أطلقت المعارضة السورية أمس حملة لرأب الصدع في صفوفها بعد بيان وقعته فصائل مقاتلة رفضت فيه الاعتراف بالائتلاف الوطني المعارض والحكومة المنبثقة عنه، في وقت تحدثت التقارير عن إحراز تقدم في المشاورات الدولية لاستصدار قرار أممي في ما يخص السلاح الكيماوي السوري.

Ad

توجه رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا أمس الى سورية لزيارة الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في محاولة لحل الخلافات المتزايدة في صفوف المعارضة، بعد إعلان 13 فصيلا إسلاميا مقاتلا عدم اعترافه بالاتئلاف.  

كما اعلن «الجيش الحر» أن رئيس أركانه اللواء سليم ادريس سيتوجه فورا الى الداخل السوري لـ»محاولة رأب الصدع وجمع الصف». وحاول الائتلاف أمس احتواء هذا الخلاف الجديد والتقليل من أهميته.

ونفى ممثل الائتلاف في تركيا خالد خوجا أمس أن يكون البيان الذي وقعته 13 مجموعة سورية مقاتلة «مقدمة أو مؤشرا لتكوين مظلة خارج لجيش السوري الحر، أو مظلة سياسية جديدة»، مشيرا إلى أن «البيان هو تعبير عن استياء الموقعين عليه من حالة الاقصاء والتجاهل وقلة الدعم وعدم إشاركهم في اتخاذ القرارات».

واعرب الخوجا عن اعتقاده بأن «البيان يحمل رسائل بين السطور تشير إلى أنه يمكن تلافي موضوع عدم الاعتراف بالائتلاف والحكومة المؤقتة، من خلال التواصل مع الموقعين، وإشراكهم في آليات اتخاذ القرار»، لافتا إلى أن «بعض الفصائل كأحرار الشام، وصقور الشام، وجبهة النصرة لم يكن لها اعتراف مسبق بالمعارضة السياسية».

واستبعد خوجا أن «تشكل هذه الخطوة بوادر صراع بين العلمانيين والإسلاميين»، معتبراً أن الموضوع «لا يعدو عن كونه اختلافا في التوجهات»، وقال أيضا: «نحن في الائتلاف نتكلم عن حالة أقرب إلى العلمانية، وهذه الحالة مرفوضة لديهم»، لافتا إلى «وجود اجماع بين الأطراف الموقعة على ان تكون الشريعة الإسلامية المصدر للتشريع، إلا أنه لا يمكن الحيث عن تفاهم بينهم فيما يتعلق بمفهوم تطبيق الشريعة، أو حصر مصادر التشريع بالفقه الإسلامي، أو اعتماد مصادر أخرى لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية».

وأوضح أن «قيادة الأركان في الجيش الحر، تتواصل مع الأطراف الموقعة للوقوف على الأمر»، مشيرا إلى أن «الدعم المقدم من قبل القيادة لهذه القوى لا يتناسب مع حجم فعاليتها على الأرض» موضحا «أنهم يعيشون في حالة شح في الموارد والأسلحة والتمويل، وعلى مدى سنتين ونصف كان الدعم يوجه إلى فصائل أخرى غير فاعلة».

 

قرار أممي 

 

الى ذلك، أكدت المصادر وجود تقدم في المشاورات بين الدول الكبرى لإصدار قرار من مجلس الأمن بشأن عملية نزع السلاح الكيماوي السوري. وأفاد دبلوماسيون مساء أمس الأول ان الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي حققت تقدماً مهما بشأن نص مشروع قرار واتفقت على «النقاط الرئيسية» للنص، الا ان الولايات المتحدة شددت على أنه «مازال يوجد عمل ينبغي انجازه»، في وقت قالت موسكو ان الحديث عن تقدم هو مجرد «مجرد تمنيات» من القوى الكبرى.

واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أمس انه سلم نظيره الأميركي جون كيري أدلّة تثبت تورط المعارضة السورية بالهجوم الكيماوي على منطقة الغوطة في ريف دمشق في 21 اغسطس الماضي، مشيراً الى أن بلاده لا تتمسك بالرئيس السوري بشار الأسد كرئيس لسورية وأن ما يهما هو «الحفاظ على سورية كقطعة واحدة، وأرض موحدة، وسيدة، ومستقلة، وعلمانية حيث تحترم حقوق كافة المجموعات والإثنيات وغيرها بشكل كامل».

 

الأسد 

 

في غضون ذلك ، جدد الرئيس السوري بشار الاسد أمس التزام دمشق بتدمير اسلحتها الكيماوية وذلك في مقابلة اجرتها معه شبكة «تيليسور» الفنزويلية، مضيفاً أن «الحديث عن الفصل السابع لا يقلقنا في سورية، اولا لأن سورية ملتزمة بكل الاتفاقيات التي توقعها، وثانياً لأن هناك توازنا في مجلس الأمن لم يعد يسمح للولايات المتحدة كما كان الوضع سابقا باستخدام مجلس الأمن كمطية أو أداة من أجل تحقيق أجنداتها الخاصة».

وقال الأسد معلقا على التهديد الاميركي بضربة عسكرية: «لو عدت للحروب التي خاضتها الولايات المتحدة ولسياسة الولايات المتحدة، فهي سياسة تنتقل من عدوان إلى آخر بدءا بكوريا مرورا بفيتنام إلى لبنان إلى الصومال إلى أفغانستان إلى العراق»، واضاف: «هذه هي السياسة الأميركية التي نراها حاليا وهي نفسها التي كانت موجودة منذ عقود ولا أرى أن هناك سببا رئيسيا الآن ليجعلها تتغير، هذا يعني أن احتمالات العدوان دائما قائمة».

(دمشق، نيويورك، إسطنبول ــ 

أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)