1 طوّر قدرتك على الإنصات

Ad

يصعب أن تتوصل إلى بناء علاقات جيدة إن لم تتمتع بالقدرة على الاستماع، ولا نعني طبعاً السمع العادي الذي يتطلبه الحديث مع الآخرين إنما الاستماع الإيجابي أو بكلمات أخرى: فن السكوت. من الطبيعي أن تجتاحك رغبة في التعبير عن نفسك ووجهة نظرك أو مخاوفك ومشاكلك ومغامراتك، وذلك نظراً إلى طبيعة الناس الذين يميلون إلى الكلام عن أنفسهم وإلى الاستماع إلى الآخرين بشكلٍ سطحي.

ولكن حتى وإن كنت تُصنّف ضمن الثرثارين، يصعب تعلّم الاستماع إلى الآخرين. وكلّما تقدّمت في السنّ، وجب عليك أن تتعلم. لدعم قدرتك هذه، يكفي أن تحاول وضع نفسك مكان الآخر أو تذكر بعض المواقف التي شعرت فيها بالامتنان لأشخاص استمعوا إليك جيداً في ما تتكلّم.

2  امدح الآخرين

يميل بعض الأشخاص إلى التذمر بكثرة، وهي عادة لا تخلو أحياناً من الفائدة. ولكن قد تستصعب المضي قدماً إن لم تحصل على مكافأة تحفزك. من الضروري أن تعرف كيف تلاحظ التغيرات الإيجابية والتقدم الذي أحرزه المحيطون بك وتهنأتهم عليه بالمديح والثناء.  

للمديح أهمية عظيمة إلا أنها غالباً ما تُهمل، فالأمور الحسنة تنبثق في العادة عنك في محيطك العائلي والمهني أيضاً. ما إن يكبر الأطفال حتى ينسى الأهل ما يبذلون من مجهود ويركزون على أخطائهم، لا سيما في مرحلة المراهقة. إلا أن تجاهل الأمور الحسنة لا يعني اختفاء الحبّ، ومع ذلك ألا تظن أن النساء يستمتعن حين يعبّر لهم الرجال عن إعجابهم بجمالهن؟ فلما لا تبادر وتمدح الآخرين بداءً من الزملاء في العمل، لا سيما إذا كنت تشغل منصب مدير مسؤول عن فريق عمل وعن تقدمه.

3  لا داعي أن تكون دائماً على حقّ

 

قد يخرجك شكك من دائرة هذا النوع من الأشخاص ويساعدك على فهم الجحيم الذي يمثّله الأشخاص المؤمنون أنهم دائماً على حقّ والأشخاص المحقون دوماً ممن لا يجدون فرصة التعبير عن رأيهم.

إذا كنت ترمي إلى تحسين علاقاتك مع الآخرين، يُستحسن أن تنتبه إلى هذه النقطة. لا شكّ في أنك ستمرّ في ظروف تتطلب منك حسن التعبير، لا سيما في المجال المهني عند مشاركتك في اجتماع معين مثلاً من دون أن تسترسل في عرض ما تملك من معلومات وآراء وأن تترك للآخرين فرصة المشاركة في الحوار. أن تقتنع أن الحقّ دائماً حليفك قد يغضِب الآخرين أو يزعجهم مما يبعدهم عنك كابتعادهم عن الطاعون.

4  اعترف بالأخطاء

 

تتماشى الفكرة هذه مع سابقتها وتكمّلها. قد تستصعب الاعتراف بخطئك. تسعى أولاً إلى إخفاء الأمر والمرور عليه مرور الكرام أو أن تبيّن عدم جدوى التوقف عند الخطأ عند وقوعه.

من الطبيعي أن ترغب في نسيان الأمر سواء كان هفوة صغيرة أو خطأ كبيراً وأن تنتقل إلى أمرٍ آخر بدلاً من الوقوف عند أمور سلبية. لكن لتحسين العلاقات الاجتماعية، يُستحسن ألا تسمح لذكرى مماثلة أن تدمر علاقة ما. جلّ من لا يخطئ والعودة إلى الخطأ لتبريره أمر محمود يتيح فرصة تصويب فكرة سيئة قد تتكون عنك لدى الآخرين وضماناً تحجز من خلاله مكاناً لك بين أصحاب النوايا الحسنة.  

