جيش الأسد يفتح «حرب أوتوسترادات» ويغير على القصير

نشر في 26-04-2013 | 00:01
آخر تحديث 26-04-2013 | 00:01
No Image Caption
• كيري: النظام استخدم الكيماوي مرتين ضد المعارضة • لندن: مستعدون تماماً للتعامل مع الأمر
يبدو أن الجيش الموالي لنظام الرئيس بشار الأسد غيّر الاستراتيجية التي يتبعها، وفتح ما وصفه مراقبون بأنه «حرب الأوتوسترادات». وتواصلت المعارك العنيفة أمس في كل أنحاء سورية، إلا أن الأنظار توجهت إلى مدينة القصير، حيث شنت القوات الموالية أمس غارة عنيفة أسفرت عن مقتل 10، في ما بدا أنه تمهيد لهجوم بري على المدينة.

أشار مراقبون إلى أن النظام السوري أقدم خلال الفترة الأخيرة على تغيير استراتيجيته العسكرية، عبر فتح «حرب الاوتوسترادات»، بهدف السيطرة على محاور المرور الرئيسية في البلاد، ومحاولة عزل المقاتلين المعارضين في ريف دمشق، وذلك عوضاً عن تشتيت قواه في كل مكان في مواجهة خصومه.

وقال مصدر لوكالة «فرانس برس»: «هناك تغيير في الاستراتيجية. لا حرب بعد الآن منتشرة على كل الأرض السورية ومن شأنها إنهاك الجيش من دون إعطاء نتائج مقنعة. اليوم، مسرح العمليات الأساسي هو الطرق السريعة، وذلك بهدف السماح للجيش بالتنقل بسهولة بين المدن التي يوجد فيها».

وأوضح المصدر: «في محافظة حمص مثلا، الاستيلاء على مدينة القصير يسمح بربط حمص بالساحل، بينما السيطرة على الرستن تؤمن الطريق بين حمص وحماة (وسط). أما استعادة معرة النعمان، المدينة الاستراتيجية في ادلب (شمال غرب)، فتربط حماة بحلب» في الشمال. ويضيف «هذه هي الأهداف الرئيسية اليوم. استعادة الرقة في الشمال لا يشكل أولوية».

غارات

إلى ذلك، قتل أمس عشرة أشخاص في غارات للطيران الحربي السوري على مدينة القصير في ريف حمص (وسط)، بعد أيام من استيلاء القوات الموالية للنظام والميليشيات التابعة لها وعناصر من «حزب الله» اللبناني على عدد من قرى ريف القصير متقدمة نحو المدينة التي تعتبر معقلا لمقاتلي المعارضة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبينما تكثفت غارات الطيران على ريف دمشق وريف ادلب (شمال غرب) والرقة وحلب (شمال) والحسكة (شمال شرق) ودرعا (جنوب)، أفاد المرصد عن اشتباكات عنيفة في مدينة حماة (وسط)، حيث تمكن مسلحو المعارضة من الاستيلاء على مركز كانت تتجمع فيه القوات النظامية، وذلك بعد أشهر من الهدوء النسبي في هذه المحافظة.

وكان الطيران شنّ غارات أمس على مناطق في ريف دمشق ترافقت مع اشتباكات عنيفة على محاور مدينة داريا (جنوب غرب العاصمة) واطراف بلدة العبادة في الغوطة الشرقية (شرق)، مع «انباء عن تقدم للقوات النظامية داخل أجزاء من البلدة»، بحسب ما ذكر المرصد.

«الكيماوي»

في سياق آخر، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، أن النظام السوري استخدم السلاح الكيماوي مرتين ضد المعارضة.

وقال الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط اليستر بيرت أمس إن بريطانيا وحلفاءها «مستعدون تماما» للتعامل مع «تحديات» الأسلحة الكيماوية السورية ان قرر النظام السوري استخدامها.

وقال بيرت خلال مؤتمر صحافي في عمان «ندرك تماماً خطر الأسلحة الكيماوية السورية. بريطانيا وشركاؤها يدرسون بكثير من التأني كيفية التعامل مع أي حادثة»، وأضاف «نواصل التأكيد للنظام السوري أن هذا الخط يجب ألا يتجاوزه. العواقب خطيرة جداً، لكن بريطانيا وشركاءها مستعدون تماما لمواجهة التحديات».

وذكرت صحيفة «الغارديان» أمس أن محققي الأمم المتحدة سيختبرون عينات من التربة السورية جمعتها وكالات استخبارات غربية ويزورون مخيمات اللاجئين السوريين، في محاولة لتقييم المزاعم بأن نظام الأسد استخدم غاز السارين ضد معارضيه. وأشارت إلى أن محققي الأمم المتحدة سيقومون باختبار عينات التربة السورية الموجودة في حوزة وكالات الاستخبارات البريطانية والفرنسية، ويأخذون عينات شعر وعينات بيولوجية أخرى من الناجين من هجمات الأسلحة الكيماوية المزعومة من اللاجئين السوريين.

وفي السياق، أكدت الحكومة الألمانية لأول مرة أمس مشاركة ما تطلق عليهم اسم «جهاديين» ألمان في النزاع في سورية. وقال وزير الداخلية الألماني هانس بيتر فريدريش «نحن نعرف بوجود جهاديين ألمان في سورية كانوا تحت المراقبة في ألمانيا وأثناء مشاركتهم إلى جانب الثوار في النزاع الدائر في الأراضي السورية». وأضاف أن السلطات الألمانية المختصة «تراقب بقلق شديد سفرهم إلى سورية وتوجيههم دعوات إلى أوروبيين مدربين على القتال للعودة إلى أوطانهم في أوروبا ومواصلة القتال فيها».

(دمشق، لندن، برلين ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top