إسرائيل للأسد: المستهدف من الغارات هو «حزب الله»

نشر في 07-05-2013 | 00:01
آخر تحديث 07-05-2013 | 00:01
No Image Caption
طهران تنفي تعرض شحنات صواريخ للقصف... وموسكو تحذر من تطورات «لا يمكن السيطرة عليها»
انخفض منسوب التوتر الإقليمي أمس غداة الغارات الإسرائيلية على دمشق، إذ أفادت التقارير أن إسرائيل أبلغت نظام بشار الأسد أنه ليس المستهدف بهذه الغارات بل «حزب الله»، في حين تبنت إيران مقولة الحكومة السورية بالرد في المكان والزمان المناسبين.

سعت إسرائيل إلى طمأنة الرئيس السوري بشار الأسد أمس أن أحدث غاراتها الجوية قرب دمشق لم تستهدف إسقاط نظامه بل تستهدف "حزب الله" والصواريخ الإيرانية التي تصل اليه عن طريق سورية.

 وفي حين أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس اتصالا هاتفيا برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الموجود في الصين لبحث الأوضاع في سورية، قال عضو الكنيست تساحي هنغبي المقرب من نتنياهو، إن الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى تجنب "أي تصعيد للتوتر مع سورية من خلال ايضاح أنه إذا كان هناك أي إجراء فإنه يستهدف فقط حزب الله وليس النظام السوري"، مؤكداً أن "إسرائيل مستعدة لأي تطورات إذا أساءت سورية تفسير رسالاتها وإنها مستعدة للرد بقوة إذا وقع بالفعل عدوان علينا".

وأشارت صحيفة "يديعوت احرونوت" أكبر الصحف الإسرائيلية إلى أن حكومة نتنياهو أبلغت الأسد عبر القنوات الدبلوماسية أنها لم تكن تقصد التدخل في الصراع السوري، بينما قال قائد الجبهة الشمالية للجيش الإسرائيلي، اللواء يائير غولان، إن الأوضاع عند حدود إسرائيل مع سورية ولبنان تتصف بالهدوء، بينما أعلن الجيش أنه سيعاد فتح المجال الجوي أمام الطيران المدني في حيفا وشمال إسرائيل.

دمشق

وبعد أن أعلن التلفزيون السوري الرسمي مساء أمس الأول أن دمشق قررت "السماح" للمنظمات الفلسطينية بمهاجمة إسرائيل عبر الجولان، اعلن مصدر سوري مسؤول أمس أن بلاده ستختار التوقيت للرد على الغارات الإسرائيلية، وأضاف "سننتظر، لكننا سنرد".

إلى ذلك، بحث وزير الخارجية السورية وليد المعلم أمس في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف آخر التطورات، وأكد له "حق دمشق المتأصل في القانون الدولي بالرد" على الغارات الإسرائيلية.

وأفادت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن المعلم أوضح لنظيره الروسي أن "العدوان الإسرائيلي الإجرامي على مواقع سورية يظهر طبيعة الأهداف التي تربط إسرائيل والمجموعات الإرهابية المسلحة".

وأكد أن هذا "العدوان يثبت مرة أخرى تورط إسرائيل ومن يدعمها في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية في سفك الدم السوري ومنع التوصل إلى وقف العنف والإرهاب بهدف إضعاف سورية والنيل من مكانتها إقليميا ودوليا". ومن ناحيته، حذر لافروف من تزايد فرص اندلاع تطورات "لا يمكن السيطرة عليها" في المنطقة.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن 15 جنديا سورياً مواليا قتلوا على الأقل في الغارات الإسرائيلية في حين ما زال مصير عشرات آخرين مجهولاً، مشيرا الى أن المواقع الثلاثة التي قصفت "عادة ما تضم قرابة 150 جنديا، لكن لا يعرف ما اذا كانوا جميعا فيها وقت القصف".