5   لا تتظاهر بالاهتمام

يحقّ لك أن تسأم من بعض الأشخاص وأن ترى فيهم أفراداً لا يناسبون دائرة الأشخاص الذين ترغب في التقرّب منهم. تفرض الحياة قيوداً متنوعة أنت بغنى عن زيادتها على الأقل في ما يتعلق بالإطار الشخصي الذي يضعك في ظروف ترغمك على بذل مزيد من الجهد مع العملاء أو المدير أو أفراد العائلة. لتحسين العلاقات مع الآخرين، لا تتحول إلى أناني، فسرعان ما سيكتشف الآخر أنك تتظاهر بالاهتمام بحديثه، احرص على أن يقوم اهتمامك على الصدق.  

6  كن صادقاً

الصدق سلاح ذو حدين فحذار أن تشهره في مختلف المواقف التي تتعرض لها. كما في الحبّ، لا يمكنك أن تفشي الحقائق كافةً أو أن تخبر صديقك بكلّ شيء. فمبدأ الحميمية لم يأت من العدم. ولكن باستثناء تلك الأسرار الصغيرة العادية، الصدق ورقة رابحة لأن الآخر يشعر بصدقك فيضع ثقته فيك. حتى إن كنت خبيراً في التظاهر، تذكر أن الصدق يسهّل الحياة وبالتالي العلاقات مع الآخرين.  

7  دافع عن قناعاتك

 

لم تكن القدرة على تأكيد الذات يوماً أمراً يستسهله الجميع. وحين تضع نصب عينيك تحسين علاقاتك بالآخرين، تميل إلى تقبل الآراء لتثير إعجابهم أو لعدم رغبتك في النقاش. يأتي الأسلوب هذا أحياناً ببعض الفائدة إلا أنها تبقى قصيرة الأمد. قد لا تجد في المسألة أمراً مهماً حين تكون بين أفراد لا يهمك عما يتحدثون. ولكن حتى إن لم تثر المواضيع قيد المناقشة اهتمامك من الأفضل أن تعبّر عن رأيك كي لا تشعر بالضيق في ما بعد أو أن يكوّن الآخرون عنك فكرة الكاذب المتملق. حاول دائماً أن تأخذ هذه النصيحة بعين الاعتبار في حياتك المهنية ومع الأصدقاء الذين تميل عندما تتواجد معهم إلى التزام الصمت تفادياً لنفورهم منك أو لأي نزاع قد ينشأ بينكم...  

8  تعلّم كيف تحفظ سرا

 

يؤدي السرّ دوراً مهماً في العلاقات وقد يسلّمك البعض معلومةً ويود أن تبقيها سراً كتغيير طرأ على العمل أو حملٍ غير معلن  أو غير ذلك... ولكن أياً كان هذا السر وحتى وإن أعلنه صاحبه بعد فترة قصيرة، يُستحسن أن تحترم رغبة الآخرين حين يطلبون منك التكتم حول أمر معين أخبروك به.  

9  تقبّل الفروق

 

«من تشابه، تقابل» هذا ما درج السلف على قوله وهو أمر صحيح، فبناء علاقة صداقة أو حبّ مع إنسان معين يتطلب وجود بعض الصفات والاهتمامات المشتركة إلا أن صحته تقلّ في المجال المهني الذي يُفرض عليك ولا تختاره. لذلك، حاول أن تتقبل الآخرين كما هم حين ترغمك الظروف فرفضهم لن يجدي نفعاً، إلا إذا كان رفضك قائماً على قرار مسبق. قد تواجه عيوباً لا تُحتمل إلا أنه لا يمكنك أن تمنع ذلك. ولكن غالباً تبدو الفوارق سطحية يمكن تخطيها لتلطيف الأجواء لما فيه خير الجميع بمن فيهم أنت.  

10 اعتمد التهذيب والدقة في المواعيد

 

تعلّم طفلك بعض مفردات على غرار صباح الخير وإلى اللقاء وشكراً وبعض التصرفات كالابتسام الصراخ... على أمل أن تساهم في جعله إنساناً مؤدباً. فما رأيك أن تعتمد الأسلوب عينه في تعاملك مع الآخرين؟ قد تنسى أحياناً أن ترمي التحية على الآخرين فتجرحهم من دون قصد. الأمر سيان في ما يتعلق باحترام المواعيد، فالوصول متأخراً باستمرار سيُغضب ذات يوم المحيطين بك. في الحقيقة، تمثّل قلة التهذيب والتأخير عادتين سيئتين من شأنهما أن ترميا فتيل العداوة بينك وبين الاخرين، لذلك من الأفضل أن تنتبه إلى تفاصيل تعتقد أنها صغيرة ولا أهمية لها.  

