«فتح» مبتهجة بخلع مرسي... و«حماس» صامتة
لم تخف حركة "فتح" ابتهاجها في الثورة المصرية التي قضت بعزل الرئيس المصري محمد مرسي، وأحدثت هزة قوية في الشارع الفلسطيني الذي يتابع عن كثب ما يجري في الساحة المصرية.وباتت حركة "حماس" التي تدير مقاليد الحكم في قطاع غزة الساحلي، في وضع لا تحسد عليه عقب التسونامي الذي أطاح بعمقها وحليفها الاستراتيجي "الجماعة الأم"، بعدما أطاحت ثورة 30 يونيو في مصر بحكم الإخوان المسلمين الذي استمر عاما واحدا.
وأثرت الأحداث الجارية في مصر سلباً على الأوضاع المعيشية في قطاع غزة، خصوصا مع إغلاق كل الخنادق الرملية المنتشرة أسفل الشريط الحدودي ومنع الإمدادات الإنسانية، فضلا عن تعميق الانقسام بين الجمهور الفلسطيني الذي اختلفت آراؤه.ورحبت حركة فتح بما أسمته انتصار إرادة الشعب المصري العظيم، منوهة إلى أن هذا الانتصار هو دليل إضافي على عراقة هذا الشعب الذي تمتد جذور حضارته في عمق التاريخ، وهو مَن وضع اللبنات الأولى للحضارة الإنسانية، وهو قادر باستمرار على صناعة التاريخ وتحقيق إرادته وخياراته. وفتح رحيل مرسي شهية ساسة كثر على الساحة الفلسطينية، من اجل إنهاء الانقسام بين شطري الوطن، في وقت يحاول فيه بعض النشطاء تأسيس حركة "تمرد في فلسطين" أعلنت في مواقع التواصل الاجتماعي.وتجنب قادة "حماس" التعليق عما يجري في مصر علنا، لكن نشطاء وأنصار الحركة أعلنوا عبر صفحاتهم عن مواقفهم الشخصية، ورفضهم لما وصفوه بـ"الانقلاب على الشرعية".وتعتبر بوابة مصر المنفذ الوحيد لحركة "حماس" بعد ان أحكمت إسرائيل قبضتها على الجيب الساحلي الصغير، ومنعت حرية التنقل، إذ ابتهجت الحركة الإسلامية بفوز الرئيس مرسي بعد سنوات من التضييق عليها في عهد نظام مبارك.ويرى سياسيون أن "حماس" تجد نفسها اليوم في مأزق تحاول من خلاله أن تعيد جسور الثقة مع طهران من خلال فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل.والتزمت "حماس" الصمت عقب سقوط حكم الإخوان في مصر، إذ اكتفى رئيس حكومتها في غزة إسماعيل هنية بالتعقيب على ما حصل بالقول أمس الأول إن عزل الرئيس المصري لن ينعكس سلباً على سياسة مصر تجاه قطاع غزة والقضية الفلسطينية.