رفضت القيادية الإخوانية عزة الجرف المعروفة إعلامياً بـ«أم أيمن»، الاعتراف بثورة «30 يونيو» معتبرة أن ما نقلته وسائل الإعلام من صور وفيديوهات لحشود المصريين في ذلك اليوم «مفبركة»، وأكدت الجرف التي انضمت إلى جماعة «الإخوان المسلمين» قبل 35 عاماً، في حوارها لـ«الجريدة»، أن أنصار الرئيس محمد مرسي لن يفضوا اعتصامهم قبل عودته إلى السلطة، نافية أي انشقاقات في صفوف «الجماعة».

Ad

• كيف ترين فشل جماعة «الإخوان المسلمين» في حكم مصر؟

- «الإخوان» لم ولن يفشلوا في إدارة مصر، ما حدث يوم 3 يوليو الجاري (تاريخ عزل الجيش للرئيس السابق محمد مرسي) هو سرقة مصر على أيدي مجموعة من الانقلابيين تحت رعاية الجيش الذي انقلب على شرعية الرئيس مرسي، لكن تجربة «الإخوان» في مصر لم تستمر وقتاً كافياً حتى يُحكم عليها بالفشل.

• كيف تصفين الحراك الشعبي في 30 يونيو الماضي بأنه انقلاب عسكري؟

- لم تكن هناك حشود ولا شيء، كل الأمر «فوتوشوب»، استخدم فيها الجيش خبراء تصوير وكاميرات عالية التقنية لصنع «حشود وهمية» من خلال صور وفيديوهات، واستعان بالمخرج السينمائي خالد يوسف لإخراج المشاهد على أنها حراك شعبي في كل ميادين مصر، وتجاهل تماماً المسيرات التي جابت الشوارع في نفس التوقيت للمطالبة بعودة الدكتور مرسي إلى الحكم.

• وهل كانت تظاهرات 27 يوليو لتفويض الجيش في محاربة الإرهاب مفبركة أيضاً؟

- نعم كانت مفبركة، والشعب خرج إلى الشوارع لتفويض السيسي لكي يقتل شعبه.

• لماذا تعتصمون الآن وتغلقون الشوارع الرئيسية مثلما يحدث في ساحة «رابعة»، بينما كنتم من قبل تدينون الاعتصامات وتعتبرونها معطلة لعجلة الإنتاج؟

- لدينا مطالب، لذلك قررنا الاعتصام، قبل ذلك كان هناك رئيس وبرلمان منتخب يطرح فيه مطالب الشارع وكيفية حلها، أما الآن فلا وجود لذلك، واعتصامات مؤيدي الشرعية سواء في «رابعة العدوية» أو في ميدان «نهضة مصر»، لم تعطل مسيرة العمل في الدولة.

• متي سينتهي اعتصامكم؟

- سنظل في الشوارع والميادين ولا يوجد خط أحمر لتحركاتنا الميدانية، ولن نعود إلى منازلنا إلا بعودة الرئيس الشرعي، والدستور الذي تم استفتاء الشعب عليه.

• كيف تنظرين إلى تصريحات قيادات «الإخوان» المحرضة على العنف كرد فعل لعزل مرسي؟

- نحن معتصمون سلميون عُزل، لم ولن نمتلك السلاح، وكل مَنْ سقطوا من شهداء منذ أحداث «الحرس الجمهوري» في 8 يوليو الجاري، وحتى الآن كانوا تابعين لجماعة «الإخوان»، فنحن نتعرض لتصفية من قبل الجيش والشرطة والبلطجية، وأتحدى أن يكون هناك تصريح لقيادات الجماعة أو حزب «الحرية والعدالة» دعت إلى عنف!

• كيف تفسرين تصدي الأهالي عدة مرات لمسيرات مؤيدة لمرسي، وسقوط ضحايا منهم على أيدي مؤيدي مرسي بطلقات نار حية وخرطوش؟

- غير صحيح مطلقاً، هناك صور تنشر وتقارير إعلامية كاذبة للترويج إلى أن أنصار مرسي بلطجية، ولم يتصد لنا الأهالي في أي مسيرة، بل منهم من ينزل ويشارك معنا، هناك بلطجية تبدأ بالاشتباك مع المتظاهرين وتطلق علينا الرصاص والخرطوش، وفي اعتصام ميدان «النهضة» لم يسقط شهداء إلا من جماعة «الإخوان المسلمين»، وقد أصيب ابني في الاعتصام بطلق خرطوش.

• ولماذا هاجم أنصار مرسي الأسبوع الماضي ميدان التحرير وأطلقوا النار على معتصميه؟

- كنا في طريقنا إلى السفارة الأميركية المجاورة لميدان التحرير من خلال مسيرة سلمية، وبدأت أعداد من متظاهري التحرير الاشتباك معنا، وفوجئنا بإطلاق نار كثيف لا أعلم مصدره، ولكن المسيرة لم تحاول الاشتباك بالمتظاهرين ولم تطلق عليهم النار.

• ما تعليقك على حالات التعذيب التي تشهدها ساحة «رابعة» ومن بينهم ضابط شرطة؟

- هذه شائعات، وليس لديّ علم بأن هناك ضابطاً اختطف داخل الاعتصام، الإعلام يصنع أكاذيب كما صنع مقطع فيديو يدعي فيه أن جماعة «الإخوان» تلقي بالأطفال من فوق أسطح إحدى البنايات، وخرجت قنوات عالمية تؤكد أن الفيديو «مفبرك».

• ما حقيقة تدرع «الإخوان» بالنساء بتصديرهم الصفوف الأولى في المسيرات؟

- النساء يتصدرن الصفوف لأنهن مؤمنات بأن المنهج الإسلامي يحث المرأة في الأساس على المشاركة مع الرجل، ونسيبة بنت كعب (رضي الله عنها)، كانت تدافع عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالسيف في الغزوات الإسلامية، فنحن نخرج لأننا نؤمن بأن الوطن حق لنا.

• ما رأيك في الحركات الشبابية التي أعلنت انشقاقها عن الجماعة وأبرزها «إخوان بلا عنف»؟

- لا يوجد فرد واحد من جماعة «الإخوان» أعلن انشقاقه، و»إخوان بلا عنف» صنيعة المخابرات لمحاولة شق صفوف «الإخوان»، وأحمد يحيى مؤسس هذه الحركة لا ينتمي للإخوان أساساً.