11  تحل بروح التسامح

من الضروري أن تدافع عن قناعاتك وألا تترك للآخرين فرصة السيطرة عليك وعلى آرائك. بمعنى آخر، لا تحارب طواحين الهواء. تصعب مناقشة بعض المواضيع ومن بينها السياسة نظراً إلى النزاعات التي قد تنشأ عن اختلاف الآراء. لذلك من الضروري أن تعرف كيف تدافع عن قناعاتك بودية وصرامة وأن تتسامح حين يحتدم النقاش تفادياً لإلحاق الضرر بالعلاقات الجيدة التي تربطك بالآخرين.  

12  حافظ على مزاج معتدل

 

يسأم الناس وأنت من التقلبات المزاجية التي تسيطر على بعض الأشخاص إلا أنك تتقبل طباعاً مماثلة في شخصيتك رغم أنك ترفضها في الآخرين. يسعى الجميع إلى الحفاظ على مزاج معتدل ويلفتهم كلّ إنسان قادر على ذلك فيتقربون منه إيماناً منهم بأهمية السمة التي يتحلى به. قد يصعب عليك تغيير طباعك إذا كنت تتمتع بشخصية عصبية، والأمر نفسه بالنسبة إلى الآخرين. مع مرور السنين، من الضروري أن تتعلم كيف تتبنى مواقف أكثر إيجابية وتسترخي وتهدأ في مواقف معينة لتفادي بناء علاقات متعبة تشوبها الصراعات والمشاكل والاستمتاع بحياة هنية. لذلك من الطبيعي أن تميل إلى مصاحبة أشخاص يشبهونك وتفضيلهم على آخرين قد يقدمون على تصرفات عنيفة أو عدائية.

13  تعلّم كيف تعتذر

المثالية صفة بعيدة جداً عن الإنسان، ورغم الجهود الجبارة التي تبذلها سعياً منك إلى السيطرة على نفسك، قد تفقد أعصابك أحياناً، فلم لا تلجأ إلى ممارسة اليوغا أو تقنيات تأمل أو استرخاء أخرى مرة كلّ أسبوع حين تحتدم الأمور وتتحول إلى إشكالية حقيقية تكدّر عليك حياتك؟ ولكن قد يفقد الناس جميعاً السيطرة على أنفسهم من قتٍ إلى آخر فيصعب عليهم إصلاح مواقفهم إن لم يجدوا حلاً غالباً ما يتجلى في اعتذار يجده البعض صعباً وكريهاً. ولكن تغيير رأي الآخر لن يكون سهل المنال إن لم تبذل بعض الجهد وتعتذر، وهو إجراء لا بدّ منه حين تغضب وتفقد السيطرة على نفسك.  

14  كن اجتماعياً

 

تتمتع بطبع اجتماعي أم فظ؟ يتطلب تحسين العلاقات مع الآخرين حداً معيناً من الاجتماعية. فحاول ألا ترفض دائماً الدعوات أو الفرص التي تُعرض عليك للقاء الآخرين من دون أن تجد نفسك دائماً مجبراً على القبول. تحظى عندما تلتقي بالآخرين بفرصة إظهار ما تتمتع به من تهذيب اجتماعي. حتى إن اعتقدت ألا أهمية للحياة الاجتماعية ولكن من الضروري أن تتقرب قليلاً من أفراد محيطك للحفاظ على علاقات جيدة معهم.

 

15  لا تبن أي أفكار مسبقة

 

لكلّ إنسان آراؤه وأفكاره لحسن الحظّ! لكن قد يحدث أن تأسر نفسك من دون أن تشعر في أفكار تُبعد الآخرين وتقصيهم وتؤدي أحياناً إلى إلحاق الضرر برؤيتك للأمور التأثير عليك من دون أن تدرك وإلى تدمير علاقة معينة بسبب فكرة مسبقة ستدرك ألا أساس لها من الصحة إن فكرت بها لبعض الوقت.

