العصيان اليوم.

وأعلنت جماعة الكتلة السوداء «البلاك بلوك» مساندتها لمدينة بورسعيد، ودعت لعصيان مدني في القاهرة والجيزة والقليوبية، بعدما أعلنت عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك»، قيام عدد من أعضائها باختطاف عضو البرلمان السابق عن حزب «الحرية والعدالة» عبدالحليم هلال وأربعة من قيادات الحزب بمحافظة الغربية شمال القاهرة، واحتجازهم لعدة ساعات قبل إطلاق سراحهم كتحذير بتصعيد الموقف ضد «الإخوان المسلمين».

وفيما اشتعلت محافظة شمال سيناء باحتجاجات متعددة، وصلت إلى حد اقتحام مكتب المحافظ، واستخدمت قوات الأمن المركزي بمحافظة الإسكندرية الساحلية، الكلاب البوليسية لتفريق اعتصام عمال شركة الإسكندرية للأسمنت.

البحث عن مخرج

في السياق، التقى أمس عضو «جبهة الإنقاذ» رئيس حزب «المؤتمر» عمرو موسى، بمؤسس حزب «غد الثورة» أيمن نور، ووفق ما علمته «الجريدة» فإن نور، الذي التقى بالرئيس مرسي مساء أمس الأول أبلغ موسى، بعض الرسائل من الرئاسة، اتفق الطرفان على ضرورة تأجيل الانتخابات البرلمانية المقبلة، حتى يحدث توافق على مختلف القضايا موضع الخلاف، مع ضرورة إقالة حكومة هشام قنديل، بحسب المتحدث باسم «المؤتمر».

وقالت مصادر وفدية وإخوانية لـ»الجريدة» إن اللقاء الذي تم مساء السبت بين رئيس حزب «الحرية والعدالة» سعد الكتاتني، والقياديين بجبهة «الإنقاذ الوطني» رئيس حزب «الدستور» محمد البرادعي ورئيس حزب «الوفد» سيد البدوي، «جاء في أجواء إيجابية»، مضيفة أن الكتاتني أبدى استعداده للمناقشة حول مطالب الجبهة الأربعة، وعلى رأسها تشكيل حكومة إنقاذ وإقالة النائب العام، في مقابل أن تتوقف الجبهة عن التصعيد السياسي والتأكيد على أن شرعية الرئيس خط أحمر، وأن تستجيب أطياف جبهة الإنقاذ لدعوات الحوار الوطني، بالإضافة إلى حزمة من التطمينات السياسية حول الانتخابات البرلمانية المقبلة، إلا أن الكتاتني رهن موافقة «الإخوان» بجلوس قيادات «الإنقاذ» على طاولة الحوار الوطني.

إقالة الحكومة

يأتي ذلك فيما كشفت مصادر إخوانية لـ«الجريدة» عن خلاف بين أقطاب «الحرية والعدالة»، حول كيفية التعامل مع مطالب جبهة «الإنقاذ»، ففي الوقت الذي يرى فريق أن هناك حالة من التعقيد في المشهد السياسي ستتحمل نتيجتها الجماعة وستؤدي إلى فشل الإخوان، يرى فريق آخر أنه لا ضرورة لتقديم أي تنازل للقوى السياسية الأخرى.

ووفق المصادر ذاتها، فإن دوائر في الحزب والرئاسة أبدت استعدادها لبحث المطالب وعلى رأسها إقالة رئيس الوزراء هشام قنديل، وتشكيل حكومة جديدة، خاصة أن قانون الانتخابات البرلمانية الذي أعده مجلس الشورى، اعترضت المحكمة الدستورية العليا على بعض بنوده، وهو ما أكدته مصادر رئاسية لـ»الجريدة»، كاشفة عن أنه لم يتم تحديد موعد جلسة الحوار الوطني المقبلة، إلا أنها أكدت أن مؤسسة الرئاسة على استعداد تام لإدراج مطالب إقالة الحكومة والنائب العام على جلسة الحوار الوطني.