ارتفاع حالات «السالمونيلا» يستنفر وزارة الصحة
الهويدي: دمج الوقاية من الأمراض المزمنة ضمن الأنشطة والبرامج التعليمية
حالة من الاستنفار القصوى تشهدها أروقة إدارة الصحة العامة هذه الأيام، بسبب ارتفاع حالات الإصابة ببكتيريا السالمونيلا، خصوصا في المدارس.
حالة من الاستنفار القصوى تشهدها أروقة إدارة الصحة العامة هذه الأيام، بسبب ارتفاع حالات الإصابة ببكتيريا السالمونيلا، خصوصا في المدارس.
علمت "الجريدة" أن الارتفاع الملحوظ في معدلات وحالات السالمونيلا خصوصاً في المدارس قد استنفر جهاز الصحة العامة بوزارة الصحة، إثر تلقي بلاغات عن حدوث نتائج إيجابية للإصابة به في إحدى المدارس وارتفاع البلاغات عن هذا المرض من المختبرات، مقارنة بإحصاءات وأرقام الأعوام السابقة.وقالت مصادر صحية مطلعة إن اكتشاف الحالات كان من خلال إدارة الصحية المدرسية التي تلقتها من وزارة التربية، وقبل أن تصل المعلومات إلى إدارة الصحة العامة التي استنفرت خلال الأسبوع الماضي.
وأوضحت المصادر أن وكيل الوزارة د. خالد السهلاوي اتصل بمدير الإدارة د. يوسف مندكار أكثر من مرة، للوقوف على آخر المستجدات في هذه القضية.الجدير بالذكر أن التسمم بالسالمونيلا يعتبر من أكثر أنواع التسمم انتشاراً في الكويت وعلى المستوى الدولي أيضاً، وتحدث الإصابة به عند تناول غذاء ملوث ببكتيريا من جنس Salmonella التي عرف منها حتى الآن أكثر من 2500 نوع وجميعها معد ويصيب الإنسان، وقد تم فصل بكتيريا السالمونيلا في فصل الصيف، حيث يساعد دفء الجو على تكاثر البكتيريا التي تلوث اللحوم والدواجن وغيرها.الصحة المدرسية في موضوع منفصل، قالت مديرة إدارة الصحة المدرسية د. ابتسام الهويدي، إن "الفترة القادمة ستشهد سلسلة من الاجتماعات مع قيادات وزارة التربية، لوضع الملامح الرئيسية والخطط التنفيذية للوقاية من الأمراض المزمنة غير المعدية وعوامل الخطورة ذات العلاقة بها بالبيئة المدرسية، ضمن إطار اللجنة العليا التي يرأسها وزير الصحة للتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية".وأضافت الهويدي في تصريح صحافي ان الاجتماعات المشتركة بين قيادات وزارة التربية وإدارة الصحة المدرسية ستتناول دمج الوقاية من الأمراض المزمنة غير المعدية، وعوامل الخطورة ذات العلاقة بها ضمن الأنشطة والبرامج التعليمية والتربوية، وتطبيق معايير المدارس المعززة للصحة والخالية من التدخين والمراعية للتغذية الصحية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، من اجل إعداد أجيال من الأصحاء.وأوضحت أن محاور العمل تتضمن الوقاية من السمنة وزيادة الوزن وتشجيع تناول الفواكه والخضراوات الطازجة والأغذية الصحية بالمدارس، وتشجيع برنامج النشاط البدني المنتظم لفترة كافية بالمدارس ومراجعة المناهج الدراسية والمقررات بجميع المراحل التعليمية، لدمج مبادئ ومفاهيم التصدي للأمراض المزمنة غير المعدية، مثل السكر، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان، وعوامل الخطورة ذات العلاقة بها مثل التدخين، والسمنة وزيادة الوزن، والتغذية غير الصحية، والخمول الجسماني ضمن تلك المناهج، واستناداً إلى الدراسات العلمية الحديثة المبنية على الأدلة والبراهين.البيئة المدرسيةوأوضحت مدير إدارة الصحة المدرسية أن البيئة المدرسية تعتبر أنسب الأوقات والمراحل العمرية لتنفيذ الاستراتيجيات والخطط الوطنية للوقاية من التدخين والسمنة وزيادة الوزن، من خلال البرامج والسياسات المعززة لانتهاج السلوكيات الصحية ضمن البرامج والأنشطة التربوية والتعليمية.واختتمت الهويدي بتأكيد أن مشكلة ارتفاع معدلات السمنة وزيادة الوزن والسكر وأمراض القلب والتدخين والخمول الجسماني تعتبر أولوية تنموية، "لأن تلك الأمراض وعوامل الخطورة تؤثر على التنمية الشاملة وعلى الصحة والتعليم، ومن ثم فإنها تعتبر من مقدمة أولويات إدارة الصحة المدرسية بوزارة الصحة ولدى القيادات الصحية والتعليمية، ومن ثم تتواصل جهود الوزارتين لوضع وتنفيذ الخطط والبرامج والاستراتيجيات المتكاملة لإعداد جيل من الأصحاء".