 

16  اعطف على الآخرين

 

أفضل ما يمكن أن تتمتع به من صفات هو أن تعطف على الآخرين حتى وإن بدا استعمال تعبير مماثل أمراً غير مقبول بعض الشيء. أن تعطف على الآخرين يعني أن ترى ما يتحلون به من إيجابيات ولكن احذر من أن يصل عطفك إلى حد العمى فتجبر نفسك على رؤية الأمور الحسنة في الآخرين فتقع في ما حذر منه علماء النفس دائماً ودوماً، لا سيما أن العطف يؤدي إلى تبني مواقف جيدة إزاء الآخرين بشكلِ شبه غير إرادي.

17 لا تخش الآخرين

 

تنشأ الصراعات التي تشوب علاقتك بالآخرين عن خوفك من الآخر من دون أن تدرك فعلاً أنك خائف وهو أمر شائع جداً في محيط العمل، لا سيما حين تتولى منصباً إدارياً يتيح لك أن ترعب الآخرين بشكلٍ مضرٍ لأنه يختلف تماماً عن كسب احترامهم. قد يحصل أن تشعر أنت بالخوف من الآخر فابحث في الأسباب وحاول أن تناقشها مع الآخر تفادياً لأي علاقات قد تُبنى على أساس غير متين وغير طبيعي. احرص على مراقبة أي شعور بالخوف قد ينتابك في إطار علاقاتك بالآخرين حتى وإن لم يكن شائعاً.

18  دافع عن نفسك بلا غضب

من الضروري أن تحافظ على هدوئك إلا أنه ليس بالأمر السهل دائماً. فيما يميل البعض إلى الاختباء والانعزال، تغلي الدماء في عروق آخرين فيعجزون عن التزام الصمت والحفاظ على هدوئهم. غالباً ما يقدّم الأدرنالين نصيحة سيئة ويقضي على العلاقات لذلك يُستحسن أن تتعلم كيف تسيطر على غضبك كي لا تجد نفسك في نهاية المطاف وحيداً، وذلك من خلال مجموعة من التقنيات السلوكية التي لا تتطلب التزاماً طويل الأمد وتعطي نتائج إيجابية سريعة.  

19  كن اجتماعياً

 

تفرض القواعد الاجتماعية والأخلاقية عليك أن ترد الزيارة ولكنك تنسى دائماً هذه القاعدة. ينتبه بعض الناس إلى أمور مماثلة في ما يتجاهلها البعض الآخر. للحفاظ على علاقات جيدة مع محيطك يتعين عليك أن تنتبه إليها. فإذا اعتاد شريكك تقديم هدية بمناسبة عيد الحب حاول أن تبادله الهدية كي لا يسأم ويتوقف عن عادته إلا إذا كنت تريده فعلاً أن يتوقف عن جلب الهدايا لك. كذلك الأمر في المكتب، لا يتعين أن يترك فريق العمل مهمة إحضار القهوة والطعام أو جدول الأعمال إلى الشخص عينه. والأمر سيان مع الأصدقاء... يبقى التبادل أمراً أساسياً لا بدّ من احترامه للحفاظ على علاقات جيدة مع الآخرين.

20 ابتسم

أخيراً وليس آخراً، ارسم دائماً ابتسامة صادقة على وجهك وتجنّب تضنّع البسمة عند استقبال أحدهم. صحيح أنك قد تنزعج أحياناً من بعض الأشخاص في بعض الظروف ولكن لن يجدي نفعاً أن تجعلهم يلاحظون الأمر. حاول أن تبيّن لهم أن سبب زيارتهم كان يحتمل الانتظار. تساهم الابتسامة في تخفيف العدائية وتلزم الآخر أيضاً على التصرف بالمثل. تأكد أن الابتسامة لن تكلفك أكثر من بضع تجاعيد ترتسم على وجهك.

لتحسين العلاقات التي تجمعك بالآخرين حاول أن تبقى منفتحاً ومبدعاً. يرتكب معظمنا الخطأ عينه حين نربط الشخص الآخر بتصرفاته، رغم أن كلّ فردٍ يخفي دائماً في داخله أفضل مما يظهره... إنها مهمتك أن تكتشف هذا الأفضل!