المستشرقة الألمانية كريستيانا باولوس: ثلاثة ملايين مسلم في ألمانيا يواجهون مشاكل مع النازيين الجدد
• مسيحيو الشرق يرفضون الحوار ويخافون مواجهة الآخر
• أطالب بحرية اعتناق الأديان وإعادة النظر في حد الردة
تهتم المستشرقة المسيحية الألمانية كريستيانا باولوس بمجال الحوار الإسلامي المسيحي منذ عشرين عاماً، وفي حوارها لـ"الجريدة" تؤكد باولوس أن الجالية المسلمة هي الأكبر في ألمانيا وتقدر بما يزيد على ثلاثة ملايين نسمة، تفتح معهم قنوات للحوار والتواصل، في حين يعانون من النازيين الجدد، والمزيد من التفاصيل في السطور التالية.
• أطالب بحرية اعتناق الأديان وإعادة النظر في حد الردة
تهتم المستشرقة المسيحية الألمانية كريستيانا باولوس بمجال الحوار الإسلامي المسيحي منذ عشرين عاماً، وفي حوارها لـ"الجريدة" تؤكد باولوس أن الجالية المسلمة هي الأكبر في ألمانيا وتقدر بما يزيد على ثلاثة ملايين نسمة، تفتح معهم قنوات للحوار والتواصل، في حين يعانون من النازيين الجدد، والمزيد من التفاصيل في السطور التالية.
• حدثينا عن وضع المسلمين في ألمانيا؟
المسلمون الآن في ألمانيا وأوروبا كلها ينتشرون بقوة، ويصل عددهم في ألمانيا إلى أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، ويعتبرون أكبر جالية هناك، ويعملون بقوة في تواصل بعضهم مع بعض ومع المواطنين الأصليين ويسعون إلى إثبات وجودهم كجزء من المجتمع الألماني، ويقولون نحن لدينا الحق في تربية إسلامية في المدارس، وتهتم ألمانيا بحل مشاكل الجاليات المختلفة خاصة الإسلامية من خلال فتح قنوات حوار مع المسلمين وتحقيق مطالبهم على اعتبار أنهم جزء من نسيج المجتمع الألماني.• ما الصعوبات التي تواجهها الجالية المسلمة في ألمانيا؟تواجه مشاكل بسبب وجود تيارات اليمين من النازيين الجُدد والألمان العنصريين التي تستخدم العنف ضد الفئات الأخرى في المجتمع، وبالطبع هذا شيء سلبي ويؤثر على تماسك المجتمع، لكن الحكومة الألمانية تسعى إلى مواجهة ذلك والمحافظة على التنوع الثقافي كمصدر قوة للمجتمع.• في المقابل ما رأيك في وضع المسيحيين في البلدان العربية؟لا أعرف كثيراً عن الأوضاع في بلدان العالم العربي سوى مصر حيث أقيم فيها مع زوجي منذ 14 سنة، وأجريت دراسات ميدانية عدة حول وضع الأقباط في مصر ومدى الحقوق الممنوحة لهم وعلاقتهم مع المسلمين.• وبِمَ خرجت من هذه الدراسات؟وجدت وضع الأقباط صعباً جداً، هم عندهم خوف من مجتمع الحداثة وعندهم كبت ويعزلون أنفسهم اختيارياً دون إجبار من أحد بسبب أسلوب التدين الذي نشأوا عليه ليس فيه أي فرصة للنقاش أو للحوار، ومن هنا لمست أنهم منغلقون على أنفسهم.• من وجهة نظرك كيف يتغلبون على ذلك؟يجب أن يتعلموا ثقافة الحوار والنقاش مثل المسيحيين الغربيين الذين تعلموا هذه الأساليب، حيث يعبر عن نفسه بثقة دون تذبذب أو خوف ويتحدث في كل شيء وأيضاً عن الدين وعن تدينه بشكل حضاري ومؤثر، وقد تعلم المسيحيون الغربيون هذا الأسلوب من المسلمين في القرون الوسطى، لكن الأقباط خاصة الأرثوذكس هنا في الشرق لم يتعلموا من المسلمين هذا الأسلوب الحواري على طول تعايشهم وتجاورهم، وهنا أتساءل لماذا تعلم المسيحيون الغربيون ثقافة النقاش ولم يتعلمها الشرقيون؟ ذلك لأن المسيحيين في العصور الوسطى حاربوا المسلمين بهذا الأسلوب، فقد كانت هناك حروب بين المسلمين الشرقيين والغربيين وهي ما تعرف بالحروب الصليبية، فالصليبيون كانوا يحاربونهم بالأسلحة الروحية فتعلموا اللغة العربية والمناهج الإسلامية والقرآن وتعلموا ثقافة النقاش حتى يضربوا المسلمين بها، وهذه أسلحة استغلها مسيحيو الغرب بذكاء على عكس مسيحيي الشرق، مع أنهم هنا يدخلون في أهل الذمة، وهم اكتفوا بذلك والموضوع انتهى وليس هناك داع للدفاع عن أنفسهم.