اعتبر الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية في مدينة السويس في الأربعينيات، أن ما يحدث في مصر من عنف هو نتاج طبيعي لأن الرئيس محمد مرسي وجميع المرشحين السابقين لرئاسة الجمهورية غير مؤهَّلين لتولي هذا المنصب.

Ad

وأشار سلامة (80 عاماً)، في مقابلة مع «الجريدة»، إلى أن الرئيس المنتخب، الذي أخطأ في رفع الطوارئ وحظر التجوال في مدن القناة، عليه أن يتنحى لصالح مجلس رئاسي يضم كل التيارات السياسية والجيش... وفي مايلي تفاصيل الحوار:

• ما سبب تفاقم الأوضاع بالسويس؟

- السويس شعب ثائر، ويرفض الظلم بطبعه ويخرج للشارع من أجل المطالبة بحقوقه، وهو ما حدث بالفعل، والثأر للشهداء حق أصيل لدى السوايسة، وعندما يقع شهداء يزداد الإصرار، وللأسف تعامل الشرطة في عهد الرئيس مرسي لم يختلف عن مبارك، والشباب الثائر لم يهدأ إلا بعد أن شعر بحصوله على حقه من خلال طرد الشرطة من الأقسام وعودة اللجان الشعبية للعمل مرة أخرى.

• ولماذا تبدأ الشرارة الأولى من السويس؟

- حماس الشباب لا يمكن لأحد أن يسيطر عليه، وسقف المطالب كل يوم في ازدياد، ففي يوم 25 يناير لم يكن الخروج لإسقاط الرئيس وإنما للمطالبة باستكمال الثورة، ومع سقوط الشهداء وموقف الأمن وإطلاق القنابل المسيلة للدموع قام الشباب برفع مطالبهم لإسقاط الرئيس ونظامه.

• وهل يملك الشباب فكراً بديلاً يمكنه من الحكم؟

- صرحت مراراً وتكراراً أن المرشحين لمنصب الرئيس لا يصلح أحد منهم لإدارة شؤون البلاد بمفرده، لأنهم غير مؤهلين للمنصب، وعلينا أن نفتح الباب لانتخاب مجلس رئاسي يتولي إدارة شؤون البلاد لمرحلة انتقالية، يتم فيها اختيار ممثلين من كل تيار سياسي بالإضافة إلى ممثل للقوات المسلحة، وذلك حتى يتم وضع دستور جديد متوافق على مواده وقانون للانتخابات يناسب طبيعة المجتمع المصري، وتكون هناك حملات للتوعية السياسية من قبل الشباب والأحزاب حتى يمكن خلق شخصيات قادرة على تولي منصب الرئاسة.

• فكرة المجلس الرئاسي لن تكون ذات جدوى إذا جاء فيها مرشحو رئاسة سابقون أو شخصيات متشددة مثل القيادي السلفي ياسر برهامي؟

- مرشحو الرئاسة ليسوا أفضل السياسيين الموجودين على الساحة، وهناك شخصيات كثيرة يمكن أن تتقدم للترشح سواء مستقلة أو حزبية، كما أن ياسر برهامي لا يمثل السلفيين، ولا يعبر عن آرائهم، وليس جميعهم متشددين مثله، وعلى الرئيس أن يوافق على فكرة المجلس الرئاسي ويتنحي عن الحكم، أيضاً لابد أن تكون هناك حكومة ثورية يمكنها تحمل المسؤولية وليس حكومة تسيير أعمال مثل القائمة حالياً، فإلى متى تظل الأوضاع استثنائية.

• ثمة اتهامات لهوية الشباب الذين أشعلوا النيران في أقسام الشرطة؟

- هناك متظاهرون أرادوا مغادرة الشرطة وبلطجية استغلوا الظروف لتهريب ذويهم وسرقة الأقسام والسلاح، فالشرطة لم يكن مرحَّباً بها، وكان عليهم الاستعداد لحالة الغضب الموجودة في الشارع خاصة أن الدعوة لمحاصرة الأقسام انطلقت قبل أيام من الذكرى الثانية للثورة، وكان يجب عليهم أن يقوموا بترحيل المسجانين إلى سجون أكثر أماناً.

• هل ترى أن دعوة الحوار يمكن أن تؤتي ثمارا إيجابياً؟

- حوار مع الرئيس والشعب غاضب لا فائدة منه، فحتى الآن لم نر قراراً بحل الأزمة أو يتعامل معها بشكل يمكننا من عبورها، فكل ما حدث محاولات من أجل حلول شكلية تفض الأزمة بشكل مؤقت مثلما حدث في كل المرات السابقة، وهذا الأمر لن يتحمله الشعب كثيراً، فالاستقرار لم يتحقق في عهد الرئيس المنتخب كما وعد.

• كيف ترى موقف الجيش في الأزمة؟

- الجيش نزل إلى شوارع السويس مرة أخرى ولم يتعرض له أحد من أهالي السويس بل رحبوا به، ووقفوا إلى جواره، وقمنا بالتنسيق معه لحماية المنشآت المهمة وعدم تعطيل العمل بها مثل مصانع البترول وغيرها، وقادة الجيش وعدونا بألا يطلقوا النار على المتظاهرين السلميين، ونسقوا معنا فيما يتعلق باللجان الشعبية وتأمين المنازل، وأعتقد أن الرئيس لو استعان بالجيش منذ البداية خاصة في السويس لما وقع كل هذا العدد من الشهداء، لأن أهالي السويس يقدرون الجيش.

• هل يُمكن لفرض حالة الطوارئ 30 يوماً أن تهدئ الأمور؟

- الشباب أكثر عنداً من الرئيس والنظام، وفرض حظر التجوال زاد الأمور تعقيداً، فالشعب لن يلتزم بحظر التجوال والحياة ستظل تعمل بشكل طبيعي وما حدث في أول يومين من الحظر يثبت أن الرئيس أخطأ وعليه إلغاء هذا القرار، لأنه سيزيد السويس اشتعالاً والأيام المقبلة ستثبت صحة ذلك.