من رشّحك للمشاركة في مسلسل {حكاية حياة}؟
المخرج محمد سامي. في نهاية شهر رمضان 2012، اتصل بي وأخبرني عن الدور وأكد لي أنني أجدر من يقدمه، مشترطاً إحداث تغييرات في شكلي أهمها إنقاص وزني الزائد، واتباع حمية غذائية طوال مدة التصوير، وفعلاً بدأت الحمية إلى أن انتهى المؤلف أيمن سلامة من كتابة السيناريو والحوار وانطلق التصوير.ما الذي جذبك إلى شخصيّة يوسف المهدي؟تركيبتها الغريبة والصعبة، يجمع يوسف المهدي بين الشقيق الأصغر الطيب، والشرير الذي يمكنه الحصول على حقه مهما كان الطرف الآخر الذي يحاربه.كيف تقيّم المسلسل؟ مميز جداً، قصته مختلفة وأحداثه أيضاً، ويرجع الفضل في ذلك إلى أيمن سلامة، فهو كاتب ذكي وتشهد أعماله عليه مثل: {ليالي}، {قضية صفية}، {مع سبق الإصرار}، وقد تفوق على نفسه في {حكاية حياة}. سعدت بالتعامل مع هذا المؤلف الموهوب الذي يشكل ثنائياً ناجحاً مع المخرج محمد سامي.ألا ترى أن جرعة الشر من يوسف نحو شقيقته مبالغ فيها؟إطلاقاً، فالحياة أصعب من ذلك، وتغيرت النفوس والمشاعر إلى حد كبير في الفترة الأخيرة، وبات الفرد يحسب خطواته بالأموال، لا سيما لدى الطبقة الثرية، فقد يستغني أحدهم عن الآخر إذا وجد أن ذلك سيضاعف ثروته، ويؤكد الوضع السياسي والصدام بين المصريين ذلك.في مشهد اكتشاف يوسف خيانة زوجته له يبكي، كيف يمكن لرجل شرير الاكتفاء بالبكاء كردة فعل؟لأنه لا يستطيع البوح بما شاهده، فهو تزوجها عن حب واختارها بإرادته متحدياً شقيقته الكبرى، ثم لا يقبل رجل في العالم العربي، مهما كان حجم علاقاته النسائية، أن تخونه زوجته، لا سيما أنها السبب في خيانته المستمرة لها.كيف تقيّم أداء نجلاء بدر في دور الزوجة المتعجرفة؟أبدعت فيه وأجادت في تجسيد اللامبالاة تجاه زوجها وعيشها حياتها على أنها ابنة وزير، ولا يمكن لأي شخص أن يقيدها حتى ولو كان زوجها... يلاحظ المتابع للحلقات أن علاقة هذين الزوجين غريبة يتحكم بها التحدي والعند، وبما أنه من الصعب انفصالهما تبقى الحال على ما هي عليه.ما أصعب المشاهد التي قدمتها؟مشاهد كثيرة، أبرزها المشهد الذي أقابل فيه حياة في المكتب للمرة الأولى بعد خروجها من مستشفى الصحة النفسية، والمشهد الذي يجمعني بالدكتور هشام (طارق لطفي) في المكتب وأحذره فيه من استمرار علاقته بحياة، كذلك المشهد الذي أسأل فيه أدهم (أحمد مالك) ابن حياة عن سبب إخفائه مشاهدته لزوجتي برفقة رجل.ما ردّك على الانتقادات حول احتواء المسلسل على شتائم؟أؤيد الرأي القائل بوجوب تقليلها، ولكن لأن الفن محاكاة للواقع المليء بألفاظ متدنية تحاول الدراما الاقتراب منه وليس نقله بحذافيره، لأن ردود الفعل اللفظية في الواقع هي أضعاف تلك المعروضة في المسلسل. ثم لهذه الألفاظ ضرورة درامية مهمة، وإذا حذفت فلن يتفاعل الجمهور مع العمل وسيفقد المصداقية.وضعت إحدى المحطات إشارة {+18} قبل عرض المسلسل باعتبار أنه يتضمن مشاهد جريئة، ما تعليقك؟