ما يحدث حالياً من كثرة قضايا التعرض للذات الأميرية هو أمر غريب ومؤسف لم نتعود عليه في الكويت، ولم يجبل عليه أهلها، فمحبة الأمير واحترامه وتبجيله واجب أخلاقي وشرعي ووطني، ولاعلاقة لها بدستور أو قانون، فهي راسخة وباقية في قلوب أهل الكويت.

Ad

فإن نظرنا إلى الموضوع نكتشف أن هناك خطأ قد حدث في التعامل مع ما حصل؛ لأنه ليس من المعقول والمقبول حدوث مثل هذه الأمور الغريبة على مجتمعنا مجتمع الولاء والحب العفوي لسمو الأمير وأسرة آل صباح الكريمة، فمقام سموه الكريم ليس سلعة تباع وتشترى في سوق المزايدات السياسية، ولا نقبل أساسا أن يزايد أحدنا على الآخر في هذا الموضوع.

ونتيجة للتعامل غير الحكيم مع هذا الأمر، ومع الأسف، فقد برز تجار الولاء والمزايدات وبدؤوا بالتسابق في ذلك، وكل يغني على ليلاه، فطرف يضع منصة ويتكالب عليها شباب لإلقاء كلمات غير مقبولة، وطرف آخر يصب الزيت على النار، وبهذه الطريقة السيئة والنتنة يفتح الباب واسعا لإقحام المقام السامي في ممارساتهم غير المقبولة.

فكان من الأفضل منذ البداية التعامل بحكمة وروية إزاء ما حدث، وإسداء النصح والتحقق من الأمر جيداً، وأن تكون المسافة واحدة بين كل الأطراف، وإبعاد المقام السامي عن خلافات السياسيين نأيا وترفعاً، فسموه على مسافة واحدة مع كل أبناء وطنه، فالملاحقات الأمنية والإحالات القضائية خلقت بطولات وهمية وسجلت مواقف سياسية وشعبوية لعدد من الأطراف كنا بغنى عنها؛ لأن أن آخر العلاج الكي.

الحل السليم من وجهة نظر متواضعة هو رفع المقام الأميري عن تلك القضايا التي تضر ولا تنفع، وتخلق بطولات للبعض على حساب هيبة الحكم، وذلك بوأد الفتنة في محلها وإسقاط كافة قضايا التعرض للذات الأميرية، ومن يرد المزايدة فليلعب بعيداً عن رمز البلاد وعزتها، فالزج باسم سموه في مثل تلك الأمور غير مقبول ولا نرضاه، فسموه في القلوب رمز وطني، وهو والد للجميع، حفظه الله ورعاه.

وأتقدم بخالص التهنئة إلى صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح على عودة عضده وولي عهده الأمين سمو الشيخ نواف الأحمد الصباح سالما غانماً معافى إلى أرض وطنه وأهله. الحمد لله على السلامة وخطاك السوء يا طويل العمر.