هلموا لقراءة برنامج المالكي الانتخابي (2)
ورد الكلام عن "معنى العزة والكرامة والوفاء والإخلاص" التي عرف بها "دولة القانون" في البرنامج الانتخابي للائتلاف، ولا أدري أهي مجرد تسطير لمفردات مثالية بغية السبك الإنشائي النظري؟ أم هي معانٍ تتعلق بمدى الفعل التطبيقي لها؟! هل حقاً حقق المالكي وبقية رهطه للشعب العراقي ما يتشدقون به من معاني تلك الكلمات؟ وأين نتائج وقائعها وطنياً منذ أن صار المالكي رئيساً للوزراء عام 2006 حتى اليوم؟نفهم أن التحشيد الانتخابي يتطلب تفعيلاً وتضخيماً لدور هذا السياسي أو تلك القائمة، ولكن ما لا نفهمه هو عدم الحياء من الناخبين أنفسهم. وإلا كيف نفسر هذا النص: "وجماهيرنا تتطلع إلى التصويت لقائمة دولة القانون بكل ثقة وإصرار لما رأت في قيادتها من حكمة وعزم ووطنية ودفاع عن حريات ومصالح العراقيين جميعاً بلا تمييز أو تفرقة؟!" لو كانت الثقة والإصرار الجماهيريان حقيقيين، لِمَ شكك المالكي نفسه في نتائج انتخابات 2010؟ ولِمَ عمدت الطغمة الحاكمة في إيران على "إسقاط" أياد علاوي رغم فوزه على المالكي؟
أما استخدام المفردات الطنانة التي رأت فيها الجماهير قادة "دولة القانون"، فليسخروا بها من عقولهم، وليضحكوا بها على أنفسهم، فالجماهير أدرى مما ترى طوال سنوات الاحتلال المظلمة. ثم أين هو الدفاع عن حريات ومصالح العراقيين والتقارير السنوية لجميع المنظمات الدولية المعنية بالحقوق والحريات الإنسانية تؤكد أن العراق مازال قابعاً في أدنى المستويات؟ ولعل من أشر الكذب الفاضح هو القول بعدم التمييز أو التفرقة بين "العراقيين جميعاً"، فالمالكي نفسه قال "أنا شيعي أولاً"، وليته يقصد الشيعة العرب، بل الشيعة على جانبها الآخر، لذلك جعل هويته الوطنية تكون في المرتبة الثانية، وعروبته في المرتبة الثالثة، لكي يلتقي مع من صنعوه في إيران بثمانينيات القرن الماضي. وبالتالي يحق لنا أن نسأله عن سلسلة التفجيرات الست التي جرت في الكويت، وتحديداً في 12- 12-1983. وقبلها في بغداد وبيروت عام 1982.ويستمر السرد الفج في مقدمة البرنامج الانتخابي، حيث يشير إلى الجماهير التي خبرت "وفرزت القيادة العراقية الوطنية الأصيلة وخاصة في المواقف والأزمات. كما لمست عمق تماسك القيادة بجماهيرها ومصالح العراق وحماية ثرواته وسيادته الوطنية". لا أريد أن أطيل وأستطيل عن معاني تلك الكلمات التي لا يحترم مضمونها من كتبها، فالأمر أصبح جلياً، حيث لا يعدو عن حبك الكلمات ونظمها الإنشائي فقط، فلا صلة بينها وبين الواقع قط. وبالتالي أشعر بالقرف والغثيان من الاستمرار في التحليل الذي لا يستحق أن أنفق عليه جهداً فكرياً ووقتاً زمنياً أكثر ما تناولته.والاستنتاج الذي توصلت إليه هو أن المالكي وقائمته "دولة القانون" تعد العدة لكي تفوز بالانتخابات المحلية القادمة في 20- 4- 2013. وعلى العراقيين أن يعوا ويتدبروا أمرهم تجاه ما يحاك لهم لأربع سنوات قادمة. فما مضى من دمار وتأخر وتخلف في المجالات والميادين كافة سيستمر على حاله ومنواله، وما عليكم إلا قراءة برنامج المالكي الانتخابي لتتعرفوا بمدى الاستهتار بحقائق ومعطيات السنوات العشر المنصرمة، لكي يتجاهلوها عمداً بكلمات يحسبونها تكفي لتمرير أباطيلهم وتغطي جرائمهم بحق الشعب والوطن!