لا تقتنعي أنك لست عنصرياً، نعم كلنا بطريقة أو بأخرى تربينا على العنصرية، ولم نعرف من الدين سوى قشوره، وعززنا جميع العادات والتقاليد التي تحث عليها، ورغم أن ديننا الإسلامي الحنيف هو دين المساواة والتسامح فإن واقعنا لا يمت للإسلام بصلة، حتى من المتدينين أنفسهم.

Ad

لا تقنعني أنك تدين بغير عادات النسب العنصرية السائدة، فأنت أيها الملتحي لا تنكر أنك لن تزوج ابنتك إلا لشخص من "مواخذيكم"، ولربما ينتمي إلى قبيلتكم، وتنبذ تلك القبيلة، وأنت يا من تطالب بحقوق الإنسان والمساواة في المحافل الرسمية، وما زلت تلقب الشخص الأسود "بالعبد"، لا تنكر أنه ما زالت هناك عنصرية متجذرة فيك.

 وما زلنا ونحن في الشارع حين نفقد أعصابنا ننادي الناس بالهندي والمصري، وكأننا نتعمد أن نحط من جنسياتهم، لا تنكر يا عزيزي القارئ أنك تربيت في بلد يشجع على العنصرية، وتم تصنيف أبناء شعبك لطوائف وأصول وطبقات ودرجات، تربيت على ذلك لكن من المخجل أن تستمر على هذا النهج حتى بعدما زاد وعيك وسافرت إلى العالم، وتعرفت على العديد من الجنسيات؛ لتكتشف أنهم جميعا أفضل منك حين عاملوك بإنصاف وأنت عاملتهم بتحيز.

 لن أنكر أن العنصرية مرض عالمي وموجود في كل بقاع الأرض حتى الدول العالم المتقدمة، لكن هناك توجه كبير لمحاربتها عالمياً ولكن محلياً هناك العكس، هناك تعزيز لها وفي أبشع الطرق.

بإمكانك أن تحدث التغيير حين تنظر إلى شخص الإنسان لا شكله، حين تتعامل مع جوهر الشخص لا اسم عائلته، حين تحب شخصاً لأن روحيكما التقتا وليس لأن أسماء عوائلكما تناسبت مع بعضها.

في كل شخص منا شيء من العنصرية، والاعتراف بذلك هو البداية لمحاربة هذا الداء اللعين، فحاول أن تتغير، فمن المخجل أن تعتبر نفسك مسلماً وأنت عنصري بشكل مقيت.

قفلة:

لا يسعني في العشر الأواخر إلا أن أدعو لكل مريض بالشفاء، وكل مبتلى بالفرج، وكل مفجوع بفراق براحة البال.

 ولكن هل يجوز لمن يحرص على القيام في المساجد وفي لحظة الخروج منها أن يتسم خلال قيادة السيارة بالأنانية والاستهتار بأرواح الآخرين؟ وكيف لمن كان للتو يدعو ويصلي أن يدهس الناس بالشارع بعد دقائق من الصلاة؟ كم أنت منافق يا عزيزي!