• موسكو تتحول إلى غرفة عمليات • غارات على إدلب واشتباكات في حلب  • المعارضة تتقدم في تل الذهب

Ad

رغم تحول موسكو رسمياً إلى غرفة عمليات لإدارة الأزمة السورية المشتعلة، نفى المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي وجود مشروع روسي- أميركي يضع حداً للأحداث الدامية في سورية التي حصدت أكثر من 45 ألف قتيل، مشدداً على ضرورة إجراء «تغيير حقيقي» في هذا البلد وتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة.

في ظل توسع دائرة المواجهات بين القوات النظامية السورية والجيش الحر خصوصاً في إدلب وريف دمشق، دعا مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة المشترك الأخضر الإبراهيمي أمس إلى تغيير حقيقي في سورية وتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة إلى حين إجراء انتخابات جديدة.

وقال الإبراهيمي، في مؤتمر صحافي في دمشق اختتم به جولة أخرى من البحث عن تسوية يقبلها السوريون المتناحرون، إن «التغيير المطلوب ليس ترميمياً ولا تجميلياً، الشعب السوري يحتاج ويريد ويتطلع إلى تغيير حقيقي، وهذا معناه مفهوم للجميع»، مضيفاً: «يجب تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وهي عبارة مفهومة تعني أن كل صلاحيات الدولة تكون موجودة في هذه الحكومة».

وأشار إلى أن هذه الحكومة يجب أن «تتولى السلطة أثناء المرحلة الانتقالية التي يجب أن تنتهي بانتخابات»، موضحاً أن هذه الانتخابات «إما أن تكون رئاسية إن اتفق أن النظام سيبقى رئاسياً، أو انتخاباً برلمانياً إن تم الاتفاق على تغيير النظام إلى برلماني»، مؤكداً أهمية ألا تسبب المرحلة الانتقالية «انهيار الدولة ومؤسساتها».

مشروع متكامل

لكن الإبراهيمي قال إنه «لم يقدم مشروعاً متكاملا في الوقت الحالي»، مؤكداً أنه يفضل أن يقدم مشروعا كهذا في وقت «تكون الأطراف وافقت عليه كي يكون تنفيذه سهلاً وفي حال عدم التمكن من ذلك قد يكون الحل الآخر هو الذهاب إلى مجلس الأمن واستصدار قرار ملزم للجميع».

ونفى الإبراهيمي، كما وزارة الخارجية الروسية، أن يكون حمل مقترحاً أميركياً روسياً للحل، وذلك بعد ترجيحات صحافية باتفاق مماثل اثر اجتماع الإبراهيمي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته الأميركية هيلاري كلينتون في دبلن في السادس من ديسبمر، قائلاً: «يا ريت (يا ليت) هناك مشروعاً»، مبيناً أن اجتماع دبلن كان بمبادرة منه لأن الدولتين لهما من التأثير ومن المسؤولية العالمية.

وتابع الإبراهيمي: «أنا لم آت هنا للتسوية ولكن أنا هنا للمرة الثالثة لفعل ما يمكن للخروج من هذه الأزمة التي تتخبط فيها سورية»، معتبراً أن الحل «يتم عن طريق تقارب في وجهات النظر بين السوريين وإن كانوا غير قادرين على ذلك بمفردهم يجب على المجتمع الدولي وعلى جيرانهم مساعدتهم».

وتزامن المؤتمر الصحافي للموفد الدولي، مع بدء زيارة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى موسكو، التي تحولت إلى غرفة عمليات لإدارة الأزمة المحتدمة في سورية. وأجرى المقداد محادثات أمس في مقر الخارجية الروسية، لم يتسرب عنها شيء.

وفيما من المرتقب أن يلتقي المقداد لافروف، يتوقع أن يصل الإبراهيمي إلى موسكو غداً، بعدما أمضى عدة أيام في دمشق منذ الأحد، التقى خلالها الأسد والمعارضة دون الاتفاق على شيء، في حين أعلنت وزارة الخارجية الروسية وصول وزير الخارجية المصري محمد عمرو إلى موسكو في زيارة ستشمل محادثات ومؤتمراً صحافياً مع لافروف غداً.

قصف واشتباكات

ميدانياً، شن الطيران السوري أمس عدة غارات جوية على محيط معكسر للقوات النظامية في محافظة إدلب يحاصره مقاتلو المعارضة منذ أكثر من شهرين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: «نفذت الطائرات ثلاث غارات على محيط معسكر وادي الضيف وعين قريع ومحيط مدينة معرة النعمان» في إدلب، مشيراً إلى استمرار الاشتباكات العنيفة في هذه المنطقة منذ يوم أمس الأول، فيما قصفت الطائرات المروحية بلدة بنش في المحافظة نفسها.

ويحاصر مقاتلون من كتائب عدة مناهضة لنظام الأسد معسكر وادي الضيف منذ سيطرتهم على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في التاسع من أكتوبر الماضي.

وفي جسر الشغور في إدلب، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، الذين تمكنوا من السيطرة على حاجز لهذه القوات في تل الذهب، بحسب المرصد، الذي تحدث عن «قتل وجرح عدد من القوات النظامية اثر تفجير رجل سيارة مفخخة في حاجز في قرية اليعقوبية» ذات الغالبية المسيحية.

وفي ريف دمشق، دارت اشتباكات في مدينة داريا جنوب غرب دمشق التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها منذ فترة، بحسب المرصد الذي أشار الى تعرض مدينة الزبداني في ريف العاصمة للقصف. كما تحدث المرصد عن سقوط قتلى وجرحى اثر انفجار سيارة مفخخة في شارع النهر بمنطقة السبينة في ريف دمشق. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن التفجير وقع خلال ذهاب الموظفين إلى أعمالهم والطلاب إلى المدارس، ما أدّى إلى استشهاد 4 مواطنين وإصابة 10 آخرين معظمهم من طلاب المدارس.

وفي محافظة حلب (شمال)، تحدث المرصد عن اشتباكات عنيفة جرت فجر أمس في محيط كتيبة دفاع جوي بالقرب من مطار النيرب العسكري، مشيرا إلى «معلومات عن سيطرة مقاتلين من الكتائب على أجزاء من محيط المطار».

(دمشق، موسكو- أ ف ب،

رويترز، د ب أ)