مصر: تظاهرات تطالب بـ «عودة الجيش» والإطاحة بـ «الإخوان»
● انتخابات «نقابة الصحافيين» تتأجل والنقيب يتعرض للاعتداء ● صباحي والبرادعي يعتذران عن لقاء كيري
في مشهد لافت، طالب متظاهرون في القاهرة وعدة مدن مصرية أمس بعودة المؤسسة العسكرية إلى تولي شؤون البلاد، والإطاحة بحكم الرئيس محمد مرسي، وذلك بالتزامن مع تظاهرات أخرى للمطالبة بتوفير «رغيف العيش» وثالثة تطالب بعدم إقصاء ضباط الشرطة الملتحين من الخدمة الأمنية. شهدت القاهرة وعدة مدن مصرية أمس تظاهرات تطالب بعودة الجيش المصري لتولي أمور البلاد، منذ تخليه عن السلطة رسميا في نهاية يونيو 2012 لأول رئيس مدني منتخب، بالتزامن مع تظاهرات أخرى ضد الغلاء والأزمة الاقتصادية الخانقة التي ضربت البلاد بعنف مع تراجع سعر الجنيه المصري أمام الدولار الأميركي. وشارك آلاف المصريين في جمعة «عودة الجيش» أمام النصب التذكاري للجندي المجهول بمدينة نصر شرق القاهرة، طالبوا خلالها القوات المسلحة ووزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، بالعودة مجدداً إلى المشهد السياسي وإدارة شؤون البلاد، ورددوا هتافات مؤيدة لقادة الجيش ومناهضة للرئيس محمد مرسي وجماعة «الإخوان المسلمين».ووزع المتظاهرون بياناً طالبوا فيه القوات المسلحة بالتدخل للإشراف على مرحلة تحول ديمقراطي من أجل نقل السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة، معربين عن رفضهم لسياسات الرئيس مرسي وممارسات جماعة «الإخوان» منذ وصوله إلى الحكم نهاية يونيو 2012.وأكد خطيب المنصة الشيخ سيد شعبان، عقب صلاة الجمعة، أن جماعة «الإخوان المسلمين» فشلت في إدارة البلاد سياسيا واقتصاديا، وأنها تريد «أخونة الدولة» ونشر الفكر الوهابي في مصر، مطالبا بنزول الجيش والانضمام إلى الشعب لحمايته من مليشيات الإخوان. وطالب شعبان المصريين بجمع التوكيلات لوزير الدفاع السيسي لإدارة شؤون البلاد.من جانبه، قال الصحافي المقرب من المؤسسة العسكرية، أحد الداعين إلى مليونية «دعم الجيش»، مصطفى بكري لـ»الجريدة»: إن «الهدف من تلك الفعاليات رفض أخونة الجيش المصري»، مؤكدا أن الجماعة تريد جرّ الجيش إلى صدام مع الشعب.فعاليات غاضبة وفي ما له صلة بالفعاليات التي يشهدها الشارع المصري ضد حكم الرئيس مرسي وجماعة «الإخوان المسلمين»، نظمت القوى المدنية مسيرات وتظاهرات تحت اسم «مليونية العمل» أمس، ورفعوا مطالب موحدة على رأسها محاكمة نظام الرئيس مرسي وجماعة «الإخوان المسلمين» بتهمة قتل المتظاهرين، وإقالة النائب العام المستشار طلعت إبراهيم، والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين، والاعتراض على رفع الدعم عن رغيف العيش، وتحديد عدد ثلاثة أرغفة يومياً لكل مواطن، فضلا عن مطالبة الجيش بالتدخل لحماية الدولة، مما وصفوه بـ«أخونة الدولة».في السياق، نظم الضباط الملتحون في وزارة الداخلية المصرية، وقفة احتجاجية أمس أمام قصر «عابدين» الرئاسي، احتجاجاً منهم على عدم عودتهم إلى وظائفهم بوزارة الداخلية التي ترفض تعيين ضباط ملتحين، رُغم حصولهم على حكم قضائي نهائي يلزم وزارة الداخلية بإعادتهم إلى عملهم.وكان العشرات من شباب القوى الثورية نظموا وقفة احتجاجية فريدة أمام مقر جماعة «الإخوان المسلمين» الرئيسي في القاهرة، حيث احتشد الشباب لأداء رقصة «هارلم تشك» الشهيرة، اعتراضا منهم على حكم الجماعة، مطالبين بــ«سقوط حكم المرشد» ورحيل الرئيس مرسي عن السلطة.وفي محاولة لاستيعاب الغضب الشعبي المتزايد، صدق الرئيس مرسي مساء أمس الأول، على قانون بإعادة تشغيل المنطقة الحرة لمدينة بورسعيد، التي تشهد عصياناً مدنياً يدخل يومه الرابع عشر اليوم، بينما عقد لقاء أمس الأول بمقر الرئاسة المصرية مع وفد يضم ممثلين عن أهالي سيناء، للاستماع إلى مطالبهم واحتياجاتهم، وأصدر مرسي قرارا بزيادة اعتمادات الخطة الاستثمارية للمحافظة لإمكان تحقيق مطالب أهالي سيناء.غير أن مساعي مرسي فشلت بعد أن أعلن نشطاء وسياسيون في سيناء أمس رفضهم التام لوعود الرئيس مرسي، وهددوا بالتصعيد والعصيان المدني ابتداء من 10 مارس الجاري.بوادر فتنة ونجحت قوات أمن محافظة أسوان جنوب القاهرة، في إخماد فتنة طائفية كادت أن تشعل صعيد مصر، بسبب اختفاء سيدة مسلمة في مدينة كوم أمبو التابعة لمحافظة أسوان، في أعقاب اتهام أعضاء التيار السلفي كنيسة مار جرجس بالمدينة بإخفاء الفتاة المسلمة، وتمكنت الأجهزة الأمنية بأسوان من فرض تواجدها الأمني المكثف بمحيط الكنيسة منذ ليلة الخميس خشية تجدد المواجهات الأمنية مع عناصر الشغب التي حاولت الاعتداء على الكنيسة ورشقها بالحجارة ومحاولة اقتحامها على خلفية تسرب شائعات تحمل الكنيسة مسؤولية إخفاء الفتاة لأمور عقائدية ودينية.إلى ذلك، تأجلت أمس انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحافيين المصرية إلى يوم 15 مارس الجاري، لعدم اكتمال النصاب القانوني لأعضاء الجمعية العمومية للنقابة، وكانت أبرز أحداث أمس قيام عدد من الصحافيين المصريين بالتعدي على نقيب الصحافيين ممدوح الولي، المنتهية ولايته، بالضرب والألفاظ، قبل أن ينجح أمن النقابة في إنقاذه من وسط مهاجميه، بينما تعالت هتافات «يسقط يسقط ممدوح الولي... يسقط يسقط حكم الإخوان».وفي تطور سياسي، يصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى القاهرة اليوم، قادماً من تركيا في إطار جولته على عدد من دول المنطقة، وقالت مصادر بالسفارة الأميركية في القاهرة لـ»الجريدة» إن «كيري سيلتقي خلال الزيارة بالرئيس محمد مرسي وعدد من المسؤولين المصريين لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك».وأضافت المصادر أن وزير الخارجية الأميركي سيلتقي أيضاً عدداً من قادة القوى السياسية لبحث عملية التحول الديمقراطي وإجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر، إلا أن القيادي بجبهة «الإنقاذ الوطني»، مؤسس التيار الشعبي، حمدين صباحي أعلن أنه هو ورئيس حزب «الدستور» محمد البرادعي اعتذرا عن عدم لقاء كيري.