لا يزال "هم" الضربة الغربية المتوقعة لسورية وتداعياتها على الوضع في المنطقة ككل وعلى لبنان بشكل خاص، يلقي بظلاله على مجمل الحياة السياسية في بيروت.

Ad

ومع تزايد المخاوف من ارتفاع عدد النازحين السوريين إلى لبنان، دعا رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان، خلال ترؤسه في القصر الجمهوري في بعبدا أمس اجتماعا للبحث في الاجراءات المتخذة لمعالجة أزمة النازحين من سورية والتدابير لضبط هذا النزوح، إلى التمسك بـ"الثوابت اللبنانية التي تدعو الى ايجاد حلول سياسية للأزمة السورية، بعيدا عن أي تدخل عسكري خارجي، وضرورة الاستمرار في متابعة خطوات وإجراءات معالجة أزمة النازحين من سورية بما تشكله من أعباء راهنة وتحسبا لأي تطورات واحتمالات".

وجدد سليمان الدعوة الى القوى السياسية كافة إلى "إعادة الاعتبار الى سياسة النأي بالنفس على اساس اعلان بعبدا وتغليب المصلحة الوطنية، خصوصا في هذه المرحلة على أي اعتبار آخر".

بري

إلى ذلك، أبدى رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال "لقاء الاربعاء" النيابي في عين التينة أمس، مرارته من الموقف العربي لجهة التطورات السورية وما آلت اليه الامور، وما ستحمله الايام المقبلة إذا ما تأكدت الضربة التي تحضر لسورية.

وأجرى الرئيس بري جولة افق مع النواب في كل الملفات المحلية والاقليمية وكيفية مواجهتها، لافتا الى "الحاجة الى حكومة وحدة وطنية جامعة اليوم قبل الغد، لأنها اصبحت اكثر من ضرورة في هذه الظروف الاستثنائية".

السنيورة

إلى ذلك، شدّد رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة، في تصريح أمس أنّ "المنطقة وعلى وجه الخصوص سورية، تمر في هذه الساعات بمرحلة خطيرة، حيث تتجمع في الافق نذر عواصف وأعاصير"، مشيراً إلى أنّه و"انطلاقا من التجارب التاريخية التي مرت بها منطقتنا وبلدنا، لا بد من التذكير ان الاساس في لبنان يبقى في علاقات بعضنا مع بعض وفي عيشنا الواحد والمشترك".

وتابع: "كنا قد توافقنا ونادينا، منذ فترة طويلة، جميع اللبنانيين بالعمل على حماية لبنان وعدم إقحامه وتوريطه، بل تحييده عن المحاور والصراعات الاقليمية والدولية، وتجنيبه الانعكاسات السلبية للتوترات والأزمات الإقليمية. لذلك، فإن نداءنا اليوم أصبح أكثر إلحاحا".

قهوجي

وأكد قائد الجيش العماد جان قهوجي أن "الجيش لم يعمل يوماً الا للدفاع عن لبنان وأبنائه، وهو لن يسكت إلا حين يعود الحق الى اصحابه".

وأشار خلال احتفال تكريم عائلات شهداء الجيش اللبناني أمس الى ان "وحدة لبنان هي التي جعلت جنودنا يذهبون الى الموت غير خائفين، لأنهم اختاروا قدرهم وأرادوا ان يكونوا قدوة لعائلاتهم".