• ما المطلوب بعد الثورة المصرية لحصول الأقباط على حقوقهم؟ يجب أن تكون هناك حرية اعتناق الأديان، فمن أراد اعتناق الإسلام اعتنقه دون مشاكل وكذلك من أراد اعتناق المسيحية من المسلمين يجب عدم منعه أو قتله، ويجب أن تتلاشى قاعدة قتل المرتد، حيث يجب التجديد في الفكر والخطاب الديني الإسلامي، وأن يتم تعليل هذا الموضوع حتى لا يكون باباً للتعصب، وأن نأخذ في هذه القضية برأي المعتدلين من علماء الإسلام مثل الشيخ يوسف القرضاوي، الذي أفتى بعدم قتل المرتد حيث يجب أن نعامل الاختلاف الفكري والعقائدي باحترام وليس على أنه لص أو مجرم، ودعني أقولها صراحة أصلاً إذا فكر إنسان في عدد المسيحيين الذين يعتنقون الإسلام وعدد المسلمين الذين تنصروا فسنجد أن الكثيرين أسلموا من أجل إيمانهم أن الدين الإسلامي دين منطقي وواضح في حين نجد نادراً ما يعتنق المسلم المسيحية، ومع أن الإنسان المسلم الذي يريد اعتناق المسيحية، حينما يتفكر في المسألة فسيجد أنها لا تتفق حتى مع العقل فكيف يترك عبادة إله واحد لعبادة ثلاثة آلهة فهو بذلك يدخل في تناقض فكري ونفسي.• أين منظمات حقوق الإنسان من هذه القضية؟هي موجودة لكن لا أرى لها دوراً مهماً في هذه القضية، حيث أسمع عنها فقط مثلي مثل غيري وأغلبها كانت تتكسب من القضية وتعمل على تشويه صورة العلاقة بين الأقباط والمسلمين في مصر.• تقيمين في مصر منذ 14 سنة هل لمست أي اضطهاد من المسلمين ضد الأقباط في مصر كما يزعم بعض أقباط المهجر؟إطلاقاً لا يوجد مثل هذه الادعاءات وأتحدى من يثبتها فطوال إقامتي بمصر ومن خلال دراساتي حول وضع الأقباط فيها لم ألمس أي اضطهاد يمارس ضد المسيحيين، وفي رأيي أن أقباط مصر وغالبيتهم من الأرثوذكس لديهم خوف تجاه المجتمع ويرفضون أي نقاش مفتوح لمذهبهم مع الطوائف المسيحية الأخرى، كما أن المسيحيين الشرقيين لديهم عقدة نفسية اسمها «العدو الإسلامي» وهم يفعلون ذلك ليس لأن المسلمين يضطهدونهم بل يحتاجون إلى عدو خارجي حتى ينعزلوا عن المجتمع، فهم يرغبون في أن يخافوا من المسلمين حتى يعيشوا في عزلة دائمة.• وما هي المشكلة الأساسية للأقباط في مصر؟المشكلة أن الأقباط في مصر لا يجيدون التعبير عن أنفسهم ويرفضون الحديث عن دينهم، فالتدين بالنسبة لهم منطقة مقدسة ومحرمة وليست مجالاً للنقاش ويرفضون التواصل مع غيرهم في المجتمع، مع أن الأقباط الغربيين لديهم القدرة على الحوار ويحبون التواصل ويتحدثون عن معتقداتهم بحرية كبيرة انطلاقاً من حب التقارب مع الآخرين.• ما رأيك في تناول وسائل الإعلام خاصة في مصر والبلدان العربية لعلاقة المسلمين بالأقباط؟وسائل الإعلام تتناول العلاقات الاجتماعية في ضوء ما يتوافر لديها من معلومات دون إقحام الدين في المسألة، لكن الناس في أحاديثهم اليومية يبتعدون عن الكلام في الدين وهذا تصرف تقليدي، خشية حدوث مشاكل، وبعيداً عن تصرف الكبار المتحفظ والتقليدي وهو تصرف خاطئ طبعا، نجد الشباب يتمرد على ذلك رغبة منه في المعرفة والتحاور، لكن للأسف لا تكون النتيجة لمصلحته لعدم وجود ثقافة الحوار لديه حتى في حالة الحوار مع المسيحيين الغربيين لا يستطيعون الكلام والتحاور مع مسيحيين مثلهم.• هل هناك تخوفات في الخارج بعد صعود التيار الإسلامي إلى الحكم في مصر؟هناك تخوف في الخارج وفي الداخل، وأتمنى أن تحتوي هذه التيارات الإسلامية الفئات والأطياف المختلفة عقائدياً وثقافياً، خاصة مع حرص الجميع على استقرار الوطن.