مرحلة جديدة... بطاقم قديم!

نشر في 16-05-2013
آخر تحديث 16-05-2013 | 00:01
 عبدالمحسن جمعة ما يحدث في الكويت من أسلوب إدارة المرحلة الجديدة بعد صدور مرسوم الصوت الواحد، والتي لحقتها آمال السلطة في ثورة تنموية وإصلاحية كبرى، يشبه تركيب مكينة "مرسيدس" على هيكل سيارة "تاتا" قديمة، ومطالبتها بالانطلاق بأقصى سرعة، وهو ما سيؤدي طبيعياً إلى تدهورها وانقلابها ومواجهة ركابها لمصير مجهول وخطر، وهو تماماً ما تطالب به القيادة الجهاز الإداري للدولة، الذي تقوده قيادات معتقة، مرتبط أغلبها بكل آفات المرحلة السابقة وأمراضها.

تلك القيادات، التي لم تتمكن من مواكبة كل مطالب التطوير والثورة التنموية والنهضة الخدماتية المرتقبة منذ بداية الألفية الجديدة، رغم كل الإمكانات المادية التي وضعت بين أيديها، هل من المعقول أن تحققها حالياً، وتتحلل من كل ارتباطاتها مع المرحلة الماضية ورموزها، سواء السياسية منها أو الاقتصادية؟ إنها بلاشك لن تفعل، وما تطالب به القيادة السياسية من إنجازات ونقلة نوعية في البلد لن تتحقق إذا استمرت الرؤوس العتيدة تشرف على البلد وتديره، لأن شبكة علاقاتها ومصالحها أكبر وأضخم من أن تسمح لها بسهولة الحركة وحرية القرار.

وبسبب ذلك ورغم كل ما أنجز من خطط وتشريعات فإن المشهد العام في البلد على حاله، فآلية العمل في الحكومة بطيئة ومعدومة الاستجابة للمتغيرات وديناميكية الأحداث، وجهاز الأمانة العامة لمجلس الوزراء ولجانه وأجهزته المختلفة متكلسة ومعلقة بنفس العقليات التي تديره منذ سنوات طويلة، وأجهزة الدولة أيضاً تتداورها نفس الشخصيات التي أنتجتها المرحلة السابقة، والتي تدور بين تولي الحقائب الوزارية والمناصب الاستشارية والسلك الدبلوماسي والمجالس العليا والشركات الحكومية الاستثمارية الكبرى، أو نتيجة توصية من ذي نفوذ ليكون "في جيب جلبابه"، ويدور في فلكه، ويعيد إنتاج نفس أفكاره في إدارة الدولة وخدمة مصالحه.

هذه الحالة التي نعيشها لن تؤدي إلا إلى المزيد من الأزمات والمواجهات، وستحبط توجهات القيادة السياسية في الإصلاح والتنمية لمصلحة كل قوى البلبلة والفوضى، لذلك فإن الدوران حول قرارات تجديد الدماء والخشية من اتخاذها ستكلف البلد كثيراً، وستجعلنا نعود إلى المربع الأول الذي كادت تضيع فيه الدولة، فالبلد بحاجة ماسة إلى قيادات جديدة حرة من ارتباطات المرحلة السابقة، وخارج "كوتات" المحاصصة المعروفة و"كارتيلات" المصالح المعلومة، ودون ذلك سنظل ندور في حلقة مفرغة تستنزف كل جهودنا لينتقل البلد إلى المجهول الذي ينتظره المتربصون للانقضاض عليه!

back to top