جاءت ردة الفعل الأولى على قرار مقاطعة المسلسلات التركية من صانعي الدراما التلفزيونية، إذ رأوا فيه فرصة لإنقاذ الدراما المصرية، بعد {احتلال} الدراما التركية الشاشات فور انتهاء شهر رمضان.

Ad

 بدورهم رحب الفنانون بالقرار ووصفه المنتج محمد العدل، مؤسس جبهة الإبداع، بأنه تأخر وكان يجب اتخاذه بمجرد أن بدأ غزو الدراما التركية الشاشات.

يضيف العدل: {من الضروري الردّ على موقف الحكومة التركية بحسم، من خلال وقف عرض الدراما التركيّة فوراً، بعدما كان السوق المصري أكبر مروج لها}.

يشير العدل إلى أن لجنة الإبداع أصدرت بياناً مشتركاً مع نقابة السينمائيين المصريين جاء فيه: {تهيب جبهة الإبداع المصري ونقابة المهن السينمائية بالقنوات الفضائية، إيقاف عرض المسلسلات التركية، اتساقاً مع موقف الشارع المصري الذي يرفض سياسات الحكومة التركية التي تعادي ثورة مصر وشعبها العظيم، وتنحاز إلى مصالح سياسية تجمعها وقيادات جماعة الإخوان المسلمين}.

يتابع البيان: {لا ننكر الدور الوطني لهذه القنوات التي تقف صفاً واحداً مع الشعب المصري في ثورته، ولكن إذاعة هذه المسلسلات الآن يعدّ تحدياً لمشاعر الشارع المصري}.

يوضح العدل أن «قنوات كثيرة استجابت لبيان المقاطعة، من بينها: «الحياة»، «القاهرة والناس»، «بانوراما دراما»، «النهار»... التي طلبت من صانعي الدراما إمدادها بأعمال فنية مميزة لاستبدال المسلسلات التركية بها، بهدف ظهور بدائل فنية جيدة وفتح مواسم جديدة للدراما، وإيجاد فرص عمل للمصريين...».

ثقافة مخالفة

 

يؤكد نقيب السينمائيين مسعد فودة أن هذه الخطوة ليست وليدة اللحظة، وأن النقابة كانت تفكر بها منذ فترة، واتخذت القرار في منتصف يونيو أي قبل الاشتباكات، نظراً إلى تحليها ببعد نظر وتوقّع موقف تركيا المعادي للموقف المصري.

يضيف أن المسلسلات التركية تبث ثقافة مخالفة لثقافة شعبنا، وشلّت حركة العاملين في الدراما المصرية، مشيراً إلى أن قنوات كثيرة استجابت للنداء، وناشد باقي القنوات الالتزام بالمقاطعة، لا سيما «سي بي سي» و{أوربت» لأنهما تعرضان مسلسلات تركية بكثافة.

نقيب الممثلين السابق د. أشرف زكي يرى أنه كان يجب العمل بقرار نقابة السينمائيين منذ فترة طويلة، «لأن المسلسلات التركية تستنزف منا الكثير ونالت شعبية، رغم أننا نقدم أعمالاً فنية أكثر تميزاً ولا تقلّ جودة عنها»، واصفاً هذا الواقع بالاحتلال وليس مجرد «غزو» تركي، كما كانوا يسمونه، وملاحظاً «أننا أصبحنا نستعين بالأتراك لبطولة أعمالنا المصرية ونقلدهم في طريقة التصوير والكلام، ما أثر على هويتنا المصرية التي هي أهم من هذه المسلسلات».

منع بالقانون

كان يجب منع المسلسلات التركيّة بالقانون، برأي الفنانة هند عاكف، «تكفي تلك السنوات التي أمضيناها في مشاهدة هذا العبث والسماح لتلك السذاجة بالتسلل إلى عقولنا، رغم أننا نقدم أعمالاً أفضل بكثير وتحمل طابعنا الخاص وتتفق مع ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا، أما هذه الثقافة فهي تطمس ثقافتنا».

بدورها تؤيد الفنانة فيفي عبده قرار منع المسلسلات التركية، موضحة أن الأمر له علاقة بموقف الحكومة التركية المعادي للثورة المصرية وإرادة الشعب المصري، لافتة إلى أنه «كان يجب أن تتوقف الدراما التركية منذ فترة، بعدما أفسدت جيلا فنياً كاملاً وجعلته ينبهر بكل ما هو غير عربي رغم أن لدينا الأفضل».

من جهته، يتساءل السيناريست مدحت العدل: «تزخر الساحة الفنية المصرية بأعمال كثيرة مميزة، فلماذا لا نعطيها فرصة للبروز؟ ولماذا نضع أنفسنا في مقارنة دائمة مع الدراما التركية؟».

يضيف: «بعيداً عن الفن، هل نرضى بعرض تجارتهم والترويج لها بعد موقف الحكومة التركية وتدخّلها بالشأن المصري، ودعم رئيس وزراء تركيا الإرهاب والعنف واعتراضه على فض الاعتصام بالقوة، مطالباً الغرب بالتدخل في شؤوننا الخاصة؟ أليس هذا سبباً كافياً لمقاطعة المسلسلات التركية كورقة ضغط على الحكومة التركية، وعقاباً لها على موقفها الداعم للإرهاب؟».