في وقت تخشى إسرائيل والولايات المتحدة من تسلم نظام الرئيس السوري بشار الأسد منظومات صواريخ «إس 300» المتطورة، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن التسليم لم يتم بعد، محذرا من التدخل عسكريا في سورية.

Ad

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أن اتفاق روسيا وسورية حول تسليم منظومات «إس 300» لم ينفذ بعد، معتبرا أن أي محاولة للتدخل العسكري المباشر في الأزمة السورية ستبوء بالفشل.

وصرح بوتين، في مؤتمر صحافي عقب قمة روسيا - الاتحاد الأوروبي، في مدينة يكاتيرينبورغ الروسية، بأنه «في ما يتعلق بمنظومات إس 300 فهي بالفعل واحدة من أفضل منظومات الدفاع الجوي في العالم»، مضيفا: «لا نريد خرق أي توازن في المنطقة، وتم توقيع العقد منذ سنوات لكنه لم يُنفذ بعد».

وتابع: «نحن قدمنا تقديرنا الأسبوع الماضي إلى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بشأن قرار رفع حظر تسليح المعارضة السورية، ولن أخفي أننا نشعر الآن بخيبة أمل»، مضيفا أن الجانب الروسي أشار أثناء المباحثات إلى أن «أي محاولة للتأثير على الوضع بالقوة أو بالتدخل العسكري المباشر ستفشل»، متابعا: «اتفقنا على أن ننسق بشكل وثيق الجهود المشتركة لتنظيم مؤتمر جنيف 2».

وكانت عدة تقارير إعلامية نقلت عن تسريبات صحافية لمقابلة الرئيس السوري بشار مع قناة المنار اللبنانية، ان بلاده بدأت تسلم منظومات صواريخ «إس 300».

في هذه الأثناء وفي ما بدا بمثابة رد على كلام بوتين، قتل شخص وأصيب عنصر من القوات النظامية السورية بجروح، إثر سقوط خمس قذائف قرب السفارة الروسية في وسط دمشق».

استمرار المعارك

إلى ذلك، دارت معارك عنيفة في مدينة معضمية الشام في ريف دمشق منذ صباح أمس، بين كتائب الجيش الحر من جهة وقوات النظام مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني من جهة أخرى، ما أسفر عن سقوط سبعة قتلى من النظام وحزب الله وفق الهيئة العامة للثورة السورية.

وبينما تعرضت أحياء في دمشق، وحي الخالدية بحمص لقصف مكثف دخلت المعارك الشرسة للسيطرة على مدينة القصير وما حولها أسبوعها الثالث، وسط نداءات لإجلاء المدنيين والجرحى.

في المقابل، حذر رئيس أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس من فشل ما وصفه بالثورة ضد نظام الرئيس بشار الأسد ما لم يتم تزويد مقاتليه بالأسلحة من قبل بريطانيا ودول غربية أخرى، معتبرا ان الدعم الذي يحصل عليه النظام من روسيا وحزب الله وضع جيشه الحر في موقف خطير جدا.

وقال اللواء إدريس لصحيفة ديلي تليغراف البريطانية أمس إن بريطانيا «لم توافق حتى الآن على توفير قوة النيران المطلوبة، رغم قيامها بتنسيق جهود رفع حظر الأسلحة الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على سورية، وليست هناك ضمانات على الإطلاق باستثناء وعود بتزويدنا بالأسلحة، لكننا لم نتلق أي إشارات منها بأننا سنحصل على هذا الدعم بعد رفع الحظر المفروض على الأسلحة».

جرائم ضد الإنسانية

في سياق متصل، اعتبرت لجنة تحقيق الأمم المتحدة حول سورية في آخر تقرير لها أمام مجلس حقوق الإنسان أمس ان الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب أصبحت «واقعاً يومياً» في سورية، مشيرة خصوصا إلى الشبهات باستخدام أسلحة كيميائية والمجازر واللجوء إلى التعذيب.

واعتبرت اللجنة أن «هناك دوافع معقولة للاعتقاد بأن كميات محدودة من منتجات كيميائية استخدمت». وأشار المحققون إلى أربعة أحداث تم خلالها استخدام هذه المواد، لكن تحقيقاتهم لم تتح حتى الآن تحديد طبيعة هذه العناصر الكيميائية وأنظمة الأسلحة المستخدمة ولا الجهة التي استخدمتها.

(دمشق - أ ف ب،

رويترز، يو بي آي)

صبرا يناشد برّي فتح ممرات آمنة لجرحى القصير

وجه رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض بالإنابة جورج صبرا رسالة مفتوحة إلى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي يدعوه فيها إلى المساهمة في فتح ممرات آمنة لإخراج الجرحى من مدينة القصير.

وقال صبرا في رسالة مصورة نُشرت على صفحة التحالف على موقع فيسبوك انه يتوجه لبري «بصفته الرسمية وبقوة تمثيله الاجتماعي والشعبي وزعامته اللبنانية والشيعية البارزة» وبصفته الإنسانية.

وتابع: «لدينا في القصير أكثر من ألف جريح، 400 بحال الخطر، بعضهم ينزف منذ عدة أيام وليس هناك في المدينة ما يفي الحاجة بإسعاف وحفظ حياة الناس، حياتهم بخطر شديد»، محذراً من أنه إذا تأخر الإسعاف ستقع ضحايا من المدنيين من النساء والأطفال.

وقال متوجهاً لبري: «نطلب تدخلكم العاجل لإخراج الجرحى إلى الأراضي اللبنانية أو السورية، يهمنا أن نخرجهم من الموت إلى الحياة». وأضاف: «إننا مازلنا نأمل أن يتغلب صوت العقل حيال ما يجري في القصير ولا يمكن أن نفكر بالعقل والعقلاء دون أن نطرق باب» الرئيس برّي.

ورأى صبرا «إنها مسؤولية إنسانية ووطنية من الطراز الرفيع ومسؤولية اجتماعية لبنانية-سورية-شيعية أولاً وآخراً قبل أن تكون مسؤولية سياسية».

وأردف:» لن يكون مسعاكم خيرا على الجرحى وأهل القصير فقط بل على جميع السوريين واللبنانيين والعرب أيضاً» و»خيرا عميما على أهلنا من أبناء الشيعة في سورية ولبنان وبقية أنحاء العالم».

(إسطنبول ـ أ ف ب، يو بي آي)