برامج الهواة... متخرجون في مهب الريح

نشر في 24-04-2013 | 00:01
آخر تحديث 24-04-2013 | 00:01
هل صحيح أن شركات الإنتاج تتحمل وحدها وزر الصعوبات التي تواجه خريجي برامج الهواة؟ مع أنها تشكل قوة ضاغطة على الأرض إلا أن ثمة عوامل كثيرة أخرى تعيق مسيرة المواهب، أهمها عدم توافر خطط للقيمين على برامج الهواة ترافق المتخرجين وتساندهم في خطواتهم الأولى في مجال الاحتراف، مع أن هذه البرامج تدرّ على أصحابها أرباحاً طائلة.
فريق «خواطر الظلام» الفائز في «أرابز غوت تالنت»، كارمن سليمان نجمة الموسم الأوّل من  {أراب أيدول}، مراد بوريكي صاحب {أحلى صوت}، نجوم {ستار أكاديمي} الذين تخرجوا بالجملة بعد ثمانية مواسم متتالية... أسماء لا تعدّ ولا تحصى تخرجت في برامج صناعة النجوم ومصيرها اليوم غياب مدقع. كيف يحلّل النجوم هذه الظاهرة؟

«في ظل الصعوبات التي تواجه الساحة الفنية والوفرة في الأصوات والفنانين، أضحى وجود شركة إنتاج تحضن المواهب المتخرجة في برامج الهواة أمراً مهماً»،  برأي الفنان كاظم الساهر، مشيراً إلى أن العقبات ذاتها واجهته في بداياته الفنية ووقع في أخطاء، لكن الإصرار على المتابعة والاجتهاد كانا وراء النجاح الذي حققه.

أضاف في حديث إلى أحد المواقع الإلكترونية: «في زماننا لم تكن ثمة شركات إنتاج، أمضيت خمس سنوات حتى وجدت شركة إنتاج، إلا أن هذا الوضع أفادني وجعلني أكثر إصراراً واجتهاداً. جميل أن تتبناك شركة إنتاج، لأنها تضم مسؤولين وخبراء يمكن أن يفيدوا الفنان».

يلاحظ أن المواهب اليوم محظوظة في أمور معينة وغير محظوظة في أمور أخرى، مثلاً يمكنها تسجيل الأغاني في المنزل وتنزيلها على الانترنت عبر الـ «يوتيوب» وغيره، وثمة  مطربون شباب حققوا شهرة بهذه الطريقة.

صقل الموهبة

يوضح الفنان  وديع ابي رعد (أستاذ الموسيقى ومدرّب الصوت وكان الأساس في اختيار مواهب برنامج {أراب آيدول} الذي يعرض على شاشتي {أم بي سي} والمؤسسة اللبنانية للإرسال) أن الفنان الذي يطمح إلى إثبات نفسه وكسب ثقة الناس، عليه أن يجتهد ويصقل موهبته لتحقيق استمرارية في عمله، مشيراً إلى أن المتابعة ضرورية لهذه المواهب بعد تخرجها في  البرامج، كي لا تصطدم بالواقع الفني الصعب الذي يتطلب جهداً مضنياً معنوياً ومادياً لانطلاقة موفقة.

يضيف في دردشة مع «الجريدة»: «ثمة مواهب ينتهي مشوارها في الفن بمجرد انتهاء البرنامج، وأخرى لا يصحّ لها دخول برامج الهواة أساساً. السبب برأيي غياب شركات إنتاج داعمة لهذه المواهب، وعدم اهتمام الشركات الموجودة سوى بالربح السريع باعتبار أنّ هدفها تجاري محض، لذا تنظر إلى الشكل وتتجاهل  الصوت، في وقت يجب أن يكون العكس هو الصحيح، فلدى توافر الصوت يصبح من الممكن تحسين الشكل، والدليل أن نجوماً كثراً تغير شكلهم عما كان عليه في  انطلاقتهم الفنية».

لا ينفي أبي رعد تأثير الظروف العربية الراهنة على الفن وعلى برامج الهواة تحديداً، يقول: «نعمل مع أشخاص ومشتركين من دول عربية مختلفة، وبالتالي يصعب زيارة بلدان تعاني توترات أمنية وسياسية، بالإضافة إلى عدم حماسة  الشباب فيها إلى الغناء وتقديم موهبتهم في وقت تسفك الدماء على أرضهم. يحتاج الفن إلى تركيز وراحة بال».

