لا تسجنوا عقولكم!
اعلموا يا شركاءنا في هذا الوطن، أن بينكم من لا تستهويه «ثقافة السواد الأعظم» ومن «لا يستوحش طريق الحق لقِلة سالكيه» وأنه يجب ألا نكون «مع الخيل يا شقرا!» و أن القانون يجب أن يطبّق على الجميع دون استثناء، ولا بديل عن ارتفاع صوت العدالة في سماء هذا الوطن.
تقوم دول، وتسقط أخرى... تسود حضارات وتبيد، لتحل محلها حضارات جديدة... سلم وحرب، هدم وبناء، جوع وترف، خير وشر، فقر وغنى، حق وباطل، هذه هي حال الإنسان منذ زمن أبينا آدم- عليه السلام- ومنذ أن قدّم الولدان قربانيهما " فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ".فمنذ أن قُتل الأخ بسيف أخيه، بدأ صراع السيطرة على هذه الأرض، ولن يهدأ، حتى يرث الله الأرض بمن عليها، فمنهم من يخاف الله رب العالمين، ومنهم من يبطش ويزهق الأنفس التي حرم الله إلا بالحق، فيبعث له الله "غراباً" ليريه كيف يواري سوءة أخيه، فيصبح من النادمين!
لست من الوعاظ، ولا من تجار الدين، كما أنني لست ممن يتخذون الدين متراساً عند الضرورة، مثلما وصفهم الإمام الحسين عليه السلام "الدين لعقٌ على ألسنتهم، يحوطونه ما درّت معايشهم، وإذا مُحصوا في البلاء، قلّ الديانون!"، بل إنسان بسيط يرى ثوب وطنه يمزق إلى أشلاء وجسد بلاده يتعرى بين مجموعة تنادي بالحرية وترفع شعار العزة وفق أهوائها هي، ولا ترى الكرامة إلا على مقاس وأفكار رموزها هي، لا أحد غيرها!ومجموعة أخرى، غيّبت العقل وأعطته إجازة مفتوحة، وسلمت رقبتها للمجهول، ولم يعد يستهوي آذانها ويطرب مسامعها سوى لحن العاطفة، وأقصى أملها تجلى في رفع الهراوات بوجه من مارسوا الإقصاء، والانتقام ممن رفعوا شعارات "التطييف" بحق شركائهم في هذا الوطن، فلم يختلفوا عن الطرف الآخر إلا بالاصطفاف والتوقيت!فلم يدرك هذا الفريق، ولا ذاك، أن الدوائر تدور، وأن الشماتة ليست من أخلاق الرجال، وأن السياط تتنقل لترقص على أجساد هؤلاء تارة، وعلى وجوه غيرهم تارة أخرى! وكما حدثنا سيد البلغاء والمتحدثين، الإمام علي- عليه السلام- "لا تفرح بسقطة غيرك، فإنك لا تدري ما تتصرف بك الأيام!" هنا يقف العقل حائراً، ولا يكاد القلب يستمع إلى نبضاته وسط صراخ الفريقين، فاعلموا يا شركاءنا في هذا الوطن، أن بينكم من لا تستهويه "ثقافة السواد الأعظم" ومن "لا يستوحش طريق الحق لقِلة سالكيه" وأنه يجب ألا نكون "مع الخيل يا شقرا!" و أن القانون يجب أن يطبّق على الجميع دون استثناء، ولا بديل عن ارتفاع صوت العدالة في سماء هذا الوطن، واعلموا كذلك أنه ليس من العقل اختزال مشاكلنا وأزماتنا وإخفاقاتنا ومشاكلنا بحكم محكمة "واجب التنفيذ" والاحترام على فرد واحد فقط! فالأفراد يرحلون ويبقى الوطن.خربشة:لا تنسبوني إلى "البئر" التي اشتركتفي ظلم "يوسف"، لا تستغفلوا أبتيلا تبحثوا بين "رحلي" عن مآربكمفليس هناك "صواع" بين أمتعتي!