إيران

ونفت إيران أمس أن تكون الطائرات الإسرائيلية استهدفت مستودعات تحتوي على أسلحة إيرانية. ورفض الجنرال مسعود جزايري مساعد رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الايرانية "الدعاية التي تقوم بها وسائل الاعلام الغربية والاسرائيلية والتي تؤكد ان مستودعات أسلحة ايرانية استهدفت"، مضيفاً أن "الحكومة السورية ليست بحاجة الى أسلحة إيرانية وهذا النوع من المعلومات هو من ضمن حرب الدعاية والحرب النفسية" ضد سورية.

من جهته، طلب وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي من الاسرة الدولية منع إسرائيل من شن هجمات مماثلة "والا فسوف تحصل أحداث خطيرة في المنطقة ولن تخرج منها الولايات المتحدة والنظام الصهيوني رابحين" بدون اضافة المزيد من التوضيحات، وأكد ان "السلطات السورية ستقدم الرد المناسب على النظام الصهيوني عند حلول الوقت المواتي".

روسيا

وأعربت روسيا أمس عن قلقها بشأن الغارات الإسرائيلية مضيفة انها تهدد بتصعيد التوتر في الدول المجاورة لسورية في إشارة الى لبنان حيث يتمركز "حزب الله" الموالي لإيران والأسد. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: "نحن ندرس ونحلل جميع الظروف المحيطة بالانباء المقلقة للغاية بشأن الغارات الجوية الاسرائيلية في 3 و5 مايو"، وأضافت ان "المزيد من التصعيد للنزاع المسلح يزيد، بشكل كبير، خطر خلق مراكز توتر في لبنان، اضافة الى سورية، وكذلك زعزعة الاستقرار في الوضع الذي لا يزال مستقرا نسبيا في منطقة الحدود الإسرائيلية اللبنانية".

وفي سياق آخر، أعربت روسيا عن القلق بشأن تقارير عن استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية، واعتبرتها مؤشراً على أن المجتمع الدولي يعدّ لتدخل خارجي محتمل في النزاع السوري.

«كيماوي»

وأوضحت لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول سورية أمس أنها لم تتوصل إلى استنتاجات حاسمة حول استخدام السلاح الكيماوي من قبل أي طرف في سورية. وأصدرت اللجنة بياناً قالت فيه إنها "ترغب في توضيح أنها لم تتوصل إلى استنتاجات حاسمة حول استخدام اسلحة كيميائية في سورية من قبل أي طرف في الصراع". وكانت كارلا ديل بونتي عضو لجنة التحقيق الدولية اعلنت ان مقاتلي المعارضة السورية استخدموا غاز الاعصاب القاتل "السارين"، استنادا الى شهادات الضحايا.

واتهمت وزارة الخارجية الفرنسية أمس النظام السوري بمحاولة فرض شروط غير مقبولة على الأمم المتحدة، في ما يتعلق بنشر فريق للتحقيق باستخدام السلاح الكيماوي، وتحدثت عن شهادات وإشارات حول استخدام هذا النوع من الأسلحة في سورية.

من ناحيته، اعتبر الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن امس أن رفض سورية المستمر السماح لمفتشي الامم المتحدة بالتحقيق ميدانيا حول احتمال استخدام اسلحة كيماوية، امر "مؤسف".

مناورات تركية

على صعيد منفصل، بدأ الجيش التركي أمس تدريباً مدة عشرة أيام في قاعدة قرب الحدود مع سورية. وقالت هيئة الأركان العامة للجيش التركي في بيان إن التدريب في قاعدة انجيرليك الجوية التابعة لحلف شمال الأطلسي خارج مدينة آضنة حيث تتمركز أيضا قوات أميركية "سيختبر العمليات المشتركة التي ستنفذ بين الوزارات والمؤسسات العامة والقوات المسلحة في وقت التعبئة والحرب".

(دمشق، طهران، موسكو -

أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top