تحمي هذه الإشارة مشاهدي {حكاية حياة} وتخرجه من دائرة الاتهام، فلا يمكن لوم الصانعين على جرأة المحتوى المقدم فيه، لأننا أشرنا إلى ذلك قبل العرض، بل أجزم أن المعترضين على هذه الألفاظ يشاهدون العمل، وإلا لما حقق أعلى نسبة مشاهدة في الدراما الرمضانية.ما ردّك على انتقاد البعض الديكور واعتباره مبالغاً فيه؟لا أراه كذلك، لأنه يعبر عن مستوى هذه العائلة المعيشي الرفيع، وقد تعمد المخرج هذه الديكورات لإظهار مصر بأفضل صورة، وراعى أن تكون المشاهد الخارجية خالية من أي مناظر مخجلة كالقمامة والحيوانات والباعة على الأرصفة وفي الطرقات.هل توافقه الرأي؟ بالطبع، كفاية عشوائيات. نجحت الدراما التركية لأنها تصوّر لوحة فنية جميلة عن الطرق والحياة في تركيا مع قدر من الرومنسية الفارغة.كيف تقيّم تعاونك الثاني مع المخرج محمد سامي بعد مسلسل {آدم} منذ سنتين؟أجد ذاتي كممثل معه وتجمعنا كيمياء مشتركة، وأنا محظوظ بالعمل معه لأنه أحد أفضل المخرجين الذين تعاملت معهم؛ فهو عبقري، ويتقن تصوير {كادرات} بطريقة أميركية جديدة علينا كمصريين، إلى جانب أنه يتحدث مع الممثل في تفاصيل دوره، وقد يوقف التصوير حتى يوصله إلى الحالة التي يجب أن يكون عليها.ومع غادة عبد الرازق؟أتعاون معها للمرة الأولى، وقد استمتعت بالتمثيل إلى جانبها وأعتبرها إحدى الفنانات الموهوبات في العالم العربي.ما ردود الفعل حول دورك؟إيجابية وسعدت بها. كان لدي إيمان، خلال التصوير، بأن الله لن يضيع المجهود الذي بذلته، وأنه سيكرمني ويلفت دوري نظر كثيرين، هكذا حصل. حتى إنني فزت بلقب أفضل ممثل هذا العام في استفتاء أحد المواقع الإخبارية.ماذا عن {الصقر شاهين}؟سعدت بعرضه لأنني أجسد فيه شخصية مركّبة تجمع بين الشر والأنانية، كذلك سعدت بالتعاون مع تيم الحسن (شاهين)، وشيري عادل التي جسدت دور ليلى الطيبة ببراعة.ألا يتشابه الدوران في الشر؟لا، منذر في {الصقر شاهين} أكثر شراً من يوسف في {حكاية حياة}، وهما مختلفان من ناحيتي الأسلوب والشكل، إذ أتحدث في الأول باللهجة الإسكندرانية ووزني فيه زائد خلافاً للثاني.هل تستهويك الأدوار الشريرة؟لا، إنما كان يجب أن أغير جلدي بعدما أديت دور الضابط الملاك في مسلسل {آدم}. يكمن النجاح، برأيي، في أن أبحث عن نفسي في سكة أخرى، ولا أظل حبيساً في إطار معين، حتى لا يعتاد عليّ الجمهور ويظن أن إمكاناتي محدودة، ثم لن يستمر نجاحي إذا قلدت نفسي.هل يضايقك نجاح عمل مقابل إخفاق آخر؟لم يفشل {الصقر شاهين} بل حقق صدىً في المناطق الشعبية والساحلية لاقترابه من أسلوب معيشة الناس فيها ويتحدث عن حياتهم، ولكن {حكاية حياة} ذاع صيته بشكل أكبر.كيف تقيّم أداء ابنتك ملك في {القاصرات}؟فخور بها وسعيد بهذه التجربة التي اخترتها لها بنفسي، فأنا أقرأ الأعمال نيابة عنها وعن شقيقتها ليلى، وأحدد الأفضل لهما ولعمرهما لأنهما موهوبتان بشهادة الجمهور والنقاد.ما جديدك؟فيلم {كلبي دليلي} مع سامح حسين، تأليف سيد السبكي، إخراج إسماعيل فاروق، وهو يعرض راهناً في صالات السينما.
توابل - مزاج
أحمد زاهر: سعيد بنجاح {حكاية حياة} و{الصقر شاهين}
28-08-2013