أكد وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني د. سيد حسيني أن الثقافة تدعو إلى المحبة والمودة، كما أن الأدب ينبذ العنف والتعصب، مضيفا أن ثمة أدبا للمقاومة يدفع إلى محاربة الأعداء وصدهم.

Ad

جاء ذلك خلال حوار مفتوح نظمته رابطة الأدباء الكويتيين، بالتنسيق مع السفارة الإيرانية في مقرها بمنطقة العديلية، والذي تمحورت حول الوشائج الثقافية بين العرب وبلاد فارس، وأدار الجلسة الأمين العام للرابطة صالح المسباح الذي أشار إلى أن السياسة تدمر الوشائج الإنسانية، وتقطع العلاقات الثقافية والفنية، مستعرضا محطات مضيئة للعلاقة بين الكويت وإيران.

وئام وسلام

وشدد د. حسيني على أن الأدب يدعو إلى المحبة والمودة، خلافا لما يجري الآن من دعوات إلى الحرب والتدمير، مشيرا إلى أن رسالة الأدباء تنبذ العنف والتعصب، وتدعو إلى التسامح والوئام والسلام، معتبرا أن الثورة الإيرانية تحمل رسالة محبة لكل الراغبين في التواصل معها، بينما تجنح إلى تفعيل أدب المقاومة ضد الأعداء.

وذكر: «نطمح إلى إرساء مبادئ التواصل بين أهل الفكر والأدب في البلدين ونأمل تحقيق السلام والوئام»، متحدثا عن سبل النهوض بالمجتمع الإنساني، منتقدا العودة إلى الفكر الجاهلي وصراعات القبائل والعشائر وصراع اللون في الوقت الراهن.

واستشهد بحديث الرسول الكريم، المتعلق بعدم التمييز بين البشر وفقاً للقومية أو اللون، مستعرضا المبادئ الإنسانية الجميلة التي غرسها الرسول الكريم في نفوس المسلمين، إذ لم يقتصر اهتمامه على أهل مكة وأهل الحجاز، بل اهتم بالصحابة جلهم، ومنهم صهيب الرومي وبلال الحبشي وسليمان الفارسي.

واعرب عن اسفه للتركيز على أفكار تدعو إلى الفرقة والتشتت، مستغربا رواج فكرة أن إيران تريد استعادة العهد الصفوي، مطالباً النخب الفكرية بالدفع في اتجاه الاستدلال، وتحكيم العقل، وتجاهل الأفكار التي لا تتواءم مع الواقع، رافضا الأفكار العنصرية الداعية إلى تقسيم الناس وفقاً لقومياتهم وانتماءاتهم.

بناء الذات

وعزا د. حسيني الحرب ضد إيران في الوقت الراهن إلى تميزها وتفوقها على كل التحديات، لأنها اعتمدت على بناء الذات، لذلك حققت انجازات في مجالات الذرة والطب والفنون والمسرح، لافتا إلى أن إيران تطبع أكثر من 70 ألف عنوان، وتنتج 100 فيلم سينمائي سنوياً.

وعن اهتمام إيران باللغة العربية، أوضح أن الدستور الإيراني ينص على تدريس اللغة العربية، داعيا إلى مد يد العون والمساعدة لتدريس اللغة العربية بشكل أوسع، معربا عن قلقه من المعوقات السياسية التي تقوض انتشار الفارسية، مضيفا: «لا يخفى عليكم أن علماء إيران ساهموا في بناء اللغة العربية ودعمها مقدمين منجزات رائعة وفي مقدمتهم سيبويه».

وبشأن مسائل التعليم في إيران، بين أن التعليم مجاني، وأن الأمية في إقليم الأحواز في طريقها إلى الانقراض، كما أن الفرد الذي لا يحسن التعامل مع الإنترنت يعتبر أميا في إيران.

أئمة الفكر

ثم فتح باب النقاش، وتفاعل الحضور مع محتوى المحاضرة، مستفسرين عن مجموعة نقاط مهمة، ساهمت في هذا التواصل الأدبي والثقافي بين اللغتين العربية والفارسية، وأكد الأديب عبدالله خلف أن التعاون بين الكويت وإيران له جذور قديمة، ممتدحا بعض الطلبة الإيرانيين الذين يجيدون اللغة العربية بتمكن واقتدار، ويتناولون ضمن رسالة الدكتوراه شخصيات كويتية.

أما الدكتور خالد إسماعيل فتحدث عن تجربته الشخصية في تعلم اللغة الفارسية في الولايات المتحدة، مشيرا إلى ان اتقانه هذه اللغة دفعه إلى اكتشاف الكثير من الجماليات في الأدب الإيراني. وفي ما يتعلق باهتمام إيران بأئمة الفكر الأدبي تساءلت الإعلامية أمل عبدالله عن نصيب المطبوعات العربية من الكم الهائل للعناوين التي تصدرها إيران.

ووصف الشيخ أحمد حسين الفعل الثقافي بالخجول الذي لا يوازي الأمور الأخرى، لافتا إلى أن الواقع الثقافي يواجه تحديات كثيرة، بينما تساءل الشاعر خلف الخالدي عن نسبة الأمية في إقليم الأحواز.

وقال الأديب سليمان الحزامي إن بلاد فارس تأثرت بالثقافة العربية الإسلامية، مؤكدا أن الثقافة والأدب ليس لهما صلة بالأيدلوجيات، واقترح عبدالواحد الخلفان توجيه دعوة إلى الأدباء الكويتيين لزيارة إيران توثيقاً للوشائج الأدبية والفكرية، مطالباً بخلع عباءة الدين وارتداء عباءة المحبة والسلام، كما تساءلت الشاعرة حنان عبدالقادر عن حقوق الملكية الفكرية في إيران.