انتهى ما يسمى بالعرس الديمقراطي، ووصل إلى قبة "عبدالله السالم" من وصل، وخسر الرهان من خسر، ولكن هناك في الأجواء سحب مليئة بالرعود، وأمطار غزيرة مدمرة، هناك الطعون بشتى أنواعها، طعون في الإجراءات التنفيذية، طعون في العملية الانتخابية، طعون في الفرز والتجميع... بمعنى آخر ستكون هناك انتخابات جديدة.

Ad

وهذا الأمر قد سئمه الشعب، وأصبح أمراً مملاً، إلى متى هذا السيناريو مستمر؟ إلى متى الأخطاء تتكرر؟ إلى متى الأمانة غائبة عن أعمالنا؟ إلى متى الفساد يتغلغل في كيان المجتمع ومؤسساته؟ إلى متى نغمض أعيننا ونعيش أحلاماً وردية؟ إلى متى تستمر هذه الحال والواقع المرير؟ إلى متى وإلى متى؟!

ماذا سنقول لأجيالنا القادمة؟ ماذا سنعد لهم ولمستقبلهم؟ هل سنكتفي بالشعارات الرنانة، أم بالوعود الزائفة، أم نسلمهم أمانة البلاد وهي تحت مخالب وحوش كاسرة، أم سنعد لهم صيوان التعازي لموت حياتهم قبل مولدها؟

عندما كنا صغاراً، كنا نسمع "أنتم من سيقود البلد"، "أنتم سواعد الوطن ورجالاته"، واليوم أصبحنا أرباب أسر، ومازال من قال لنا سابقاً أنتم المستقبل مازال يردد هذه الجملة ولكن لأبنائنا، لأجيال المستقبل، سنمضي نحن وأبناؤنا، وسيأتي الأحفاد من بعدنا، ليسمعوا نفس الصوت ونفس الجملة.

إن التنمية والتطور ومدخرات البلد، كانت تصب في صندوق الأجيال القادمة، وكلنا لم ير من خيرات صندوق الأجيال شيئاً، إلا أفراداً يمكن عدهم على أصابع اليد الواحدة، هم من رأوا وتمتعوا بذلك الصندوق.

لقد أصبحت أسطوانة صندوق الأجيال القادمة مشروخة، فالهبات والعطايا تنثر يمنةً ويسرةً دون محاسبة، دون دراسة وتفكير، صندوق الأجيال مخروم والكل شاهد على سرقة محتواه.

الكويت هي المحتاجة، الكويت هي "العطشانة"، الكويت لا يرويها ولا يطعمها إلا الولاء لها، دون أجندات خارجية، الكويت هي المحتاجة إلى رجال صادقين، حريصين على رفع سمعتها، وتقوية كيانها ومؤسستها، وإكرام شعبها أيما إكرام، الكويت هي المحتاجة إلى صفاء القلوب، وتوحيد الصفوف والكلمة، قبل أن يفترس سرطان الفساد الهيكل العظمي للبلاد.

فما أنا لكم إلا ناصح أمين.

***

باقة ورد إلى سمو الأمير ووالد الجميع بمناسبة تنازله عن القضايا المتعلقة بالمس بالذات الأميرية... فلك يا سمو الأمير كل الشكر على هذه البادرة الطيبة والنبيلة.