لاتزال المعارضة السورية تتعرض لانتكاسات داخلية، سياسياً وأمنياً، فقد اندلعت اشتباكات عنيفة بين «الحر» ومقاتلين جهاديين في حلب، في وقت هدد «المجلس الوطني» بالخروج من الائتلاف المعارض في حال قرر المشاركة في مؤتمر «جنيف 2».

Ad

قتل نحو 50 مقاتلاً معارضاً خلال ثلاثة أيام من المعارك بين مقاتلين «جهاديين» وعناصر من «الجيش السوري الحر» المعارض في حلب (شمال) مما يلقي الضوء مرة اخرى على الخلافات بين هاتين المجموعتين اللتين تقاتلان نظام الرئيس السوري بشار الاسد، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد مساء أمس الأول إن المعارك جرت بين يومي الخميس والسبت الماضيين بين مسلحي تنظيم «دولة الاسلام في العراق والشام» (داعش) التابعة لـ»القاعدة» وتضم بغالبيتها جهاديين أجانب، وكتيبة تابعة لـ»الجيش الحر» المدعوم من دول عربية وغربية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» إن «30 مقاتلا على الأقل من سرايا الابابيل و14 من دولة الاسلام في العراق والشام قتلوا في المعارك وهذه الحصيلة يمكن ان ترتفع». ووقعت الاشتباكات في بستان الباشا (شمال) ومساكن هنانو (شرق) وهي مناطق خارجة عن سيطرة نظام الأسد.

«المجلس الوطني»

وفي انتكاسة سياسية جديدة للمعارضة، قرر المجلس الوطني السوري المعارض أمس عدم المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» الهادف الى ايجاد حل سياسي للازمة السورية، مهددا بالانسحاب من الائتلاف الوطني في حال قرر الاخير المشاركة، حسبما اكد رئيس المجلس جورج صبرا لوكالة «فرانس برس». وقال صبرا إن المجلس وهو اكبر كتلة سياسية في الائتلاف «اعلن قراره الصارم من قبل اعلى هيئة قيادية فيه انه لن يذهب الى جنيف في ظل المعطيات والظروف الحالية (في سورية)»، وأضاف: «اذا قرر الائتلاف ان يذهب نحن لن نذهب»، مشيراً الى أن «المجلس لن يبقى في الائتلاف اذا قرر الائتلاف أن يذهب الى جنيف» لافتا الى المعاناة التي يتكبدها الشعب السوري.

واوضح صبرا ان «الامانة العامة للمجلس قررت عدم مشاركة المجلس نظرا لكون المناخات الموجودة على الارض في سورية وفي الوضع الاقليمي والدولي لا تعطي اي انطباعات ان مؤتمر جنيف يمكن ان يقدم للسوريين شيئا»، واضاف: «لن نذهب الى مؤتمر لا يكون السوريون في قلب اهدافه، نحن لن نشارك في مؤتمر يهدف الى تغطية عجز السياسات الدولية او ستر العورات السياسات الروسية وغيرها».

إجلاء

في غضون ذلك، اكد مدير العمليات في منظمة الهلال العربي السوري خالد عرقسوسي أمس ان المنظمة قامت مساء أمس الأول باجلاء نحو 1500 شخص معظمهم من الاطفال والنساء من مدينة المعضمية التي تعد احد معاقل المعارضة المسلحة في غرب العاصمة دمشق. وقال عرقسوسي للوكالة ان المنظمة «اقلت نحو 1500 مواطن اغلبهم من الاطفال والنساء من نقطة تبادل على مشارف المعضمية ونقلتهم الى مراكز الايواء»، مشيرا الى انهم «كانوا في حالة اعياء وخوف شديدين».

ولفت المسؤول الى ان المنظمة أمنت نقل عدد من المواطنين الذين «آثروا عدم الذهاب الى مراكز الايواء» الى الاماكن التي يرغبون اللجوء اليها. واوضح مدير العمليات ان «فريق المنظمة قام بتقديم الرعاية الصحية للمدنيين الذين كانوا محرومين منها منذ فترة طويلة» بمساعدة 30 متطوعا شارك في العملية.

واشار عرقسوسي الى ان «المنظمة لم تتمكن من الدخول الى المدينة لتقديم الرعاية الصحية للجرحى الذين لم تتمكن من اجلاء اي منهم»، لافتا الى انها كانت «الضامن لعملية الاجلاء فقط» في اشارة الى اتفاق تم بين اطراف النزاع لاجلاء المدنيين.

واعرب عرقسوسي عن امل المنظمة بمتابعة اجلاء عدد آخر من المدنيين.

واكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية كندة الشماط في تصريحات بثتها وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) «حرص الحكومة على تأمين فرص العيش الكريم لهؤلاء النساء والاطفال بعد أن عانوا الكثير من المجموعات الإرهابية».

خطف

وأعلنت الحكومة السورية أمس أن عددا من العاملين في بعثة الصليب الأحمر الدولي خطفوا شمال غربي البلاد. وقال مصدر مسؤول في تصريح أوردته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن مسلحين خطفوا عددا من العاملين في بعثة الصليب الأحمر الدولي في سورية على طريق سرمين بريف ادلب شمال غربي البلاد بعدما أطلق المسلحون النار على السيارات التي كانت تقل البعثة.

ونقلت إذاعة «صوت روسيا» عن مصدر أمني سوري، قوله: «انه جرى في محافظة إدلب السورية، خطف 3 من موظفي منظمة الصليب الأحمر الدولي».

دمشق - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي ي آي، كونا، الأناضول)

سكان اليرموك يأكلون الكلاب والقطط

أكد أحد سكان مخيم اليرموك قرب دمشق لـ»العربية نت» أنه تم ذبح أول ثلاث كلاب لإطعام من تبقى من أهل المخيم المحاصر من قبل القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد على قيد الحياة. جاء ذلك بعد صدور فتوى من على منبر جامع فلسطين في مخيَّم اليرموك المحاصر منذ أكثر من تسعين يوماً حصاراً مُحكماً وبعدَ فقدان الطّعام منه فقداناً كاملاً.

ونصت الفتوى على «جوازِ أكلِ لحمِ القطط والحميرِ والكلابِ للمُحاصَرينَ في المخيّم بعدَ أن بلَغُوا مرحلةَ الاضطرارِ المُفضي إلى الهَلاك».

ويعيش سكان مخيمي اليرموك وفلسطين حياة لا يتوافر فيها أي مقوم من مقومات الحياة، فالحصار ترافق مع انقطاع تام للكهرباء والاتصالات وعدم دخول المواد الغذائية، حتى أنه في بداية الحصار وحسب ما يروي شهود قام الأهالي بالتعويض عن فقدان مادة الطحين بشكل كلي، بطحن الحبوب كالعدس والبرغل لصناعة الخبز بالطرق القديمة، إلى أن نفدت هذه الحبوب بشكل كلي.