سورية: أوباما يبحث الردّ إذا ثبت استخدام «الكيماوي»

نشر في 25-08-2013 | 00:01
آخر تحديث 25-08-2013 | 00:01
فابيوس وأردوغان متأكدان من مسؤولية الأسد... وطهران تملك أدلة ضد المعارضة وتحذر من تدخل غربي
تصاعدت حدة ردود الفعل الغربية والإقليمية على «مجزرة الغوطة»، التي يشتبه في استخدام نظام الرئيس بشار الأسد السلاح الكيماوي خلالها، إذ بدأ الرئيس الأميركي أوباما مشاورات جدية داخل إدارته، لبحث كيفية الرد إذا ثبت استخدام الكيماوي. 

لاتزال «المجزرة الكيماوية» التي شهدتها منطقة الغوطة قرب دمشق قبل أيام في واجهة المشهد السوري، خصوصاً مع ارتفاع حدة المواقف الغربية، خصوصاً واشنطن، حيث عقد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس اجتماعاً مع فريق الأمن القومي لبحث اتهامات المعارضة السورية للنظام باستخدام السلاح الكيماوي، وأيضاً كيفية الرد على هذا الأمر في حال تأكد حدوثه. 

وقال مسؤول في البيت الأبيض إن أوباما سيجتمع مع فريق الأمن القومي وإنه امر أجهزة الاستخبارات بـ»جمع الأدلة بهدف تحديد ما حصل في سورية»، مؤكداً أنه «حين نتحقق من كل الوقائع، سيصدر الرئيس قراراً حول طريقة الرد عليها»، مضيفاً: «لدينا خيارات عدة مطروحة وسنتحرك بسرعة تامة لكي نتخذ قرارات تتوافق مع مصالحنا القومية، وكذلك مع تقييمنا لما يمكن ان يحقق اهدافنا في سورية». 

 

اجتماع عسكري 

 

وكان مصدر عسكري أردني مسؤول أفاد وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) أمس الأول بأن اجتماعاً سيعقد في الأردن خلال الأيام القليلة القادمة لرؤساء هيئات الأركان في عدد من الدول بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية. وأوضح المصدر لـ «بترا» أن «الاجتماع سيشكل فرصة للدول المشاركة الشقيقة والصديقة لبحث الأمور المتعلقة بأمن المنطقة وتداعيات الأحداث الجارية خاصة الأزمة السورية وتأثيراتها».

وفي حين وصلت ممثلة الأمم المتحدة السامية لشؤون نزع السلاح أنجيلا كين الى دمشق أمس لبحث التحقيق حول مزاعم استخدام السلاح الكيماوي، أعلن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أمس أن المعارضة السورية أكدت له أنها ستتعاون مع خبراء الأمم المتحدة الذين يحققون في استخدام السلاح الكيماوي، وذلك بعد إجرائه محادثات مع رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا.

من ناحيته، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الذي يقوم بزيارة لرام الله في الضفة الغربية أمس، إن كل المعلومات تدل على ان النظام السوري هو من ارتكب «المجزرة الكيماوية». وأضاف: «نطلب أن يتمكن فريق الأمم المتحدة في المكان من التوجه بسرعة الى الموقع والقيام بعمليات التحقيق الضرورية» معتبراً أنه «إن لم يكن للنظام ما يخفيه، فلتجرَ عمليات التحقيق على الفور».

أما رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان فقد اتهم «الديكتاتور القاتل بشار الأسد» بارتكاب مجزرة الغوطة «كغيرها من المجازر»، معتبراً أن «الأسد يبذل آخر جهد ممكن، لكن الله سيستدعيه قريباً للانتقام من قتل أطفال أبرياء». 

النظام يتهم 

 

في المقابل، اتهم النظام السوري أمس مقاتلي المعارضة السورية باستخدام اسلحة كيماوية في دمشق. وذكر التلفزيون السوري الرسمي أن «وحدة من قواتنا الباسلة تطوق المنطقة في حي جوبر (عند أطراف العاصمة السورية) التي يعتقد أن إرهابيين استخدموا سلاحاً كيماوياً انطلاقاً منها»، لافتا الى حصول العديد من «حالات الاختناق» في صفوف الجنود الذين دخلوا الحي.

من ناحيتها، وفي اتهام هو الأول من نوعه، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن وحدة من القوات المسلّحة عثرت على براميل كتب عليها «صنع في السعودية» خلال اقتحامها جوبر. وكانت الوكالة نقلت عن مصدر وصفته بالمسؤول، أن عدداً من الجنود أصيبوا بحالات اختناق أثناء دخولهم إلى الحي «جرّاء استخدام مجموعات إرهابية مسلّحة سلاحاً كيماوياً».

 

طهران 

 

إلى ذلك، أعلنت إيران، أبرز حليف إقليمي للأسد أمس أن هناك «ادلة» على استخدام مسلحي المعارضة السورية أسلحة كيماوية، وحذرت من أي تدخل عسكري غربي في النزاع السوري. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس عراقجي: «نحن قلقون جدا ازاء المعلومات حول استخدام أسلحة كيماوية في سورية وندين بشدة استخدام مثل هذه الأسلحة»، وأضاف: «هناك أدلة على أن المجموعات الإرهابية قامت بهذا العمل» في إشارة الى مجزرة الغوطة.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني تحدث أمس عن استخدام «عناصر كيماوية» في سورية دون أن يتطرق الى المسؤولين عن استخدام هذه «العناصر».

(دمشق، واشنطن، طهران ــ

أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top