إذا أردت أن تخسر الوزن، فلا تصغِ إلى النصيحة الشائعة بشأن خسارة الكيلوغرامات تدريجيّاً معتمداً خطوات صغيرة. لا تفترض أنك تستطيع فقدان الوزن الزائد باستبدال شطيرة الجبن بتفاحة. ولا تفكر في أنك ستواصل خسارة الوزن بالمعدل ذاته.

Ad

يعتقد كثيرون أن السمنة ما زالت متفشية بسبب غياب الأدلة العلمية الداعمة أو ربما بسبب تضارب الأدلة في بعض الحالات. هذه هي خلاصة مراجعة شاملة لأعمال علمية تتناول السمنة أجراها باحثون في جامعة ألاباما في الولايات المتحدة الأميركية بالتعاون مع البروفسور الدانمركي أرني أستروب من كلية الغذاء والتمارين والرياضة في جامعة كوبنهاغن. ونُشرت خلاصة هذه المراجعة في مجلة New England Journal of Medicine.

يذكر أستروب: «لا تُعتبر وسائل الإعلام المسؤول الوحيد عن نشر هذه المعلومات الخاطئة. تكثر الخرافات أيضاً على المستوى المحترف وفي كتب الجامعات. كذلك تلعب السلطات الصحية ومنظمة الصحة العالمية دوراً في دعم هذه الخرافات».

لكنه يسارع إلى الإشارة أن لا أحد يقوم بذلك بنية سيئة. إلا أنه يشدد على الميل إلى رفع المعلومات الخاطئة إلى مصاف الحقائق في حال كُررت باستمرار. وعندما تنتشر الخرافات على هذا النحو، تمنع الناس والمحترفين من ترتيب أولوياتهم في حربهم ضد السمنة.

خسارة كبيرة في الوزن أفضل من الخطوات الصغيرة

نُنصح عادة بإدخال تغييرات بسيطة إلى نمط غذائنا، مثل تناول مشروبات غازية خالية من السكر، والسير قليلاً بعد العشاء، إن رغبنا في خسارة الوزن والحفاظ على ما نخسره.

يبدو ذلك طبيعيّاً وصحيحاً: فبتغيير سلوكك الغذائي تدريجيّاً تعتاد حياتك الجديدة ببطء. وفي هذه الحالة، يبدو منطقيّاً أن تتمتع بفرص أكبر للحفاظ على وزن صحي على الأمد الطويل، بدل اللجوء إلى حمية قاسية تُفقدك عشرة كيلوغرامات في غضون أشهر قليلة.

لكن البروفسور أستروب يقول إن «العلماء ينصحوننا بالعكس. بغض النظر عما إذا اخترت حمية منطقية، ممارسة الرياضة، العلاج السلوكي، أو الأدوية، أظهر تحليلنا لأعمال علمية تتناول السمنة أن مَن يخسرون الكمية الأكبر من الكيلوغرامات خلال الأسبوعين إلى الأربعة أسابيع الأولى من الحمية يتمتعون بخسارة الوزن الكبرى خلال السنة التالية. فإذا فقدت الكثير من الوزن خلال الشهر الأولى، يُحتمل أن تكون قد فقدت الكثير من الكيلوغرامات بعد سنة أو اثنتين».

خسارة الوزن غير الملحوظة دافع سيئ

ذكر البروفسور على سبيل المثال تجربة سريرية عشوائية خضعت فيها عينتان ممن يعانون السمنة لحميتين مختلفتين جدّاً، أدت إحداهما إلى خسارة سريعة في الوزن، في حين أنزلت الأخرى الوزن ببطء.

تبيّن أن مَن فقدوا الوزن ببطء لم يحققوا أداء أفضل على الأمد الطويل ممن فقدوا الكيلوغرامات بسرعة. على العكس، ظهر بين المشاركين في الحمية البطيئة ميل إلى فقدان الدافع لخسارة الوزن بسرعة أكبر، مقارنة بالآخرين، لأن كان عليهم بذل جهد أكبر لفترة أطول كي يحصلوا على النتائج المرجوة.

تُعتبر الحميات التي ركّز عليها الباحثون جيدة لأنها تمنح متبعها كل المواد الغذائية الضرورية. بكلمات أخرى، راجعوا حميات تشمل طعاماً جيداً، لا أدوية للنحافة.

في هذا الإطار، تعني خسارة الوزن السريعة فقدان كيلوغرام كل يوم. ويجب ألا تنخفض خسارة الوزن كثيراً عن هذا المعدل قبل أن يبدأ مَن يتبع الحمية بالشعور بالاستياء. يذكر هذا البروفسور: «أعتقد أن المكافأة أساسية لترسيخ دوافعنا ومواظبتنا على الحمية. لا شك في أنك تستاء أن اكتشفت بعد أسبوع من الحمية أنك لم تفقد سوى 300 غرام. فقد يدفع هذا كثيرين ممن يعانون السمنة إلى الاستسلام. كذلك تُظهر دراستنا أنه كلما خسرت الوزن، قل احتمال أن تستسلم».