(الإسلام وقضايا الطفل) الولاية على الطفل حفظ لماله
الولاية على الطفل في الإسلام، هي تلبية وحفظ لماله حتى يبلغ سن الرشد، وأحل الله الولاية وجعلها من الأمانات الثقيلة التي يدخل بها الإنسان الجنة، أو يهوي بها في نار جهنم إذا أخل بشروطها.ذكرت أستاذة الفقه في جامعة الأزهر د. ملكة زرار ان الولاية على الأطفال اليتامى من أكبر الأمانات التي يؤتمن عليها الإنسان، والولاية الأولى تكون للأم بعد فقد الأب، وإذا فقد الطفل الاثنين تكون ولاية هذا الطفل للأقرب إليه، والولاية تكون على الطفل في حالة أن يكون حائزاً على إرث، أو أنه يملك ثروة كبيرة، لا يستطيع مسايرة أعمالها، ويكون الولي أميناً على الطفل وأمواله حتى يبلغ سن الرشد، ويستطيع أن يدير شؤون حياته بنفسه.
وقالت د. زرار إن الإسلام حذر من أكل مال اليتيم التي يولى بها الإنسان على أحد أقربائه، أو أبناء إخوته، تحذيرا خطيرا، فقد قال الله سبحانه وتعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا» (سورة النساء الآية 10)، وقال سبحانه وتعالى أيضا عن الولي: «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ» (سورة البقرة الآية 257).وأشارت إلى أن الولاية لها شروط عامة، كما أوردها بعض الصالحين: «إن الولاية على الطفل هي التي تصلح الطفل، وهي التي تجعل من المجتمع قائماً على التآلف، فيقل في المجتمع المنحرفون والأحداث، فانحراف الأطفال يحدث لسببين: الأول هو القدوة السيئة التي تكون في الولي على الطفل من أخلاق فاسدة، حيث ينشأ الطفل على الأخلاق السيئة، التي يتصف بها الأولياء الفاسدون، والسبب الثاني الإهمال المطلق للطفل، حين لا يرعاه الولي ولا يلتفت إليه، إما لأن الولي انفصل عن أمه أو لحدوث الشحناء والبغضاء بين الأب الولي والأم الحاضنة وضياع الطفل بين الاثنين».