حب الخير نبتة تزرع وتكبر سواء لاقت البيئة التي تساعدها على النمو أم لا، والدليل إصرار المرحوم د. عبدالرحمن السميط على زرع الخير والعطاء ونشر الإسلام في أحسن صوره في القارة السمراء "إفريقيا".

Ad

بدأ رحلته في أصعب بقاع الأرض وتعرض لجميع أنواع الصعوبات، ولم يكن يمل أو ييأس، بل استمر في العطاء، كان السميط الوجه المشرق للإسلام، ليت كل مسلم حقيقي يحذو حذوه بدلاً من التطرف والقتل والتكفير.

كان رحمه الله يجذب الناس للإسلام عن طريق مبدأ الرحمة، فاجتذب الآلاف لدين الرحمة، وهو عكس ما نراه في الساحة، فمن يمثل جماعة إسلامية في زماننا كمن يمثل جماعة إرهابية تحلل وتحرم حسب مصالحها، لكن الدين غير ذلك، فهو دين محبة لا عداوة وحروب وانشقاق.

قليلة هي الشخصيات التي تستحق أن تُحترم وتصبح قدوة والسميط منها، من منّا لم يحبه؟ رغم اختلافاتنا وتنوع توجهاتنا كبشر فإن الكل اجتمع على حبه، هذا الشخص الذي غامر بصحته وتعرض للسجن والتعذيب والخطر، فرحلته في الحياة تحكي قصة رجل أحب الخير والعطاء وزرعه في أكثر بقعة منسية في العالم.

أتمنى لو كل فرد فينا يساعد المحتاجين في تلك البقاع ولا يقتصر عطاؤه على الكويت أو في شهر رمضان المبارك، وأتمنى لو يصبح العطاء منهج حياة لا سيما أننا نعيش حياة مرفهة، ونملك الكثير من الخيارات، لنجعل مساعدة الآخر أحد تلك الخيارات إلى جانب الاستمتاع بالحياة.

هل جربت أن تسعد فقيراً؟ وهل ساعدت في يوم محتاجاً؟ وهل زرت مرة مسناً؟ وهل شاركت في فعالية لمعاق؟ وهل ساهمت في نشر الوعي لمرضى السرطان؟ وهل ساعدت عاجزاً بتلبية حاجاته؟

كثيرة هي طرق الخير، فاختر واحدة منها فإنك ستجد لذة العطاء تتوسد قلبك، فلا تحرم نفسك منها ولا تسمع لتلك الأصوات التي تنتقدك وتقول: هل تظن أنك ستنقذ العالم؟

وتأكد أنك إن لم تنقذ العالم فإنك أنقذت شخصاً في هذا العالم، وهذا الشخص قد ينقذ آخر ويتوارث الخير، وقد تساهم في إنقاذ جزء من هذا العالم الذي يعج بشتى أنواع الفقر والحاجة، فلا تتردد ولا تحبط ولا تستمع إلى أي صوت يثبّط من همتك، أنت البذرة لخير قادم، وأنت الزهرة في أرض يابسة.

قفلة:

نشكر صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على أمره بتسمية شارع باسم الدكتور عبدالرحمن السميط حتى لا ينسى، وحبذا لو تدرس أعماله في المدارس، لأن سيرته الذاتية مادة غنية وثرية وتستحق أن تدرس وتنشر.