حريق ديزل أمغرة في عهدة الحكومة... والنيابة
● شاهد إثبات زود المسؤولين بأرقام آليات نقل الديزل إلى الموقع وأسماء المسؤولين عنه● مخاوف من وجود خزانات تحت الأرض واستمرار انبعاث الدخان بعد أسبوعين من الحريق
طوى حريق «مخزن الديزل» في امغرة اسبوعه الثاني من دون ان تخمد نيرانه الدفينة التي ينبعث منها الدخان، ما يبقى أمغرة نارا تحت... التراب. كارثة الحريق الذي اندلع في 21 فبراير الفائت، لم تنته فصولها وتداعياتها بعد، ولا تزال النار تحت ركام الصهاريج والخزانات المحترقة، كما لا تزال الحقيقة في عهدة سلطات التحقيق التي انجزت ملفها حول الحادث وملابساته ومخالفاته وأرسلت تقريرا بشأنه إلى الحكومة التي اعلنت مصادرها، انها ستحيل الملف كله الى النيابة العامة لاتخاذ الاجراء المناسب بحق من يثبت تورطه.واستنادا الى معلومات التحقيقات المودعة لدى الحكومة، تشير مصادر متابعة لـ»الجريدة» الى ان ثمة شبهة حول علاقة أحد ابناء الاسرة بتخزين الديزل في خزانات أمغرة تمهيدا لتهريبها الى خارج البلاد نظير مبالغ مالية كبيرة، مضيفة ان هذه «العلاقة» قد تكون وراء بقاء عملية تجميع الديزل في مخزن أمغرة لسنوات بعيدة عن المساءلة، قبل ان يفضح الحريق حقيقة هذه المخالفات وحجمها الكارثي.وكشفت المصادر أن مهندسا مواطنا قدم إلى إدارة البحث والتحري في محافظة الجهراء وجهات التحقيق أدق التفاصيل عن الحادث، وسلمها أرقام المركبات التي كانت تنقل الديزل إلى المخزن الذي وقعت فيه الكارثة، كما سلمها أسماء القائمين على المخزن، علما ان عدداً من تلك المركبات احترق بعد الحادث، بينما كان بعضها موجوداً داخل المخزن ويفرغ حمولة آخر شحنة ديزل وصلت إليه.وفي موازاة وضع الحكومة يدها على ملف القضية، يبقى الجانب الميداني للكارثة قائما من خلال استمرار انبعاث الدخان من الموقع بعد 15 يوما على الحريق، وهو ما حمل «الجريدة» على زيارة المخزن الذي تبين انه مفتوح امام من يشاء، بالرغم من مخاطر تجدد الحريق لوجود الدخان مع ارتفاع حرارة ارض الموقع.وباستثناء بعض الآسيويين الذين غادروا الموقع لدى وصولنا لم يوجد أحد في المخزن، رغم ان بعض جهات الإطفاء نصحت بعزل الموقع وعدم السماح لأحد بالدخول اليه في ظل استمرار انبعاث الدخان، بينما رجحت مصادر هندسية ان يكون الدخان ناجماً عن وجود خزانات تحت الارض لتجميع الديزل والمشتقات النفطية، وان ثمة خطرا لتجدد انلاع الحريق فيها، او قد تكون هناك شبكة من الانابيب والتمديدات تحت الارض تربط بين الصهاريج ولا يزال الدخان ينبعث منها بسبب ترسبات الديزل المتبقي فيها.ورأت المصادر انه مهما يكن سبب استمرار انبعاث الدخان فعلى الجهات المعنية اتخاذ الاحتياطات المطلوبة وحفر الارض لمعرفة سبب انبعاث الدخان، لاخماده نهائيا، معتبرة ان «هذه الكارثة يجب ان تشكل حافزا للسلطات المعنية بمكافحة المظاهر المماثلة لحماية الثروة الوطنية من العبث والتهريب وحماية ارواح الناس من مخاطر تتهدد صحتهم وحياتهم».