تركيا تلوح باستخدام الجيش لقمع التظاهرات
«الداخلية» تندد بالإضراب العمالي ... وميركل تعتبر القمع في تركيا «قاسياً جداً»
عاد الهدوء صباح أمس، إلى ميدان تقسيم في إسطنبول الذي أُعيد فتحه أمام المشاة بعد ليلة شهدت توتراً وأعمال عنف من الشرطة تجاه المتظاهرين، ولوّح نائب رئيس الحكومة التركي بولنت أرينج أمس، باستخدام الجيش لمواجهة التظاهرات.ونقلت وسائل إعلام تركية، عن أرينج، قوله إن «المطلوب هو وقف المظاهرة إذا كانت مخالفة للقانون. توجد شرطة وإن لم تكفِ، يوجد الدرك، وإن لم يكفِ توجد القوات المسلحة. هذه السلطات موجودة بموجب القوانين». وأضاف: «أعتقد أن المظاهرات التي بدأت قبل 20 يوماً انتهت بشكل تام»، محذراً من أن الشرطة ستقمع التظاهرات المتبقية.
وفي غضون ذلك، بدأت اثنتان من أبرز نقابات العمل في تركيا إضراباً عاماً أمس، احتجاجاً على العنف الذي مارسته الشرطة ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة غداة دفاع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان عن قمع الاحتجاجات في ساحة «تقسيم» أثناء تجمّع كبير لأنصاره في اسطنبول.وندد وزير الداخلية التركي معمر غولر بوقف العمل قائلاً إن الدعوة التي وجهتها نقابتان عماليتان كبريان إلى إضراب عام دعما للمحتجين ضد الحكومة «غير قانونية».وقال غولر للصحافيين في أنقرة: «هناك إرادة في دفع الناس للنزول إلى الشارع من خلال أعمال غير قانونية مثل وقف العمل والإضراب» مؤكداً أن قوات الأمن «لن تسمح بذلك».وتابع الوزير «من المستحيل تفهّم الإصرار على مواصلة التظاهرات» المستمرة منذ أكثر من أسبوعين في المدن التركية الكبرى ولا سيما اسطنبول وأنقرة. في المقابل، قال باقي سينار المتحدث باسم نقابة «كيسيك»: «مطلبنا هو أن يتوقف عنف الشرطة على الفور» مضيفاً أن مهندسين وأطباء سينضمون لاحقاً إلى الإضراب.وكان أردوغان شدد أمام حشد ضم أكثر من مئة ألف من أنصاره من حزب العدالة والتنمية مساء أمس الأول، على أنه كان «من واجبه» أن يأمر الشرطة باقتحام حديقة جيزي بعدما تحدى المتظاهرون تحذيراته لمغادرتها.وقال أردوغان على وقع الهتافات: «قلت إننا وصلنا إلى النهاية وان الأمر بات لا يُحتمل» مشيراً إلى أنه «تم تنفيذ العملية وتطهير (ساحة تقسيم وحديقة جيزي السبت) كان ذلك واجبي كرئيس للوزراء». وأضاف: «لن نتخلى عن هذه الساحة للإرهابيين»، في إشارة إلى أعلام وشعارات بعض الحركات السياسية المحظورة التي رفعت في تقسيم.وتابع أردوغان: «لا يمكنكم تنظيم تجمع في أي مكان تشاؤون. تستطيعون القيام بذلك في المكان المسموح به»، مذكراً بأن حديقة جيزي وساحة تقسيم، ليستا «ملكاً خاصاً» للمتظاهرين.من جهتها، اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس، أن قمع الشرطة التركية للمتظاهرين المعارضين «قاسٍ جداً» وذلك في حديثٍ لتلفزيون «آر تي أل» الألماني.وقالت ميركل: «هناك مشاهد مخيفة يمكن أن نرى فيها انه تم التصرف بقسوة كبيرة في رأيي». ودعت مجدداً تركيا إلى احترام حرية التعبير. وأضافت: «ما يحصل حاليا في تركيا لا يتماشى في نظري مع مفهومنا لحرية التظاهر والتعبير عن الآراء» في حين أنها مكونات أساسية «لمجتمع متطور».(أنقرة - أ ف ب، رويترز، يو بي أي)