بدورها توضح الفنانة شيما هلالي (خريجة برنامج ستار أكاديمي) التي تستعد لطرح ألبومها الاول {ولا يهمك} قريباً في الأسواق، أن صعوبات كثيرة واجهتها منذ تخرجها ودخولها المعترك الفني في ظل غياب شركة إنتاج تدعمها، فكانت تطرح من حين إلى آخر أغنيات منفردة كلفتها اجتهاداً وتعباً إلى درجة أن شعوراً بالندم انتابها على دخولها عالم الفن، لكنها سرعان ما استعادت نشاطها بفضل إصرارها ودعم المقربين منها.

تضيف: {واجهت ظروفاً إنتاجية صعبة وشعرت بإرهاق نفسي لافتقاري إلى الدعم والإنتاج لتقديم أعمال جديدة مع أنني واثقة من إمكاناتي الفنية، ووصل بي الإحباط أحياناً إلى عدم القدرة على متابعة وسائل الإعلام... مع ذلك لم أستسلم والفضل لرب العالمين الذي وضع في طريقي شركة {لايف ستايلز ستوديوز}، فمنحتني ثقتها وأعادتني إلى الساحة الفنية من خلال {ولا يهمك}، وعززت أملي بالمستقبل}.

أما الفنان سعد رمضان (خريج برنامج {ستار أكاديمي}) الذي يحقق نجاحاً في عالم الفن فيشير إلى أن الصعوبة ليست في الانطلاقة بل في الاستمرار، لافتاً إلى أن شركة {المولى برودكشن} المنتجة لأعماله كان لها الفضل الأكبر في النجاح الذي حققته أغنياته الأخيرة. يضيف: {أنا مطمئن فهذه الشركة لها تاريخ طويل في صناعة النجوم وهي تدعمني لأنها لمست اجتهادي وإصراري}.

يؤكد رمضان أن التجربة التي يعيشها الهواة ضمن برامج المواهب جميلة ومهمة، لكنها ليست سوى خطوة أولى في طريق الفن والنجومية، لأن عليهم بذل  جهد فعلي بعد تخرجهم في حال لم يجدوا من يدعمهم على صعيد الإنتاج.

«روم سرفيس»

لأن عوده كان طرياً فور تخرجه في برنامج {ستار أكاديمي}،  صدق الفنان ميشال قزي من كان يوهمه بأنه قادر على مساعدته ليصبح نجماً. {اليوم، ما زلت أواجه صعوبات، لكنني أصبحت مدركاً أكثر لماهية العروض وكيفية تجنّب المشكلات}.

عن الجهة التي يتكّل عليها في إنتاج اعماله يقول: {أتكل على نفسي وأكفي ذاتي لأن شركات الإنتاج العربية معتكفة عن العمل وينحصر توقيعها على ألبوم أو أغنية في إطار التوزيع. أتمنى أن تهدأ الأوضاع ليعود الفن العربي إلى سابق عهده}.

بدوره يؤكّد الملحّن سمير صفير أن نقطة الضعف في برامج الهواة  عدم التخطيط لإنشاء {روم سرفيس} لمساندة الخريجين، ويتساءل في حديث إلى أحد المواقع الإلكترونية: {أين  مراد بوريكي الرابح في برنامج The Voice، فمنذ خمسة  أشهر كان يشغل العالم العربي، {حرام}. لماذا لا تهتم شركة إنتاج البرنامج به وتستفيد منه؟ من يدفع الملايين على إنتاج برنامج ألا يستطيع  استحداث {روم سرفيس} لدعم المواهب؟!}

يضيف أن المشكلة تكمن في أن القيّمين على هذه البرامج يحتاجون إلى توجيه، «تستفيد البرامج الأجنبية من النجوم بعد نجاحهم، لماذا لا تفعل البرامج العربية الأمر ذاته؟ مع العلم أن النجم إذا حقق نجاحاً فسيؤمن أرباحاً للمحطة على مدى  عشرين عاماً».

back to top