راهن الأمين العام لحزب «الحرية والعدالة» الحاكم في مصر خالد حنفي على قدرة الرئيس محمد مرسي على تجاوز الأزمات والتصدي لإمبراطورية الفساد الموروثة من النظام السابق، مطالباً المصريين بالصبر لأن تقييم أداء الرئاسة بعد عام واحد مستحيل.

Ad

ونفى القيادي الإخواني سيطرة جماعة «الإخوان المسلمين» على القرارات، متهماً المعارضة بتغطية العنف والسعي لاستدعاء الجيش للعودة إلى الحكم. وفي ما يلي نص الحوار:

• ما تقييمك لفترة حكم الرئيس مرسي حتى الآن؟

- الرئيس يسير بخطى جيدة، وقادر على حل المشكلات وتجاوز الأزمات، ولو شهدنا ارتباكاً فنحن في «فترة انتقالية»، ويجب ألا ننسى أن الجهاز البيروقراطي في الدولة كوَّن شبكة ضخمة من المنتفعين عبر عقود، وتسلمنا البلاد في حالة متدهورة للغاية، وعموماً يستحيل تقييم الرئيس بعد مرور سنة واحدة من حكمه، لذا نطالب الشعب بالصبر.

• وكيف ترى أداء المعارضة؟

 -ثمة تطور في أداء المعارضة، لأنهم راهنوا في البداية على سقوط مرسي، وأعطوا غطاءً سياسياً للعنف، والتزموا الصمت كثيراً إزاء المصادمات الدموية التي أثارت الاضطرابات في البلاد، وأرادوا من ذلك إظهار السلطة في موقف العاجز والفاشل، وتم تجاوز ذلك بعدما أدركوا أن الرئيس مرسي يستند إلى أرضية شعبية، وكان من الممكن أن يتأثر لو لم يكن مدعوماً من شريحة عريضة من المؤيدين، لكن عليهم أيضاً توسيع مشاركتهم المجتمعية.

• ما رأيك في حركة «تمرد»؟

- نرحب بها وعلينا الاعتياد على مثل هذه الحركات التي تعبِّر عن مناخ حر، طالما تلتزم بالقانون وتتحرك في إطار سلمي، ولا أميل إلى تخوين أصحاب هذه الدعوات، ومن حق المعارضة أن تتحرك وسط الناس وأن تخلق ضغطاً مجتمعياً.

• 30 يونيو دعوة لإسقاط النظام، ماذا تتوقع في هذا اليوم؟

-مستعدون تماماً للتعامل معه، بالتنسيق مع أجهزة ومؤسسة الدولة المخول لها حماية المنشآت، ونحترم تلك الدعوات رغم أنها تخلف وراءها دائماً حالة من «الاحتقان المجتمعي»، لكننا لا نجد في ذلك مشكلة طالما تم الالتزام بالسلمية.

• ماذا عن دعاوى عودة الجيش للحياة السياسية مجدداً؟

- نعتبرها «الخطيئة الكبرى» للمعارضة، و»الإثم السياسي» الكبير لكل من طالب باستدعاء الجيش إلى مسرح السياسة، ونعمل راهناً على إبعاد كل مؤسسات الدولة من قضاء وشرطة وجيش وإعلام عن الصراعات والمشاحنات السياسية، وأتعجب من المعترضين على ما يُسمى بـ»أخونة الدولة»، بينما يوافقون على تمكين الجيش من كل مفاصل البلاد أي «عسكرة الدولة».

• تتحدث المعارضة عن تراجع شعبية الإخوان، ما مدى صحة ذلك؟

-نمتلك وحدات متخصصة في إجراء استطلاعات ترصد في تقارير شعبية «الإخوان»، ونستند إليها في اتخاذ القرار، وقد بينّت أن هناك كتلة صلبة لا تهتز ولا تتأثر بارتفاع موجات المعارضة أو هبوطها، وهي أكبر كتلة شعبية والتي تثق بجماعة «الإخوان» وحزبها السياسي لما نمتلكه من رصيد خدمي ونضالي، ولكن على أطراف هذه الكتلة الصلبة تتغير النسب وفقاً للظروف السياسية، ونفسر ذلك بأن طموحات الشعب كانت مرتفعة للغاية في مقابل إرث ثقيل تركه النظام البائد ونتعامل معه الآن.

• ما صحة القول بـ»سيطرة الإخوان» على قرار الرئيس؟

- عار تماماً عن الصحة، ونسعى الى وضع خطوط فاصلة بين الجماعة وحزبها من ناحية وقرارات الرئيس من ناحية أخرى، نتفق في الخطوط العامة ولكن نختلف في التفاصيل.

• مسألة تصويت العسكريين في الانتخابات أثارت جدلاً واسعاً، كيف تراها؟

- لسنا قلقين من المليون صوت النظامي، ولا نمانع مبدئياً من تصويت الجيش والشرطة في الانتخابات، ولكن ننتظر رأيهم في تأثير ذلك على الأمن القومي، وما إذا كانت الحالة الأمنية في البلاد تسمح بذلك، ندرك أنه حقهم الدستوري والقانوني، وتمارسه بعض الدول لكننا نختلف عنها من حيث حساسية الظرف السياسي لدينا وحالة عدم الاستقرار.

• ما طبيعة العلاقة بين «الإخوان» وحركة المقاومة الفلسطينية «حماس»؟

- «الإخوان» كجماعة شعبية تفخر بوقوفها دائماً وبدعمها حركة مقاومة إسلامية، «حماس» بينها وبين «الإخوان» رابط، وسنظل نساندها مادياً ومعنوياً وعن طريق التوعية المجتمعية لتصحيح صورتها التي دأبت على تشويهها أطراف عديدة، أما مؤسسات الدولة فتتعامل معها بشكل رسمي، لأن «حماس» حكومة منتخبة، تعاملها سلطاتنا الموازية وتحكم العلاقة مراسيم وأعراف دولية وإقليمية.