الخطيب يستقيل من «الائتلاف» احتجاجاً على دول داعمة للمعارضة

نشر في 25-03-2013 | 00:01
آخر تحديث 25-03-2013 | 00:01
No Image Caption
«الحر» يرفض هيتو ويشكل لواءً لحماية الحدود مع لبنان ويسيطر على 25 كيلومتراً من الحدود الجنوبية
شهد الملف السوري أمس مجموعة أحداث متسارعة ودراماتيكية، حيث أعلن رئيس الائتلاف المعارض أحمد معاذ الخطيب استقالته في حين رفض الجيش الحر الاعتراف بغسان هيتو رئيساً للحكومة المؤقتة، بينما تواصلت الانتصارات الميدانية للمعارضة في درعا والمحافظات الجنوبية.
أعلن رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد معاذ الخطيب أمس استقالته من الائتلاف، بحسب بيان موجه الى «الشعب السوري العظيم»، نشره على صفحته الخاصة على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي.

وجاء في البيان: «كنت قد وعدت أبناء شعبنا العظيم، وعاهدت الله انني سأستقيل ان وصلت الامور الى بعض الخطوط الحمراء، وانني أبر بوعدي اليوم وأعلن استقالتي من الائتلاف الوطني، كي استطيع العمل بحرية لا يمكن توافرها ضمن المؤسسات الرسمية»، وأضاف: «اننا لنفهم المناصب وسائل تخدم المقاصد النبيلة، وليست أهدافا نسعى اليها او نحافظ عليها».

وانتقد الخطيب الدول الداعمة للمعارضة السورية من دون ان يسميها، متحدثا عن رغبة في «ترويض الشعب السوري وحصار ثورته» ضد نظام الرئيس بشار الاسد. وقال: «كثيرون هم من قدموا يد عون انسانية صرفة، ونشكرهم جميعا. الا ان هناك أمرا واقعا مرا وهو ترويض الشعب السوري وحصار ثورته ومحاولة السيطرة عليها». وتابع ان «من هو مستعد للطاعة فسوف يدعمونه، ومن يأب (يرفض) فله التجويع والحصار. ونحن لن نتسول رضا أحد، وان كان هناك قرار بإعدامنا كسوريين فلنمت كما نريد نحن، وان باب الحرية قد فتح ولن يغلق». واعتبر ان «كل ما جرى للشعب السوري من تدمير في بنيته التحتية، واعتقال عشرات الألوف من ابنائه، وتهجير مئات الألوف، والمآسي، ليس كافيا كي يتخذ قرار دولي بالسماح للشعب بأن يدافع عن نفسه».

ولفت عضو الائتلاف الوطني برهان غليون الى أن الخطيب «كان لديه 3 أسباب للاحتجاج اولا ضد الدول التي تدعي انها تريد دعم الشعب السوري والتي لم تقدم ما يكفي من وسائل للمعارضة، الثانية ضد بعض الدول التي حاولت ألا تعمل ضمن الائتلاف وتتدخل مع قوى ضد أخرى، واعتراضه الثالث ضد أعضاء بعض الائتلاف الذين اصبحوا عقبة امام  تسيير عمله».

من ناحيته، كان المعارض ميشيل كيلو أشد وضوحاً، مشيراً إلى أنه «كان هناك خلاف داخل الائتلاف على انتخاب هيتو، لكن مجموعة قطر داخل الائتلاف فرضته خارج أي توافق سياسي»، معتبراً أن استقالة الخطيب تأتي في هذا السياق.  

«الجيش الحر»

وبعد أن أعلنت أمس الأول بعض كتائب الجيش الحر رفضها الاعتراف بهيتو، أكد المنسق السياسي والاعلامي لـ»الجيش الحر» لؤي المقداد أمس هذا الأمر رسمياً، موضحاً: «نحن في الجيش السوري الحر لا نعترف بغسان هيتو كرئيس حكومة لأن الائتلاف المعارض لم يتوصل الى توافق» حول انتخابه الذي تم الثلاثاء في اسطنبول.

وأضاف «أتحدث نيابة عن المجالس العسكرية ورئيس هيئة الاركان (اللواء سليم ادريس) عندما اقول اننا لا نعترف برئيس حكومة فرض على الائتلاف الوطني، بدلا من ان ينال التوافق».

وانتخب هيتو بأصوات 35 من اعضاء الائتلاف البالغ عددهم حوالي 50 عضوا، بعد نحو 14 ساعة من المشاورات. وخرج عدد من أعضاء الائتلاف قبل التصويت على انتخابه.

وأعلنت شخصيات بارزة في المعارضة تعليق عضويتها إثر انتخاب هيتو، بينها المتحدث باسم الائتلاف وليد البني، والاعضاء كمال اللبواني ومروان حاج رفاعي ويحيى الكردي واحمد العاصي الجربا.

وقال المقداد أمس «مع كل الاحترام لشخص غسان هيتو، من المستحيل على الجيش الحر ان يعترف برئيس حكومة لا يحظى بإجماع من كل مكونات الائتلاف»، مضيفاً: «ندعو كل اطراف الائتلاف الى تصحيح الخطأ»، من دون تقديم إيضاحات اضافية.

لواء ضبط الحدود

الى ذلك، أعلنت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر «تشكيل لواء جديد يختص بحماية وإدارة المعابر على الحدود السورية اللبنانية»، لافتة إلى أن «لواء حماية الحدود وإدارة المعابر على الحدود السورية- اللبنانية سيقوم بالتواصل مع كتائب وألوية الجيش في جميع المعابر الحدودية بين سورية ودول الجوار الأخرى بغرض إنشاء غرفة عمليات مشتركة بهدف التنسيق وتبادل المعلومات الأمنية».

ولفتت في بيان أن «الأسباب المباشرة لإنشاء هذا اللواء هي الفراغ الأمني، وتسلل عناصر من حزب الله بكامل عتادهم وسلاحهم إلى الأراضي السورية بغرض دعم عمليات النظام العسكرية».

 

شريط حدودي

وحقق مقاتلو المعارضة السورية أمس تقدما مهما في جنوب البلاد بسيطرتهم على شريط بطول 25 كيلومترا من الحدود الاردنية الى الجولان، في حين حذرت اسرائيل بالرد «الفوري» على اي اطلاق نار من الأراضي السورية.

وكان مقاتلو المعارضة سيطروا في الأيام الماضية على عدد من الحواجز العسكرية في المنطقة، بينها العلان ومساكن جلين ونادي الضباط وسحم الجولان، إثر اشتباكات عنيفة وحصار لأيام، بحسب المرصد.

ويأتي هذا التقدم غداة سيطرة المقاتلين المعارضين على مقر قيادة «اللواء 38» للدفاع الجوي في درعا، وبعد أيام من سقوط اكثر من 35 مقاتلا في معارك واقعة الى الشمال من سجم الجولان، في قرى واقعة عند خط وقف اطلاق النار في محافظة القنيطرة.

(دمشق، القاهرة - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top