رئيس حزب «التجمع» لـ الجريدة•: 30 يونيو هزَّت الإدارة الأميركية
«نؤيد القائمة النسبية في الانتخابات... ونحلم بدستور مدني... ومصر لن تكون سورية»
أكد رئيس حزب «التجمع» اليساري، سيد عبدالعال، أن مصر لن تصبح سورية، وأن حزبه يدعم «خريطة المستقبل» التي أعلنها الجيش عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو الماضي. وشدد عبدالعال، القيادي في جبهة «الإنقاذ الوطني»، في حواره مع «الجريدة» على نجاح مؤسسة الرئاسة والحكومة في إدارة الفترة الانتقالية رغم الصعوبات، مشدداً على أن احتجاجات 30 يونيو هزت الإدارة الأميركية، وفي ما يلي نص الحوار...
• كيف ترى مستقبل جبهة "الإنقاذ" بعد 3 يوليو؟ - الجبهة ستظل فاعلاً رئيسياً من خلال المشاركة في الحياة السياسية، وستُساند الحكومة من أجل "خارطة المستقبل" التي ستقود البلاد إلى بر الأمان، فالجبهة شُكلت بهدف التصدي لنظام "الإخوان" المستبد، وإقامة نظام ديمقراطي، وصياغة دستور يُعبِّر عن الشعب، كما تعمل الجبهة الآن على محاربة الإرهاب، والاستعداد لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، والحق أن الجبهة قررت خوض الانتخابات بقائمة واحدة، وإن حدث وخاضتها بشخصيات منفردة، فسيتم التنسيق في ما بين الأحزاب. • ما أهم ملامح الدستور الذي أعده "التجمع"؟ - الدستور الذي أعده "التجمع"، كان مبادرة لصياغة دستور ثوري، وكان أول ملمح فيه تبنيه فكرة دستور مدني ديمقراطي حديث، وليس تعديل دستور 2012 الإخواني، المطعون عليه قانونياً ودستورياً، وأن يزيل الدستور كل المواد التي تؤسس لدولة دينية أو شبه دينية، وحتى المادة الثانية في دستور 1971 الخاصة بالشريعة الإسلامية، لنا تعديلات جوهرية عليها، إذ تقدمنا بصيغة تزيل اللبس في هذه المادة، وإزالة أي ملمح استبدادي في هذا الدستور، لأن دستوري 1971 و2012 يعطيان للسلطة التنفيذية الغلبة على السلطات الأخرى، وفي داخل السلطة التنفيذية يمنحان رئيس الجمهورية سلطات مطلقة، تجعله فوق السلطات. • في عهد الإخوان شكلت جمعيتان لصياغة الدستور، لماذا لم يشارك فيهما "التجمع"؟ - أعلنا رفضنا ومقاطعتنا للجمعية التأسيسية الأولى على أساس أنه لا يجوز لأي من السلطات الثلاث أن تتولى هي اختيار اللجنة التي تضع الدستور، وبالفعل تم اختيار لجنة يهيمن عليها تيار الإسلام السياسي، وحكم القضاء الدستوري ببطلان اللجنة، أما الجمعية الثانية فتم تأسيسها بنفس الأسلوب بحيث يسيطر تيار سياسي واحد عليها، لذلك قاطعناها وكانت معنا الأحزاب التي تورطت في المرة الأولى في المشاركة. • أي نظام تفضل في الانتخابات المقبلة، القائمة أم الفردي أم المختلط؟ - "التجمع" منحاز منذ البداية إلى نظام القائمة النسبية، فقد قمنا بعمل قوانين بمباشرة الحقوق السياسية والانتخابات وتقديمها بالقوائم النسبية والمفتوحة والتمييز الإيجابي للمرأة بحيث يكون هناك 30 في المئة على الأقل من النساء في البرلمان، كل هذا منذ عام 1995 و2000 و2005. • ما تقييمك لأداء الرئاسة والحكومة؟ - الرئيس المؤقت عدلي منصور، على قدر المسؤولية، ونحتاج منه إلى مزيد من الخطوات الأسرع والخطط المعلنة والشفافية والدور الفاعل بحكم موقعه، كما أن الحكومة بقيادة حازم الببلاوي تسير في طريقها بشكل متميز في الملف الأمني، أما بالنسبة للملف الاقتصادي، فمطلوب منها أن تمنع التدهور الاقتصادي، وفي هذا الجانب دعمتها الدول العربية الشقيقة، مثل الكويت والإمارات والسعودية. • يعمل الإخوان على جر مصر إلى السيناريو السوري، ما مدى نجاح هذا الاحتمال؟ - هذا أبعد من خيالهم، ولديّ ثقة تامة في أن مصر لن تصبح سورية، فمصر باقية ولن تسقط مهما كانت الأفعال الإجرامية، فمصر فوق الجميع، وعلى التيار الإسلامي المنهار أن يعترف بذلك ويرفع الراية البيضاء. • كيف ترى التنظيم الدولي للإخوان الآن؟ - التنظيم تلقى ضربة قاصمة بسقوط إخوان مصر، ويحتاج إلى فترة طويلة لكي يتعافى، وأؤكد أن الموجة الثورية في 30 يونيو هزت الإدارة الأميركية، التي تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه. • ما رأيك في المبادرات التي طُرحت للخروج من الأزمة السياسية الراهنة؟ - لم أر أي مبادرات، ولا أعترف بأي منها، فالشعب هو مَنْ يحكم من خلال تفويضه للرئيس عدلي منصور والحكومة، والشعب هو من يَعبُر بمصر من تلك المرحلة.